القاعة مُكتظةٌ بينما وقفت هيَ بشموخٍ وراثيٍ أمام مِنصةٍ تتزاحمُ بقِمتها مُكبراتُ الصوت
: آنسة "إما لوثر" ، لماذا قمتِ بإنتاج فيلم "صفعة نـُكران" وما هوَ هدفكِ منه ؟ . سألت إحدى الصحفيات لتُجيبَها "إما" بثقةٍ وابتسامة : لأن هاتِه القصة تعني لي الكثير ، فقد وضعتُ مشاعِري بكل تفاصيلِها .
أخذت صحفيةٌ أُخرى دورها : آنسة "لوثر" ممَ استوحتِ فِكرة الفيلم؟ . : قصة الفيلم واقِعية ، عاش أبطالها بمدينتِنا ذاتَ يوم ، وصوتُ الراوية المُسجل في الفيلم هوَ نفسُه صوتُ البطلة "أوريل" التي قصَّت عليَّ قِصتها بلِسانِها .
: وما قولكِ عن كـَونِ القصة مقالةً صحفية ؟! . طرحت نفسُ المرأة سؤالاً آخر فزادت بسمة "إما" حين تراءت لها الذكرى صُوراً أمام مُقلتيها : المقالة الصحفية كانت مُجردَ كِذبة ، كِذبةٌ تحولت إلى عملٍ غايةٍ في الجمال عن حُبٍّ خلقه القدر وقتله الهجر ، (( الهِجرانُ لم يكن مُبرِّراً ولا مُتعمداً ، ولكنه كان مُتقبلاً إلى النفسِ بأمر الحُب ))... هذا ما قالته لي "أوريل" ذاتَ يوم .
قال شابٌ من الحاضِرين : وأين هيَ "أوريل" الآن ؟؟ . : لقد وافتها المنية إثر المرض ودُفِنت قبل شهران .
سألت الصحفية الأُولى وقد بدت مُتحيرة : ولِمَ نشرتِ هذه القصة الواقِعية بالذات دوناً عن باقي القصص ؟؟ . أجابت "إما" بفخرٍ مُختلِطٍ بلمحات شجنٍ وحسرة : لأنها قصة والِداي ، لقد كنتُ أنا ثمَرة ذلكَ العِشق الأسطوري فلِمَ لا أجهرُ به مُفتخِرةً في العالم أجمع ؟! ، وُلدتُ حين كانت أُمي في حالة صدمةٍ دامت لثلاثينَ سنة ، هيَ لا تذكر بأنها أنجبتني بسببِ تِلكَ الحالة فأضحيتُ بالنسبة لها كائنٌ لم يكن ، ورغمَ ذلكَ فأنا أُحبها كثيراً ، وإنني راضيةٌ بهجرها لي كما رضيَت هيَ بهجر والدي الجُندي لها ، نحنُ عائلةٌ ويبدو أن ذلكَ مُمتزجٌ بدِمائِنا ! .
تضاعفت بسمتُها وتنهدت ثم اعترفت وعينيها تتلألأ : لقد نشرتها لأجلِهما ، لكي يُخلَّدَ ذِكرهُما ويعرفَ الجميعُ بأنه كان يُوجدُ "برياين" و"أوريل" ، وأنه كان بينهُما عِشقٌ لم يكن بين أي ثنائيٍ من قبلهِما ! ، هذا كل ما لديَّ شُكراً لكم .
وغادرت "إما" المِنصة وروحها تتراقصُ حُبوراً رُغمَ قلبها المُشفِق الذي يتنهد ألماً ، فهذا العمل هوَ أقلُّ ما تستطيع فعله لهُما..
❁الخاتِمة❁
••
سِحر الحُب المقدَّر مزج خُلاصة "الذهب" بأحجارٍ "صلبةٍ شامخة" وصنع عِقداً غايةً في الجمال ولكن هشمَ جلجال الهجر المُميت تِلكَ الحُلي ليَذرها مُجرد ذكرى بين تناهيد الشفقة وحسرات "العاطِفة" المُجحَفَة
