_" أبي ! أنظُر لهذه المروحية اليدويّة الهوائيّة هُنا ! أتَرى ؟ أليستْ مُدهِشة ؟ أليست جميلةً جدًّا ؟ "
_" ألهذهِ الدّرجَة تراها لامِعة ؟ "
_" لامعةٌ للغاية ❤ "
_" أيُّها الطّفل ! "
كانَ يُناديه بِـ"الطّفل" و هو ذا تسعةَ عشَر ربيعًا ، فلم يكُن في شيَمِه ما يُساعدُ على أن يُنعَت بالشّابّ ،
كانَت جميعُ الأشياءِ تُدهشُهُ ، و كانَ سعيدًا .
كانَ كذلك ، غيرَ أنّ طفولَتَه سُلبتْ منه على حينِ غرّة ..
_________
_[أبي ! أتَرى؟]_
_[ها أنا ذا أشيخُ دونَ أن أغدو شابًّا]_
_[و ها أنا ذا أضحكُ كلّما تذكّرتُ قولكَ إنّك فقدتَ الأمَلَ في أن أكبُر و أن أحظى بعقل]_
_[أتُراني أسرفتُ في عيشِ طفولتي حتّى لم أنتبه لشبابيَ المسلوب ؟]_
_[كبُرتُ فجأةً عندما عنّي رحلتَ]_
_[شختُ فجأةً]_
_[و فقدتُني]_
_________
و كانَ في ذاتِ نهارٍ يجلِسُ في كُرسيّهِ المُثقلُ بِهِ ،
ثم ظهَر ظلّ فتىً يركُضُ .. و ما لبِث أن ظهَرَ صاحبُه :
فتىً في السّادسةَ عشر من عمره يُمسكُ مُجسّمًا لسفينةٍ شراعيّةٍ خلّاب ،
كانَ يلهثُ و يبدو على ملامحِه جُلّ لهفةِ العالمِ المُكدّسة ، يمُد يدهُ المُمسكة بالمجسّم للجالسِ أمامه بحماسٍ :_" أبي ! أنظُر لهذه السّفيتةِ الشّراعيّةِ هُنا ! أتَرى ؟ أليستْ مُدهِشة ؟ أليست جميلةً جدًّا ؟ "
يبتسمُ الأب و يُبدي من اللّهفة أضعافَ الظّاهرَة على محيا ابنه :
_" حقًّا يا رجل ! إنّها بحقٍّ جميلةٌ جدًّا "
فيطيرُ الفتى من فرطِ السّعادة :
_" أليست كذلك ؟ أليستْ كذلك !! "
_" أجل كذلك ! الآنَ أعطِها لي و اغرُب عن وجهي .. صارتْ ملكي "
_" يا رجل ! لا بُد أنّكَ تمزح ! لقد اشتريتُها بماليَ الخاصّ !! "
_" و من أعطاكَ \مالكَ الخاصّ\ هذا ؟ هاه ؟ لقد كسبتُهُ من عرقِ جبيني أيّها التّافه !! "
_" بربّكَ أبي ! متى ستتصرّف كالبالغين ؟ "
_" عندما تتساقطُ أسنانُكَ "
_" و ماذا عن أسنانكَ أنتَ "
_" ليسَ لكَ شأنٌ فيها "
و يستمرّ الشّجارُ ..
_________
__[أبي ! أتَرى ؟]__
__[نعَم أنا شختُ 'فجأةً']__
__[لكنّني 'فجأةً' أستعيدُ طفولتي هُنا]__
__[شيئًا فشيئًا مع ابني]__
__[أبي !]__
__[سأحرِصُ على أن لا يفقدَ فتايَ انبهارهُ بالعالم ..]__
__[سأحرصُ دائمًا على أن لا يكبُر]__:
:_انتَهى_:
* [الرّابعُ من فبْرايرَ الرّماديّ.2017] *
ESTÁS LEYENDO
أن لا يكبُر | Not.grow.up
Historia Cortaيكبُر الإنسانُ عندَما يفقِدُ انبهارَهُ بالعالَم ..