"هل يمكنني أن آخذ مقعداً إلى جانبك؟"
سألني وعلمت أنه يوجّه حديثه لي حينَ تحركت شفتاه دون ان استَمِع الام يَقُول
أزلت تِلكَ السماعات وطلبت مِنه ان يُعيد حديثه
"آسفة..هلا أعدت ما قلت؟"
قهقه صَغِيرَة للغاية خرجت من فاهه ليتحدث بعدها
"مقعد شاغر؟"
نظرت إلى جانبي واستوعبت إلام يُشير
"أجل هو كَذَلِك؟"
قلّصت المسافة بيني وبين النافذة لأترك له مجالاً أوسع ليجلس مستريحاً
فور ان أستقر جسده خلع وشاحه الأسود الملتف حَول رقبته وحرك يداه دَاخِل خصلاته المبلله ليجففها
"لدَيك أنامل جميلة للغاية"
تحدّثت لتتباطئ تِلكَ اليدان عن التحرّك وينظر لي بعدها
"أناملي؟"
"أجل"
أعدت تِلكَ السماعات دَاخِل أذناي وعاودت شرودي خارج تِلكَ النافذة أنظر إلي شوارع بريطانيا المبلّلة
وضعتُ رأسي على النافذة وتابعت الإستماع لتلكَ الأغنية الكلاسيكية حَتى حَدث ما لم يكن في الحسبان
..
"آدلين..هل عاودتي تِلكَ الكرّة مُجدداً؟"
نكزات أيقظتني لأزيل السماعات وأنظر فزعة خارِج تِلكَ النوافذ
"هل نِمت مُجدداً؟"
"وقَد ابتعدنا كثيراً عن منزلك..هيا ستعودين مشياً على الأقدام
فزوجتي واطفالي ينتظروني ولا أتحمل إعادتك إلى منزلك بتلك الطريقة كل يوم أيتها الشابة"
تحدّث العجوز وهو يتوجّه إلى حَيثُ مكان القيادة
"آسفة سيّد لوكاس"
تمتمت وانا أستند بتلكَ المقابض الحديدية لأترجل خارِج الحافلة
سمعتُ قهقهته قبل ان يغلق باب حافلته خلفي
رجل جيد ونحنُ اصدقاء جيدون كَذَلِك ولكِن أحيانا ما يتصرف كوغد عجوز.
حينَ تحركت تِلكَ الحافلة بدأت بتحريك قدماي دَاخِل تِلكَ البرك المائية الصغيرةِ الَتِي عكست وجهي غير ظاهر الملامح على سطحها البراق حتى لاحظت توقّف حافلة السيّد لوكاس مُجدداً
ترجل مِنها وانا أراقب أفعاله حتى بدأ يقترب ركضاً إلى حَيثُ أقف
"لا فائدة منكِ آدلين"
بسط يده وهُنَاك وشاح معلّق بِها
"نسيتي وشاحك في الحافلة"
التقطته وما كدت ان اتحدَثُ حتى عاد مسرعاً إلى حافلته
"سيد لوكاس هَذا ليسَ خاصتي"
صرخت ليجيبني صارخاً متابعاً طريقه إليها دونَ ان يُتوقّف
"لَقَد تركه الفتى عليكِ قَبل ان يترجّل من الحافلة"
نظرت مرة أخيرة لأعلم أنه كان يخص الفتى الَّذِي جلس إلى جواري
صاحب تِلكَ الأنامل النحيلة
..
⚠️ القصة مؤلفة من تشابترز قصيرة للغاية
لذلك سيتم تحديثها يومياً او يوم بعد يوم
