18

5.2K 183 0
                                    

الحلقه الثامنه عشر"ابن قلبي2".
---------
نهضت عن مكتبها فور إنهاء إتصالها بأحمد،لتطمئن علي صديقتها..فـ القلق يكاد يأكُل خلايا عقلها ولكنها عرفت مؤخراً بأن صديقتها أصبحت علي ما يُرام...
في تلك اللحظة قامت بحمل حقيبه يدها لتنطلق خارج المكتب ليُقابلها فهد قائلاً بنبرآت مُتسائله:مدام تسنيم بقيت أحسن؟!
حياء وهي توميء برأسها إيجاباً:اه الحمدلله.
فهد بتفهم:طيب يادوب نلحق الوفد..زمانهم علي وصول.
أخرجت حياء هاتفها بهدوء ومن ثم تابعت وهي تضع الهاتف علي أُذنها في ترقُب:لحظه بس هكلم مالك.
اومأ فهـد برأسه مُتفهماً وما هي إلا ثـوان حتي زفرت حياء في ضيق وقلق شديدين...
-يا تري فونه مقفول ليه؟!..ممكن يكون فصل؟!
فهد بإستغراب:يلا بينا.
إستسلمـت حياء لذاك الوضع ،فهي مُجبره علي أن تحل مكان صديقتها وهذا عملُها..ربما عدم إخباره قد يُزعجه كثيراً..ولكن هذا ما توجب عليها فعله..فهي تتعامل الأن بإسم الشركه وضياع صفقه كهذه سيضُر بخطط الشركه المُستقبليه..حتي لو وُجد فهد بجانبها فهو مجرد رقيب علي أدائها ليس إلا....
ترجلا سوياً خارج الباب الرئيسي للشركه وظلت تدعو في نفسها أن لا يُثير هذا حنقه..فقد رغبت أن يتفهم هو ما تمُـر به..
وهنـا ركبت حياء السياره الخاصه لفهـد مُنطلقين سوياً حيث الفندق...
-------
-أكيد مش راجعه علشان أثنـي عليك في كُل حاجه عملتها ولا اصقفلك..واوعي تكون فاكر إن مقابلتي ليك من ضمن رغباتي...أبداً ما تعرفش قد ايه مش طايقه وجودك معايا في نفس المكان..بس إنت مُجبر تسمعني ودا لمصلحتك طبعاً.
اردفت السيده هاله بتلك الكلمات في برود بينما رمقها حمدي بضيق خفيف وبعدها تابع بتساؤل:لمصلحتي ازاي بقي؟!!!
هاله مُكمله:أذيتني زمان..وكُنت السبب في إن انا وجوزي نسيب القاهره ونمشي،،وانا رضيت بالمكتوب ومحاولتش اوديك في ستين داهيه واشهد ضدك..ودي بردو ما كانتش من ضمن رغباتي..انا لو عليا عاوزه اشوف حبل المشنقه حولين رقبتك..بس اتعلمت من مُعاذ أن الزمن بيرجع الحقوق..لكن إنك تفكر تأذي إبني قسماً بالله انا اللي هوصلك لحبل المشنقه بإيدي.
حمدي بغضبٍ وتشنُجات خفيفه:ولد عادي..لا هو مصري ولا له حاجه هنا..فتحتيلوا بيتك وعملتيه ابنك؟!!!
هاله بصرامـه:اه ابني اللي مخلفتهوش...الراجل الوحيد اللي اثبت رجولته في حياتي بعد مُعاذ..الام مش اللي بتولد..الام اللي بتربي.
حمدي بتساؤل:وايه علاقه ورد بكُل اللي حصل بيننا زمان..إنتِ بتنتقمي مني بيها؟!!..علشان كدا روحتي سلمتيها للعيله دي!
هاله بضحكه ساخره:المفروض تكون مديونلي بالمعروف دا..إني رحمتها من سواد قلوبكم وقذارتكم..سبحان الله البنت دي ما تشبهلكمش أبداً..هي اه نفس ملامح فاديه أختي..بس أفعال ،دي ملاك وسط جزيره الشياطين.
حمدي بثبات:يعني إنتِ مش كرهاها لانها شبه أختك؟!
هاله بهدوء:ومين قالك إني بكره أختي!!!..الإنسان ما بيتكرهش..أفعاله اللي بتتكره..وبعدين احساسي ناحيه ورد..زي إحساس اي جده لحفيدتها..بس دا ما كنش موضوعنا..ابعد عن مالك وعيله فهمي..انا بحذرك يا حمدي وزي ما دسيت السم في حفيدك عالجه قلب فوات الاوان ،قبل ما الترابيزه تتقلب عليكم.
في تلك اللحظة هتف مالك بنبرآت صارمه وهو يضع كلتا كفيه علي الطاوله بحزم قائلاً...
-امي؟!!...بتعملي ايه مع الراجل دا!!!!
صُدمت هاله من رؤيه مالك لها ،فهذا أخر ما كانت تتوقعـه حيث تابعت بنبرآت مُتلعثمه:مالك ايه اللي جابك هنا؟
مالك بغضب عارم:ايه شغلك مع الراجل دا فهميني!!!!
نهضت هاله عن الطاوله ومن ثَم امسكت بذراع مالك وهي تُتابع بهدوء:طيب خلينا نمشي من هنا وهشرحلك كُل حاجه.
مالك وهو ينظُر بإتجاه حمدي رافعه إصبعه السبابه في وجهه:قول لحفيدك..إني هحرقه حي وهجيبك تتفرج علي لحمه وهو بيتصفي لو لمس شعره واحده من مراتي او بناتي،او اي حد يخُصني..وابعد عن امـي واتقي شري اللي لسه ما شفتهوش.
قـام مالك بجذب ذراع السيده هاله ثم اسرعا مُتجهين خارج المطعم الذي عباره عن طاولات خشبيه موضوعه علي احد الشواطيء ومكشوفه لعابري الطريق...
دلـف مالك داخل سيارته دون ان يتفوه بكلمه ثم تبعته هاله وهي تهتف قائله:مالك..ممكن تهدي؟!!
مالك وهو يمسح علي غُره رأسه بعدم إرتياح:ايه سبب مقابلتك للراجل دا؟!
هاله بهدوء:طيب فهمني بس إحنا رايحين فين دلوقتي؟!
مالك بتنهيده قويه:رايحين الشركه ،عقبال ما حياء تخلص الصفقه وناخدها ونرجع..ما جاوبتيش علي سؤالي؟!
هاله بنبرآت مُختنقه:طليقي السابق..النصاب اللي دخل حياتي سرق كُل حاجه منها حتي روحي وهرب مع أُختي.
مالك بذهول:حمدي؟!!!!!
--------
-ممكن تهدي السرعه شويه يا استاذ فهد بعد إذنك؟!!
اردفت حياء بتلك الكلمات في إختناق وهي تضع يدها اسفل بطنها..تكاد روحها تخرج من أضلُعها من شده الخوف بينما تابع فهـد بنبرآت قلقـه:مش عارف اوقف العربيه!!!!..مش فاهم ايه اللي بيحصل بجد؟!
حياء بنبرآت اشبه للبُكاء:قصدك ايه؟!
فهد مُحاولاً السيطره علي خوفه:أهدي يا مدام حياء..ما تخافيش مفيش حاجه هتحصل.
حياء بصُراخ من سرعه السياره الرهيبه،حيث بدأ الهواء يتخبط بهما وهنا رددت بإنهيار:مش قادره اخد نفسي.
أحست حياء بألم فظيع أسفل معدتها فأمسكت هاتفها بأيدٍ مُرتعشه وقامت بالإتصال علي زوجها ثم زفرت ببُكاء:افتح تليفونك بقي علشان خاطري..ابني؟!
فهـد ناظراً للطريق في خوف:لو سمحتي يا مدام حياء اهدي علشان الجنين.
حياء وهي تُغمض عينيها بفزع:اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن سيدنا محمداً رسول الله.
أخـذت تُكرر الشهاده لأكثر من مـره بينما وجـد فهد احد اكوام الرمـال الصفراء علي جانبي الطريق..فوجد ان هذا هو الحل الأمثل لكبح زمام السياره وبالفعل إتجاه ناحيه الرمال لتُصدم السياره بهذه الكـومه..ليغيبا عن الوعي من شده الفزع...
-------
افضي ما داخل ذهنه في هذه الأوراق ،فهو يُرتب مُنذ فتره لهذه الصفقه وحجم الربح منها..هذا الربح الذي سيعلـو بأداء الشركـه من جديد وبينمـا مشغول هو ،مُركزاً بإنتباه إلي الاوراق يجد السكرتيره تدلف داخل المكتب في توجس ثم رددت بهدوء...
دعاء وهي تقترب من المكتب:باقه الورد دي لحضرتك يا فندم؟!
إلتقطها عبد العزيز في ثبات ثم اشار لها بالخروج بينما امسك هو بالورقه المُلحقـه بهذه الباقه وبدأ في قراءه ما دوُن عليها:"انا عارف الصفقه دي مُهمـه اوي بالنسبالك،بس للاسف ملكش نصيب فيها يا عبد العزيز باشـا..ودا اول إنتقام مني..ابقي سلملي علي مالك واعتذرلي منه علشان مش هقدر احضر العزا"
نهض عبد العزيز من مجلسهِ علي الفور وقد تضاربت نبضات قلبه في سرعه شديده..اهذا خالد ام حمدي؟!!..وكيف لَم تتم الصفقه بعد!!!يتوجب ان تكون هذه الصفقه باتت في جُعبتنا الآن؟!!..وما الذي يقصده بعزاء؟!!.
أمسـك عبد العزيز بهذه الورق واسرع خارج مكتبه علي الفور وهو يضرب كفاً بالأخـر
"علي الجانب الاخر"
-وخبيتي عني كُل دا ليه؟!
اردف مالك بتلك الكلمات في ضيق أثناء جلوسه داخل مكتبه بالشركه في إنتظار قدوم زوجته بينما تابعت هاله بهدوء:يا بني إنت فيك اللي مكفيك..وبعدين اديك عرفت قولي ايه اللي اتغير!!!!
في تلك اللحظه قطع حديثهم دلوف عبد العزيز داخل حجره المكتب الخاصه بمالك دون سابق إنـذار مُردداً:مالك..كلمت حياء النهارده؟!!..برن عليهم ما بيردوش؟!
مالك مُلتفتاً له:فوني فاصل شحن..طيب رنيت علي تسنيم؟!
عبد العزيز بتنهيده قويه:تسنيم تعبت ع اخر لحظه ونقلناها للمستشفي وفهد هو اللي راح مع حياء لمقابله الوفد.
مالك وهو ينهض من مجلسه بصدمه:نعم!!!!..ايه الكلام دا يا عمـي؟!..وليه محدش قالي بالتغيُرات دي؟!!
عبد العزيز بصرامه:لما يكون فونك شغال يا استاذ.
هاله مُتدخله:اهدوا يا جماعه..دلوقتي نفهم ايه اللي حصل..انا هرن علي حياء.
قـامت السيده هاله بالإتصال علي هاتف حياء بطريقه مُتكرره ولكن دون جدوي بينمـا حاول السيد عبد العزيز الوصول إلي فهد...
إستفاق هو من غيبوبته الصغيره هذه علي صوت رنين هاتفـه فقام بإلتقاطـه علي الفور ثم ردد بنبرآت خافته ومُتقطعه:الحقنا يا عبد العزيز باشا..العربيه ماكانش فيها فرامل واحنا دلوقتي علي الطريق السريع..هحاول اخرج من العربيه علشان بتطلع دخان..وحضرتك اعمل حاجه..مدام حياء فقدت الوعـي.
اغلـق عبد العزيز الهاتف ثم قام بإخبار مالك الذي هـرول ناحيه سيارتـه دون أن ينتظـر أن يُكمل السيد عبد العزيز حديثه...
ترجل داخل سيارته وما أن جلس امام مقود السياره حتي قام بإشعاله ولكن تفاجأ بتعطُل السياره ورفضها السير..
زفـر مالك في ضيق وأخذ يصرُخ بنبرآت عاليه:امشي بقي!!!
أمسك هاتفه علي الفور وقام بمُحادثه يوسف الذي اجاب بهدوء:ايوه يا مالك؟!!!
مالك بغضب جامح:مراتي بتروح مني يا يوسف،الكلب بينفذ تهديداته..هات العربيه بتاعتك وقابلني علي الطريق السريع..بسرعه اتحرك.
أغلق مالك الهاتف تاركاً يوسف في صدمته بينمـا هرول مالك خارج سيارته مُحاولاً ايقاف احد السيارات...
"علي الجانب الاخر"
قـام يوسف بإحضار مفتاح سيارته دون أن يرتدي الثياب الخاصه بالخروج ومن ثم اخذ يُكور قبضه يده في خوف مُردداً لنفسه:استر يارب.
في تلك اللحظه قطعت سيره وهي تهتف بنبرآت مُستغربه:يوسف.. إنت رايح فين؟!
يوسف وهو يَهم بفتح باب المنزل ثم يلتفت لها وبنبرآت مُحذره ردد:ابعدي عن وشي حالاً..لو اختي جرالها حاجه.. هصفي دم اخوكـي..انا ندمان إني فكرت احميكي منه..بحميكي علي حساب أُختي..واوعي امـي تعرف بأي حاجه..فاهمه؟!
انهي يوسف جُملته الأخيره ثم هرول مُنطلقاً خارج البنايه بينما جلست هي القُرفصاء أرضاً وبدأت الدموع تنهمـر علي وجنتيها في إختناق مُردده بنبرآت عاليه بعض الشيء:"ليه كُلكم شايفين إني السبب في كُل حاجه..انا ليه دايماً عبء في حياه كُل واحد فيكم..رغم اني اخر واحده افكر أذي حد..بتاخدوني بذنب غيري لييييه؟!..تعبت بقي ،تعبت".
-----------
-ايه الأخبار في الشركـه عندك يا حلوه ؟!
اردف خالد بتلك الكلمات بنبرآت إنتصار بينما تابعت هويدا وهي تترجل خارج الباب الرئيسي للشركه:الدُنيا هنا والعـه..انا دوامي خلص فـ قولت اخرج احتفل بالمناسبه دي..وبعدين فين حلاوه نجاح المهمه؟!
خالد بضحكه عاليه:إنت تؤمـر يا جميل.
هويدا بفضول:تفتكر فهد ومدام حياء ماتوا؟!
خالد بثقه:إنتِ بتتكلمي في ايه؟!..عربيه من غير فرامل علي الطريق السريع!!!..مفيش خيارات ليهم غير الموت.
------------
-استر يارب..طيب ما عرفتوش مكانهم لحد دلوقتي؟!
اردف احمد بتلك الكلمات في صدمه وخوف شديدين أثناء وقوفـه خارج غرفه زوجته حيث قام بنقلها إلي الڤيلا بعد ان تأكد من سلامتها بينمـا تابع عبد العزيز بضيق:انا في الطريق ليهم يابني..ادعي ما يكونش حصلهم حاجه.
احمد بحسم:طيب انا جايلكم حالاً.
عبد العزيز بتفهم:ماشي..بس ما تبينش اي حاجه لمراتك..لتتعب أكتر.
----------
أستفاقـت السيـده هُـدي علي صوت نحيبها،فمازالت تجلس القُرفصاء في نفس مكانها وقد احمرت عيناها من شده البُكاء وشُحب لونها في خوف علي ما آلت له الأحداث،،فهي لا تعلم حتي الآن ما الذي مـر بحياء!!!..هل هي بخير ام أصابها أذي..وهنا أسرعت السيده هدي بإتجاهها ثم جلست إلي جانبها ورددت بتساؤل:بتعيطي ليه يا ورد؟!!!
ورد وهي تمحي دموعها بحركات سريعه ثم تبتسم ،إبتسامه لَم تصل إلي ثغرها:مفيش حاجه يا امي..إنتِ إيه مصحيكي دلوقتي؟!!
هدي بتنهيده ضعيفه:معرفش قلبي وجعني شويه..فقومت اصلي ركعتين..المهم قوليلي مالك؟!!!
ورد وهي تجذب كفه ثم تُقبلها بآسف:سامحيني..كلكوا سامحوني..لو أذيتكم من غير قصد..سامحوني لو أذيتكم بحاجه انا أصلاً ما عملتهاش..بس ليه دايماً انا بخفف من الآم الناس ومش لاقيه حد يداويني؟!!!
هُدي بعدم فهم:ربنا يا بنتي دايماً جنبك..وأي إبتلاء بيكون إشتياق..إشتياق من ربنا انه يسمع دعوتك له ،إنه يشوف بُكائك وإنتِ بتطلبي حاجه بشغف ،فـ يطبطب علي قلبك بتحقيقها.
ورد وهي تبكي بهستيريه:بس انا موجوعه اوي..حاسه ٱني بموت بالبطيء..وكُل الناس بتاخد بطارها مني..رغم ان مفيش بيني وبينهم طار..بس هم شايفين إني الرُكن الأضعف في طارهم.
قـامت السيده هُدي بضمها إلي صدرها ثم رددت بهدوء وهي تربُت علي ظهرها بحنو:فضفضي يا بنتي..انا سمعاكِ.
ورد وهي تُبادلها الضمه ثم أستئنفت بُكائها بحسره:يا ريت كان ليا ملجأ ،استخبي فيه من ضعفي..يمكن لو لقيت حُضن حنين زي حُضنك دا من زمان،كُنت قويت بيه..بس انا ماليش حد.
-----------
اوقـف يوسف سيارته علي الفور ومن ثم دلف مالك مُهرولاً بإستخدام كشاف الضوء الخاص بهاتفـه المحمول باحثاً عنهما في طيات هذه العُتمـه..ولكنه لَم يعثُر عليهما بعد...
"علي الجانب الأخر"
تعكـز فهد علي أحد ذراعيه والألم يعتصر جسده بأكملها ولكنه نجح وأخيراً بالترجل خارج هذه السياره المُحطمه التي يتصاعد منها الأدخنـه وقد قاربت علي الإنفجار...
هَم في جذبها خارج السياره وهو يتأوه من شده الألم..فقد خشي عليها مما تعرضت له وخاصه انها تحمل روحاً أُخري داخلها، وبالفعل نجح في إخراجها من تحت هذه الأنقاض ولكنه وفجأه يسمع صوت ضربات ضعيفه تصدُر من داخل السياره....
أخذا يسيران بالسياره من جديد وقد أضاءا الأنوار لمساعدتهم في البحث وهنا سمعا صوت إنفجار يدوي في أرجاء المكان بأكمله ...
إلتفت مالك إلي مصدر الإنفجار ليجد النيران تتصاعد من أحد السيارات وهنا هتف بإنهيار...
-حياااااااااء
يتبع
#علياء_شعبان
رئيكوا

ابن قلبي 2Where stories live. Discover now