خواطري

14

في اول يوم و في اول دقيقة و في اول نفس لك في هذه الدنيا ... ستكون قد اطللت على العالم المتوحش ... في مبادئ الامر سيكون سهل ... سعيد... الاهتمام و المحبة من الجميع... لا يوجد شيء سوى اللعب ... و اللهو ... و الفرح ... كل ذلك يكون ذكريات لمستقبل مجهول ... كل ذلك متجمع في عقل صغير لم يرى معنى الالم ...عقل صغير لم تنزل له دمعة الم ... و بعد مرور سنوات ... ستجد انك اصبحت اوعى ... لديك مشاعر و احاسيس ... ستضح لك كل تفاصيل الحياة ... اصغرها و اكبرها ... هنا انت وصلت الى نقطة تحول... ستجد قلبك يجرح ... تفقد كل ذلك الذي عشته في صغرك ... ستتمنى انك لو تعود الى ذلك الماضي .. لكن للاسف ... ستجد نفسك تبكي لاتفه الاشياء ... قلب مجروح ...و في العينين دموع ...و في الفم صرخات مكتومة ... و في الحلق غصة ...ستجد جميع من حولك تغيّر ربما بثانية او بدقيقة او بساعة او بيوم او بشهر او سنوات... تجد نفسك تائه ... و ضائع و مجروح ... و صوتك مبحوح ... ستبكي كل يوم على سريرك ... و ستحفظ الوسادة دموعك ... سترغب بنسيان ماضيك ..ِ تبكي على نفسك .. تبكي على عدم وقوف احد بجانبك ... تبكي على اناس باعتك ... و تبكي على اناس خانتك ... و تبكي على اقرب اشخاص لك ... و تبكي على اناس لم تعطيك قيمة...و تبكي على من ظلمك و على من ظلمت ... و تبكي على ماضيك و حاضرك ...و تبكي على جروح لم تشفى ... تبكي على اناس لم تشعر بك ... ثم ترجع الى واقعك ... ستعاني و تضحك ... تصل الى مراحل من التعاسة ... سوف يغلق باب و يفتح اخر ... و تسمي نفسك (المضحك المبكي ) ... لم تكن تطلب من احد شيء و لا تقول لاحد شيء ..لماذا ؟؟.. خوفا من نظرات شفقة .... ستفقد احاسيسك ... ربما تقول انا انتهيت ... و ربما نهايتي ...

لم تكن لضحكة طفل بعمر الايام سوى ان تبكيني و ترجعني الى ايام طفولتي ... و المقارنة بين حاضري و مستقبلي ... ابكي على ما سيراه من الام هذه الدنيا و مصاعبها و ابكي على ما سيراه من الدنيا من ضحكات و فرح ... ابكي على عدم قدرتي لمساعدته و ربما ابكي على عدم قدرتي لمواسته ... انا اسفة لما ستراه من مآسي و من مصاعب ... و اسفة لما ستواجهه .. لكن كن متأكدا ان الله معك ... و انه لن يتركك يوما ... طالما انت شاكيا مشاكلك له ...

جد انو سبب كتابتي لهيدا البارت هو ضحكة طفل صغير عمره 6 ايام ...

استمتعوا ... يتبع ....