1

8.7K 399 91
                                    


" اهلا سويون"

أول شيء قالته جدتي عندما فتحت لنا الباب أنا و أمي .. نادتني باسمي الكوري و عندما احتضنتني رائحتها رائحة عائلة آسيوية و بالتحديد عائلة كورية .. انا الآن في كوريا الجنوبية ..

" كيف حالك سويون ؟"

" أنا بخير .. شكراً "

أجبت بعدم ثقة من لغتي الركيكة .. فلم اتحدث لها منذ وقت طويل و أواجه صعوبة في تبديل الكلمات في رأسي بين لغتي الأم و اللغة الكورية ..

اومأت جدتي .. لقد فهمت ما قلت إذاً يمكنني العيش هنا ..

" اووه لقد ازداد طولك سويونااه "

ما زلت جدتي تتحدث و تربت على كتفيّ بقوة .. كيف لهذه السيدة العجوز أن تكون بهذه القوة ..

" و الآن قد تخرجت من الثانوية و ستذهبين لجامعة كوريا الوطنية ها .. انها جامعة ممتازة .. عليكِ أن تكوني ذكية كوالدتك حسناً !"

ابتسمت بلطف لها .. ذكية .. هذه الكلمة ذكرتني بما كنت اعيشه في المنزل القديم ..

لقد قٌبلت في جامعة كنت احلم بها سنين طويلة .. فقط طالبان في مدينتي يمكنه دخولها .. لقد بذلت جهداً كبيراً و بعد تلقي رسالة القبول بكيت لأسابيع من الفرحة و كانت والدتي سعيدة جداً .. أخيراً اتخذت خطوة في حياتي .. حياتي أصبحت تتجه نحو الطريق المنير .. للمرة الاولى شعرت بسعادة تغمرني لم اشعر بها من قبل ..

لكن جدي توفى بعد تخرجي و كان يجب أن تعود والدتي لكوريا لترعى جدتي .. و لسبب ما انتقلت معها ..

هذا ما يسمونه الواقع المر ..

لست مجنونة .. و لكن انتقالي يثبت هذا .. استسلمت لمستقبلي الذي لطالما حلمت به لأجل أن اقدم الدعم المعنوي لعائلتي .. شعرتُ بأنني إن لم افعل هذا سأصبح فتاة انانية .. و من المستحيل أن يسمح ضميري بترك والدتي هكذا .. كل شيء سيصبح بخير طالما أنا مع عائلتي .. يجب أن أذهب للطرف الأخر من العالم و اتحدث لغة لا اتقنها تماماً .. و اتخلى عن الجامعة التي بذلت كل جهدي لدخولها .. اعتدت على سماع اسمي الكوري و ليس اسمي الحقيقي .. سكارلت .. يجب أن أعيش هنا من دون مشاكل و لا تذمر ..

لماذا فعلت ذلك؟ .. لا توجد لدي أي فكرة و هذا الغريب في الأمر .. شعرت وكأنها غريزة، على الرغم من أنني لم أكن أعرف ما نوع هذه الغريزة و هذا الشعور الذي جعلني اتخلى عن جامعة أحلامك .. أشعر و كأنني بالفعل رغبت بتركها و كأن هناك شخص يهمس في اذني بأنني سعيدة بالفعل هنا .. اعتقدت أنني في كوريا ضد رغبتي و لكن على العكس تماماً ..

Dark || جيون جونغ كوك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن