-٣-

982 24 1
                                    

سالتْ دموعٌ لم أعرف لها سبباً علي خدّي و أنا أمسك قلمي معتصراً إيّاه ، أفكّر بحرقةٍ ألهبت كلماتي لتنتهي رماداً متناثراً قبل أن تُكتب ، كيف لي أن أكتب ألماً أكبر منّي؟ ألم يعلمونا في صغرنا إحترام الكبير ؟ فكيف أكتب الألم الكبير بدون إستئذانه ؟ وكيف للألم أن لا يعطف علي ؟ ألست الصغير الضئيل ؟ ألست الطفل الذي لم ينمو بعد ؟ أتراني كنت صغيراً جداً لأفهم ما كنت ترمين إليه بالشكل الخاطئ؟ أم كنتِ أنتِ عجوزاً تفوقني حكمة وخبرة؟ ، كنت دوماً أطرح أسئلة أعلم أن لا أحد سيجيبني عليها ، حتي أنا ، كنت أدرك ذلك ولكنني لم آبه قط للإجابات ، جُل ما أردته هو  أنتِ لا أعلم كيف أو لما لكنني إكتفيتُ إلي ذلك الحد.
كيف اردتكِ ؟ لا أعلم ولكن لما؟ هو ما كنت أدركه عن ظهر قلب ، كيف لا أريدكِ وما إن أراكِ حتي تنقلبُ موازين الكون فإذا بكِ أنتِ الشمس و القمر و النجوم وجميع الكواكب ، أنتِ الأرض الخضراء و السماء شديدة الزرقة ، أنتِ في كل مكان ، أراكِ ، ألمسكِ ، أشتمّكِ ، أتنفّسكِ عشقاً ملئ رئتاي ، لكنني أبداً لم أتذوقكِ.

أنتِ و أنا.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن