الفصل الأول

80 4 6
                                    


النبذة:
بين تلك الأزقَ المختنقة، يحتشد الأطفال ليحصلوا على السكاكر المغلفة بالقراطيس الزرقاء.
     -------------------------------------------------------

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾

هذا هو أجلُ التَّسبح الذي دعانا خالقنا إليه أن تنزهه من أي نقص وتنسب له كل الكمال، فكانت آية الكرسي أعظم آية تسبيح وكانت سورة الخلاص أعظم سورة تسبيح ولم يذكر في أي منهما ذكر سبحانه أو سبحان الله ولكن تجلت فيها أبرز صور الألوهية، العظمة ،التفرد والقدرة المطلقة، فكان هذا القرآن هو التسبيح الذي لا ينافسه تسبيح مثله، ثم ذكر لنا ربنا في كثير من المواضع أن نسبحه كثيرًا وبين لنا أوقاتها .

(فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ).

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41)وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(42)هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا(43) ﴾

عندها فقط سيخرجنا من ضلالنا و هواننا إلى نور الإيمان، ثم إنه أرشدنا إلى الوسيلة لذلك ألا و هي التفكر في خلقه فكان المنفذ إليه ليتشبع قلبك بكلامه، وتستقر عظمته ومحبته بين جنبابته من خلال خلقه، وتلك كانت العبادة القلبية التي هجرناها فرتددنا على أعقابنا خاسرين، فمتى عرفت الله وتجلت عظمته في قلبك فعلم أنك فعلًا سبحته حق تسبيحه فلن تحدثك ذرة بعدها بعصيانه، وما دمت تعصي ربك فعلم أنك لم تعظم ربك ولم تسبحه كما وجهك، كل شي قد بينه ربنا لنا في هذا الذكر المبارك (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) ولكن بشرط أن نقرأه بقلوبنا (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا).

ياااااه ما أعذبَ كلامك يا الله، رحم الله روحًا لا تفارق مخيلتي.

واحتضنت الكراسة بيدين مرتجفتين،رفعت رأسها إلى السقف و أغمضت عينيها لتنحدرة دموعها كشلالات تخترق الصخور وتهوي إلى القاع بكل ما حتوته من حنقة وغصة وشوقٍ مأججٍ بلهيب الذكريات.

تدافعت الطالبات بين ربوع ساحات مدرسة أم سلمة، مشكلين وحدات منفصلة عن بعضها، كل وحدة خاصة بفصل معين و في بداية تلك الصفوف المرتبة براعم تزين ملابسهم أشرطة زاهية الألوان، أحمر هو فصل أول*1 ، الأخضر للأول*2 و البنفسجي للأول*3، هنا وقفت فتاة قد صُفِفَ شعرها البني إلى جديلتين والشمس تبرز حمرته بأشعتها المتوهجة، إلا أن جديلة كانت مفككة من أطرافها فقد فقدت إحدى ربطات شعرها وهي تقفز قفزاتها المتهورة وتقذف برأسها يمنتًا و يسرا متجهةً إلى الطابور، أمالت رأسها وهي تنظر إلى الطابور الطويل الذي يليها وتتأمل أشرطة الفصل الأول*5 الزرقاء فهذا هو لونها المفضل،وما هي إلا وثوانٍ دَوّى فيه النشيد الوطني بألحانه في الأجواء والمعلمات يوجهن طالبات الصف الأول للإنصات. 

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Mar 25, 2017 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

الأَروِقَة المُغْلَقةWhere stories live. Discover now