البارت السادس عشر

3.1K 265 10
                                    

استلقى على السرير بتعب وهو مشوش تماما
اغمض عينيه ببطء وهو رافض لفكرة النوم ولكنه متعب جدا
بدأ الظلام يغزو عينيه لياخذه لعالم اخر
.
.
.
بدأ يركض بسرعة بين الزهور وهو ابن سبعة اعوام وخلفه تهرول تلك المرأة ذات الشعر الاسود وهي تناديه بأن يبطء حركته
لم يكن يستمع اليها فهذه اول مرة يرى فيها هذا الحقل الكبير
اقترب من بعيد رجل بشعر بني وهو يحمل صندوقا بين يديه
هرع اليه ذلك الطفل وهو ينادى ( ابي ) وضع الرجل الصندوق في الارض وابتسم قائلا ( انظر ماذا احضرت لك !!) ظهرت ابتسامة واسعة على شفتيه ووالده يفتح الصندوق ببطء وعينا الصغير مثبتتان عليه يكاد فضوله يقتله ليعرف ماذا احضر له والده
خرجت نار شديدة من الصندوق لتجعله يصرخ وهو يغطي عينيه
بدأ والداه يتلاشيان بسرعة وهو يصرخ باسمهما لتبدأ تلك النار تتعلق بملابسه وتسير بباقي جسده بسرعة وهو يصيح بقوة من الالم....

انتفض من سريره بفزع ووضع يده على قلبه ليشعر بشدة ضرباته
مسح العرق من جبينه وتنهد براحة قائلا ( يالهي...كان حلما )
نزل من السرير وهو ينظر للساعة التي اشارت الى السابعة مساءا
خرج من غرفته واتجه للاسفل ، دخل غرفة الطعام ليجد البعض هنالك جالس يأكل
لم يكن الجميع موجودا
تنهد بحزن وجلس على كرسيه دون ان يقول كلمة وبدأ بتناول عشائه
كان كال جالسا مقابلا له وهو يحرك ملعقته في طعامه بعشوائية ويده على خده
-( اوقف هذا كال ) قال مارك ذلك ليتوقف كال ويتنهد بتعب ثم وضع ملعقته قرب صحنه ونهض خارجا دون ان يقول كلمة

نظرات حزن واضحة وجهها داني لذلك الكرسي القابع في مقدمة الطاولة وهو فارغ
اشاح بنظره عنه وبدأ يأكل بصمت

وضع ملعقته قرب صحنه الفارغ ونهض للخارج
وجد كال في الحديقة الخلفية وهو يحمل سيفه الخشبي ويتدرب
كان يتعرق بشدة حتى خصلات شعره التصقت بجبينه وكأنه قد انصبّ عليه ماء

اقترب داني منه ببطء وقال ( توقف كال ) لم يستمع اليه بل اكمل تدربه وعيناه  شبه مغلقتين من التعب
صاح داني ( توقف كال ) رمى كال بسيفه الخشبي بعيدا وحنى ظهره ويداه على ركبتيه وهو يتنفس بصعوبة
استوى واقفا واتجه للكرسي الخشبي واخذ منه قنينة الماء وشربها وسكب ما تبقى منها على وجهه وشعره ثم رفع بصره ينظر  للسماء
فقال داني بهمس ( مابك ؟؟ ) اجاب ( لاشئ ) ثم رمى بقنينة الماء قرب السيف واتجه للداخل
جلس داني في الكرسي ورفع رأسه ينظر للقمر الذي بدأ بالظهور لتحل العتمة في الارجاء
تنهد بعمق ونهض
دخل ليسمع صوت كال يحدث والده
( لكن لماذا؟؟ ابي)
-( لا استطيع اخبرتك...كان هذا طلب والدي )
-( لكن جدي قد مات وهو من اراد منكم البقاء بقرب بعضكم اذا لما لاتتفرقون الان ؟؟)
لمح مارك داني القادم نحوهم فقال ( يكفي كال...هذا امر مُنتهي ) ثم غادر دون ان يسمع كلمة من كال
نظر كال لداني الذي قال ( ماذا يحدث كال ؟؟) تنهد كال بقلة حيلة وقال ( جدي...اعطى كل واحد من ابناءه  بيتا ولكنه طلب منهم البقاء معه في بيت العائلة مدام هو حيا واذا مات فهم احرار...) صمت قليلا قبل ان يقول وهو يضم قبضته ( لكن ابي لايريد الذهاب للمنزل...انا لم اعد احتمل البقاء في هذا المنزل...اريد ان اخرج منه...انه لايروق لي ) انزل داني رأسه بحزن وقال ( ستتركني وحدي اذا !!) نظر كال بتعجب لداني وعيناه متسعتان مما قاله
اشاح كال ببصره بعيدا لثوانٍ قبل ان ينظر لداني مبتسما وهو يقول ( لا تقلق...انت ستذهب معنا ) ابتسم داني بحزن وهو يعلم ان مايقوله كال مستحيل
اذا تفرق افراد العائلة كما يقول فهو سيكون وحيدا بجهة لايعلم مكانها
تنهد داني وابتعد دون ان يقول كلمة لكال الذي يتبعه بعينيه وهو متعجب

اخذته قدماه لتلك الغرفة الوحيدة في ذلك الممر
نظر اليها لثوانٍ قبل ان يمدّ يده ويدفع الباب وهو واثق انه سيكون مغلق ولكنه لم يكن كذلك
انفتح الباب ببطء مصدرا صريرا مزعجا
دخل واخذ يقلب عينيه على الغرفة
لم يدخلها احد منذ موت دوران فهي تبدؤ كما تركها تماما
اتجه لتلك الطاولة التي امتلأت بالورق والكتب
اخذ يفتح الادراج وهو يبحث عن شئ لايعلم ماهو
وقعت يداه على تلك الرسائلة المربوطة بالشريط الاحمر
حملها وشرد بها لثوان قبل ان يسمع اصوات اشخاص بالخارج مما دفعه لادخال حزمة الرسائل بجيب سترته الداخلي وخرج ببطء حتى لايراه احد
 

اخذ يسير متجها لغرفته ولكنه توقف قرب باب غرفة مفتوح
دفعه فضوله ليدخل لتلك الغرفة
اخذ يقلب بصره عليها ، هي ليست اقل من غرفته ولكنه لايعلم لمن هي !
سمع صوتا خارج الغرفة يقترب مما دفعه للبحث عن مكان يختبئ فيه ولم يجد انسب من الاختباء خلف تلك الستائر العملاقة واخذ يسترق النظر ببطء منها عندما لمح برامان داخلا للغرفة وهو يتحدث بهاتفه وقد دفع الباب ليغلقة
اعاد داني برأسه خلف الستار بخوف وقلبه ينبض بشدة فبأي ورطة وقع !! برامان لن يخرج من غرفته إلا صباح الغد !!
اعاد داني استراق النظر ببطء وهو يرى برامان يرمي بهاتفه على السرير بتأفف
مسح على شعره بقوة وهو يتنهد
-( أي مصيبة جلبتها لنا يا ابي !!!)
قالها برامان بضجر قبل ان يكمل ( كيف لنا ان نعتني بذلك الطفل الان؟؟ وافقت عليه فقط لانك اردته ...) توسعت عينا داني وهو يفهم ان برامان يتحدث عنه
ضم برامان قبضته وضرب بها الحائط الذي امامه وهو يقول ( تبا...تبا...)
اكمل ( كان عليّ ان اقتله مع مينول الغبي...بدلا من احضاره للمنزل....ماهذه اللعنة !!!)
اخذت انفاس داني تضطرب ووضع يديه على فمه خوفا من اصدار اي صوت يكشفه،
صغرت حدقتا عينيه بشدة بسبب خوفه وماسمعه الان فموت والده لم يكن مجرد حادث بل كان مخططا له حقا...ويبدؤ ان دوران لم يكن يعلم بأن ابنه هو من خطط لموت مينول !! ولكن لما ؟؟ أيعقل ان كرهه له قد اوصله لهذا الحد !!! لقتله !! هل الارواح عندهم مجرد لعبة ؟!!

التفت برامان خلفه عندما سمع صوت حركة ليجد داني واقفا
اتسعت عيناه بشدة وقد علم ان داني قد سمع كل ماقاله عن والده وهذا سئ
قال برامان بغضب ( ماذا تفعل هنا...كيف تجرؤ على الدخول بغير اذن ؟!! )
اقترب حاجبا داني بغضب وقال ( ايها القاتل اللعين...امثالك يجب أن يموتو ...)
توسعت عينا برامان وهو ينظر لعيني داني التي احترقتا غضبا وهو يفكر كيف انه لم يستطع ان يشتم عطره النفاذ !! كيف لم يعلم انه موجود هنا ؟!! كيف ؟؟!!.

خلف الستار ( مكتملة )Where stories live. Discover now