1 لاجل هذا المصير خرجت..

20 0 0
                                    


انها الواحدة ليلا ... حين يعتري شعور الفراغ الانسان كانت الرياح تجري بعنف تعزف الحانا قاسية موجعة جدا .. ترامت الحرب و كفى ... جثث كانت حول ذلك البيت العظيم اوراق و رمادها الرمادي حولها فجر لن يعلن عن صحوته قريبا لا تزال الواحدة ..خرجت تمشي برهبة تحدت رياح الغضب و سخط الجو و سخرية الامطار ..ما المانع في نزهة بعد الواحدة تقتفي اثر من كان يمشي على تلك الطريق الطويلة التي تحيط بها الاشجار المجوفة .. خطوات و تسمع صراخا ... في كل خطوة صرخة ..مع كل شجرة صرخة .. تعبة و قاسية المسمع .. تطوي الاما و خذلانا عذاب ما بعد الموت سكن تلك الاشجار و لا تزال تمشي باكية ..كان في السنين الماضية ان لهذه الاشجارا رونقا و الوانا فاتحة رائحة المساء البارع تنبع منها و احاديث الفرح تعبق منها و عليها ... لم تلبث و لن .. لم يطل الربيع على تلك الاشجار يوما .. كل من لمسها مات و كل من تسلقها مات و كل من زرعها مات و كل من تظلل عليها مات و من سقاها و من احبها و من نقش عليها و من اكل منها و من نام تحتها من سمعت اخر ضحكاته و افضع كلماته تحتها .. و للرؤى و الكوابيس نصيب لها ...تلك المتعة المؤقتتة بثوان و الملتزمة بصرامة ..حدد الهدف و كفى .. ذهبت في هذا الجو للبحث عن شخص ما

كلمات عجزت عن فك طلاسمها ... ام تغني ... و طفل يتوسل .. و زوج يقامر ويضحك و يلهو .. غناء و صخب و حوارات مهمة كلها سمعت في تلك اليلة .. الرياحتساندها و الاغصان

تحتك ببراعة جدا و الصوت يلعى و يعلى .. حتى الصمم ترانيم دموية

لا يكاد يسمع شيئ من اثر سمفونية الصراخ و صداه بكاء و نحيب و شكاوى ... ترفع بعينها لشجرة فترى وجها يصرخ كل روح هي هناك كل احاديث تحت الشجر اكتسحتها هذه الاشجار .... لقد كانت رائعة ... اقتربت لاحداها فسمعت اصوات نجدة فوقعت في جوف الشجرة و لم يكن هناك احد ليسمعها و هي تبكي من السعادة بعد ان وجدت من كانت تبحث عنه ... عذابها كان عذب المذاق سالت دمائها تحت شجرة الخلد الميمت و سقت الازهار و لتنمو كل ورقة منها حاملة جيناتها التي تطوي الخيبة و انين السجن ...

صراخ الاشجار حول البيت المسكون بالناس ... علقت فيها و ضمر حزن كل من امنبالشجيرات تلك .. كان البيت يحوي على ثلاثة عشر شخصا لم يطؤو خارجه ... ولكن هي...شجاعة عميقة حزن اعمق مراجيح للامل تاتي و تذهب ... احاطتها بسلاسة رغبة الموتالعظيم و ملل الحياة ...جرت الى موتها خلاصها و انظم صراخها لالاف الارواح الاخرى.. اوراق تلك الاشجار لا تنزل الى الارض ابدا في وقت الشتاء و انما الربيع ... فيكل ورقة دماء .. لذلك هو منظر جميل اوقات الربيع ... حين تنزل كلها في نزهة نحو الارضو تغرقها بلونها الاحمر الاخاذ نحو التراب ... الواحدة ليلا .. ظلام يشفق على الاعمى... انتشر الوجع في تلك اليلة الظالمة و اصحاب البيت لم ينامو

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jul 25, 2017 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

البيت الفرنسي القديم ... تلاوة الواحدة ليلاWhere stories live. Discover now