الفصل 19

3.2K 304 21
                                    

يوم دراسي عادي مر عليه لم يحصل فيه أي شيء مميز... لم يتحدث معه أحد مطلقا بل ظلوا بعيدين عنه يتهامسون طوال الوقت... حانت ساعة منتصف النهار و حان موعد مغادرة المدرسة... خرج روبرت إلى باب المدرسة لينتظر قدوم السائق و أثناء سيره مر بقربه شاب و صدم كتفه بكتف روبرت. فتوقف عن السير و نظر لروبرت و ناداه:

_" هيي أنت "

فتوقف روبرت عن السير و عاد للنظر لذلك الفتى الذي تقدم منه بعينين غاضبتين ليقول:

_" ألن تعتذر مني؟ "

فرد عليه روبرت:

_" و لما سأعتذر؟ "

_" لقد إصطدمت بي... "

فعقد روبرت حاجبيه بإستغراب... يبدو بالفعل بأن هذا الفتى يحاول أن يفتعل شجارا مع روبرت و هذا أوضح من وضوح الشمس بعينها و لكن روبرت لم يرد أي مشاكل خصوصا أنه يومه الأول في تلك المدرسة... فقال:

_" أنا أعتذر إذن "

قال هذا ثم إستدار ليتابع سيره... و لكن الفتى الآخر لحقه و وضع يده على كتفه ليستوقفه... فنظر نحوه روبرت بحيرة ليرد عليه الفتى:

_" أهكذا تعتذرون في أحيائكم الفقيرة؟ "

فبادله روبرت نظرات مستغربة ليرد عليه الفتى:

_" الجميع هنا يعلم بأنك أتيت من أفقر الأحياء في إنجلترا بأكملها فلا تحاول التظاهر بالنبل... فأنت لست منا و من المستحيل أن تكون منا "

قال هذا ثم دفع بكف يده كتف روبرت و غادر... الأمر هكذا إذن كل من في تلك المدرسة كان يرمق روبرت بنظرات غريبة لأنهم كانوا يعلمون أصل تربيته مما جعل روبرت يتيقن بأن تلك الهمسات كانت حول حياته السابقة... حياته في تلك الأحياء... و لكن ما العيب في أن يكون الشخص قد ولد فقيرا هل هذا خطأه... حاول تجاهل كل ما حصل و التظاهر بأنه لا يعلم سبب تلك الهمسات و الأحاديث فسار بشكل مستقيم حتى وصل باب المدرسة ليجد السائق في إنتظاره و كان قد فتح باب السيارة سلفا عندما رآه يقترب... فدخل روبرت السيارة و أعادته مباشرة إلى البيت... و أثناء الطريق توجه السائق بالسؤال لروبرت:

_" اخبرني سيدي الصغير كيف كان يومك الأول في هذه المدرسة؟ "

لن ينسى روبرت أبدا الأسلوب الجديد الذي تعلمه حديثا في إخفاء مشاعره و إظهار فقط السعادة منها فإبتسم و رد عليه:

_" كان جيدا منذ بدايته و حتى الآن "

_" أرجو من كل أيامك أن تكون هكذا "

فضحك روبرت بسخرية عن ما قاله السائق ليقول بصوت منخفض:

_" ما الذي فعلته لك؟ "

_" عفوا سيدي؟؟ "

_" لا شيء أنا متعب و أريد أن أرتاح قليلا فزد في السرعة "

نوتة الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن