بارت 1

275 11 12
                                    


  في تلك الزاوية من وراء القضبان سمعت صوت ذلك الرجل ينادي علي قائلا: السيد ديفيد اليوم يوم خروجك من السجن جهز نفسك .. 

لم استوعب كلماته بوضوح ..لكن عندما اخرج مفتاحه الصدأ ليفتح لي الزنزانة ادركت انه يوم خروجي بخطوات هادئة تقدمت خارج الزنزانة ..

استدرت اليها قائلا لم يكن الوقت الذي قضيته هنا بالسيء حقا بل كانت بمثابة فترة راحة قصيرة ليس الا .

بخطواتي المتثاقلة تبعت ذاك السيد ملاحظا المسجونين ينظرون الي نظرات.. احسست انها ستقتلني في حين لم اكن فرحا لهذه الدرجة التي تستحق الحسد او الغيرة ..


دخلت على مكتب رئيس السجن لينظر لي بوجهه المشؤوم و نظراته المسترخية ,,بهدوء بدا يخرج في الاوراق قائلا امضي هنا وهنا وهنا ...

لا ادري لما احسست بالغرابة عندما امسكت قلما وكانها اول مرة استعمله ..اهذا بسبب تلك الثلاث السنوات التي قضيتها في السجن .. وبمجرد ان انتهيت اخبرني ذاك السيد بان هناك زائر لي .. تعجبت من الامر فلم اتوقع ان يتذكرني احد . دخلت غرفة الزيارة ..فاذا بي اقابل رجلا في منتصف عمره بملامح قوية وشعر ابيض مجعد استغرقت مدة لاتعرف عليه قلت وبهدوء : ابي ؟؟ 

رد علي قائلا : اهلا ابني ديفيد لقد اشتقت اليك لم نلتقي منذ خمس سنوات 

صنعت على وجهي ابتسامة زائفة لارد قائلا : وانا اشتقت لك .. بينما قلت في نفسي : انا لا اعرف حقا ابي و ما ينوي اليه انا بالكاد اعرف فبعد ان استيقظت من الغيبوبة التي افقدتني ذاكرتي عشت مع امي المطلقة و نادرا ما كان ياتي ابي و ان زارني فدقائق معدودة فقط ربما انا املك معه بعض الذكريات في ذاكرتي المفقودة .

قاطعني ابي ليكمل قائلا : لقد تم سحب بيتك لانك لم تدخل اليه لمدة ثلاث سنوات وصلني اشعار بذلك و انا اعلم انك لا تملك بيتا في الوقت الحالي لذا .. وضع يده في جيبه وبهدوء اخرج مفتاحا ثم اكمل قائلا لذا تفضل مفتاح بيتنا القديم حيث عشنا من قبل الحادثة تلك ولقد وضعت حاجياتك هنا .. وضع المفتاح في يدي ثم انصرف لم ينتظر حتى ردا مني .. 

خرجت من السجن ولاول مرة بعد ثلاث سنوات بهدوء استنشقت الهواء النقي الذي غادرني في ذلك السجن نظرت الى السماء قائلا اهذا هوطعم الحرية .. بخطواتي الهادئة تحركت نظرت يمينا ويسارا لالاحظ ان المدينة قد تغيرت حقا فقد كان هذا المكان اشبه بمكان مهجور .

استمررت في طريقي حتى لاحظت فتاة مرتدية سروال جينز ازرق مع قميص ابيض في حين انسدل شعرها البني على اكتافها لتتناسق بسكل مذهل مع قميصها احسست بانني اعرفها .. وماهي الالحظات حتى استدارت لتبتسم متقدمة الي ... قالت بصوتها الحاد المزعج ؛ ديفيد مبارك خروجك من السجن لقد انتظرتك والباقي بفارغ الصبر

قلت مازحا : انا لست ديفيد عن ماذا تتكلمين ايتها الانسة
نطقت قائلة : ملامح خفيفة عينين ثاقبتين طويل القامة قوي البنية .. ههه لا تخدعني انا اعرفك يا ديفيد ام اعتقدت ان لحيتك ستغيرك لهذه الدرجة
نطقت مبتسما : ههه انا امزح فقط لا تاخذي الامر بجدية
قالت بنبرتها القوية المزعجة : و هل تراني اخذت الامر بجدية ؟
قلت : لا طبعا اذن كيف حالك يا ايلينا الا تزالين في العصابة
قالت ؛ نعم انا لا ازال في العصابة لكن معظم الافراد غادروها منذ لن بدانا ببيع المخدرات هم حقا جبناء تهديد واحد من الشرطة جعلهم يغادرون ماذا سيجري لهم ان تمسكهم الشرطة .. انا الان في طريقي لالتقي بالرئيس اتود القدوم معي
قلت ؛ احتاج لبعض الراحة في البيت اعتذر .. اوصلي له سلامي ...
اكملت طريقي بهدوء حتى وصلت الى الشارع حيث البيت وبهدوء من بين كل المنازل الواقعة عليه اخترت بيتا احسست بشعور غريب اتجاهه .. 

بهدوء اخرجت المفتاح لافتح ذلك الباب الذي قد كان الغبار يملاه .. بخطوات واثقة دخلت البيت ليقابلني رواق واسع باحد جوانبه مراة قديمة الطراز نظرت الى نفسي في تلك المراة ..وما ان ازحت نظراتي عنها حتى لا حظت تلك الصورة المرمية ..بهدوء حملتها لارى نفسي القديمة مع والدي و والدتي المتوفية ما ان رايت نظراتها المبتسمة التي لم اراها في حياتي كاملة.. اخذت الدموع تنزل واحدة تلو الاخرى لقد اشتقت لرؤيتها ..

وماهي الا لحظات حتى افقت وعدت لرشدي توجهت الى غرفتي حسب ما اخبرتي والدتي .. بهدوء فتحت الباب ودخلت الغرفة لارى سرير لشخص واحد في منتصف الغرفة بجانبه عدد من الالعاب المحشوة
.. بحائط الغرفة صورة اخرى معلقة اما الخزانة فقد اخذت مكانها على الحائط المقابل له ..

لا ادري لما احسست بالحنين لرؤيتي هذا المكان رغم اني لا اتذكر الفترة التي عشت به .. ازيارتي له رفقة والدتي ذاك العام تسببت بهذا لا ادري حقا ماهذا الشعور الذي يختالني .. تثدمت الى تلك النافذة لاقوم بفتحها فقد كانت الغرفة مخنوقة وكانما لم تفتح هذه النافذة ابدا

تقدمت الى الخزانة لافتحها لكن فجاة احسست بالم رهيب في راسي لم احس به من قبل اخذت الارض تدور و تدور اخذت بعض الافكار الغريبة تدور في ذهني لم احتمل هذا الالم لافقد وعيي و اسقط بجانب تلك الالعاب المحشوة ..

انتهى البارت

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jun 12, 2017 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

نصفي الاخرWhere stories live. Discover now