صغيرةُ الجسدِ

992 113 116
                                    

-

- أينَ السيد هوانغ؟

صاحت عقلة الإصبع تلكَ و كلّ قوائمها الصغيرةِ ترتعشُ.

استعادَ بيكهيون النفس الذي تاهَ بفصوص رئتيهِ، فأخرجه بزفيرٍ عميقٍ حادّ كما سؤالهِ:

- أيّ نوعٍ من الخلقِ أنـت؟

كانت فزعة و هي تحدق بالعالمِ الكبير خارج الصندوق.

- هامستر؟  لكن ..كيفَ لكِ القدرة على الكلام؟

اندفع ببطء للأمامِ برؤيتها خائفةً لن تستطيعَ إيذاءه، و تعجّبَ لمظهرها:

- تملكين شعرا و مـ .. ملامحَ كالإنسانِ ؟  أي فصيلة من الإنسانِ هو أنـتِ ؟

كونه طبيبا ذو منهج علميّ التفكير، من المستحيلِ حصولُ أشياءِ كهذه بذهنه، و بذهن كلّ شخص يعيش في هذا القرن.

هل هي ربما روبوت ؟

- فقط من المستحيلِ .. هل أنا أهلوس؟ بيون استفق إن كنتَ تحلم.. فقط ..

زفيره كانَ كما الحبل الذي يشده بالواقع. مدّ يده يتلمسها، ربما كانت عديمة مادة، غير قابلة للامساكِ؟

- ما الذي تريدُ فعلهُ بي ؟

صرخت بأعلى صوتٍ تملكه ليبدو أنه يخرجُ من أعمقِ نقطةٍ من أحشائها، بكاؤها لم يتوقف.

- سيد هوانغ، أتوسلُ إليكَ أنقذني!

ارتعاشهاَ، لم يسهل عليه إمساكها. وقفَ مكانهُ يحاولُ استحضارَ الواقع إليه، هزّ رأسه، فتح عينيهِ و أغلقهما، لا الصوت خاصتها و لاَ وجودها يرغب بالعودة لعالمه، عالم الخيال.

- إنها بحقّ واقعيةٍ.

همسَ مخللا أصابع يده بشعره، مبعثرا إياه، أمام منظر وجهها المدوّر الصغير و الذي يُخيَّل و كأنه صنعَ من حليبٍ لا يشوب بياضه شائبة، صارَ محمرًّا بسبب النحيب.

نزل مجددا يستند على ركبتيهِ، يتماسكُ فلا يريد إرعابها بارتعابهِ هو.

- لمَ السيد هوانغ قد  ..تخلى عنّي؟ ... لم يحضر معي .. حتى جاك ..سـ سكيلينغتون.

شقّ فاهُ هيون.

لمَ الأمر مثير للجنون و قاتلُ من شدة اللطافة و هي تشهقُ كذلك؟

حبٌّ مصغّرٌ   |     Mini LoveWhere stories live. Discover now