إدراكٌ يليه إرهاق. "الأخير"

757 117 121
                                    

" أنتِ لا تجيدين شيئاً ! اخرج ِمن هنا لا أحتاجك ! "
صرخت أمي بشدّة

" ماذا يحدث ؟ "
تدخل أبي

" إنها لا تفهم، لا تستوعب، إنها بلا فائدة ولا تريد أن تتعلم "
صرخت أمي مرةً أخرى ثم غادرت المطبخ

" لما هي تصرخ هكذا ؟ "
وجهَ أبي نظره لي

" نسيت مكوناً مهماً في الحساء "
خرجت من المطبخ و ذهبت إلى غرفتي..

أيعقل أن كل هذا الصراخ بسبب شيءٍ تافه !

حضنت واحداً من دببتي و بدأت دمعة في النزول..

مسحتها بسرعة و نهضت، أنا لست ضعيفةً هكذا..
ربما..

اتجهت إلى المطبخ مرةً أخرى، سألت " أنا آسفة أمي سأعيد المياه إلى مجاريها و أصلح الحساء "
و كأن شيئاً لم يحدث،

" لا أريدك، اخرجي "
قالت أمي ببرود

لم أنبس ببنت شفة و خرجت،

هي لا تريدني..

***

" ما هذه التفاهة، سأرمي كل هذه الدببة يوماً ما " قالت أمي و هي ترتب غرفتي

" أمي ! "
قلت مترجية

لقد رمت لي دباً كنت دائماً ما ألعب معه في الماضي، بكيت عليه كثيراً.

أساساً أنا كل شيءٍ أفعله غير مقبول، كل شيءٍ أفعله لا يجوز،

كل شيءٍ أفعله خاطئ، ينتقدون كل شيء أفعله جميعهم !

عندما أقرأ كتابًا في الفسحة صديقاتي جميعهم يسخرون و يضحكون،

لا يعلمون بأنه لولا الكتب كنت قضيت وقتي أبكي.

عندما أكتب يقولون مضيعةً للوقت و يلقون أسئلة سخيفة،

لا يعلمون بأنه لولا الكتابة لكنت عند أقرب طبيب ٍنفسي بدل أن أكتب همومي على ورق أقولها له.

عندما احتضن دبًا جميع من في البيت يستهزؤون،

لو وجدت حضنًا كلما انتابني الحزن هل كنت سأحتضن الدببة المحشوة ؟.

أدركت بأنهم لا يهتمون لي، لا يتفهمون، و لا يريدونني.

و أن تدرك بأن لا أحد يريدك أو يتفهمك شيءٌ مرهق..

كل شيءٍ بات مرهقاً، كل شيء.

ربما قدر لي أن أكون هكذا، مرهقةً إلى الأبد..

انتهى.

إذاً، ما رأيكم ؟

ما رأيكم بهانا ؟

هذا أطول فصل لأنه الأخير، 275 كلمة.

إلى اللقاء ❤

إِرهَاق.Where stories live. Discover now