5~| مِنطقة اللا مَكان |

1.6K 199 60
                                    



سأل بعد برهةٍ من زمن:" لِم أنت هكذا اسود اللون؟ "

ترقبه الأرنب هُنيهةً سريعة، ليتنهد بعد مدة قصيرة، ويرحل بقفزةٍ وحركة كانت جدّ رشيقة..

-" هل عليّ أن اتبعه؟ " تساءل لوبين ببرود، فتلك كانت بداية رحلة أليس؛ ولربما ما توجب عليه أن يقع بنفس الخدعة بدوره .

هز كتفيه بلا مبالاة وأكمل المَشي نحو القرية وكل مرة مِن الفطيرة بيده يأخذ قضمة.

بعد دقائق، أحس بشيءٍ حادٍ يخترق جلد كاحله في سرعةٍ شديدة، فنظر بسرعة نحوه لتلتقط عيناه التي توسعتا ورقة لعبٍ حادة الحافة نزعها عنه بتألم؛ ولمصدرها راح يحدق ويُهمهم ..

-" لا أحد يتوجب عليه تجاهلي، أيها المَلعون ذو رأس البندق ! " اشتد لمعان عينيه القانيتين واتضح الغضب الذي تملكه على كل حركاته وملامحه، فحتى أذناه استقامت واشتدت وعلى استعداد كذلك لأن تصفع كما أخذ لوبين يتخيل !

نظر لوجه الورقة التي سيّلت بضعاً من دماء قدمه، فوجده ذاك الذي ولطالما ارتجف الكل بوجهه ..

-" الجوكر، ذاك هو لقبي .. ولا تستعمله بكثرة، لأن وفي ذلك لن تجد بأي حالٍ منفعة " قال بفمه الصغير الذي لا يعكس صوته الخشن الذي للغرابة هو مثير، مقاطعاً أفكاره.

قاطباً حاجبيه، ردّ عليه :" أنا لَم أسألك عنه "

ورغم ذلك فقد كان يفكر، أولائك الذين يعرفون بأنفسهم عادةً لا تجد لهم وبالقصص أي دخل، إذن فمن هم؟ ..عليه أن يكتشف .

صاح الأرنب وبيده الساعة:" الملكة تنتظرني يا هذا ولمحادثتك هذه لدي وقتٌ يضيع مهابة، فهلاّ اتبعتني فحسب أم اريك ما هو أسوء مِن كل ما شهِدته من أولائك الحثالة؟! "

أومأ عليه الفتى، متأملاً ألا يلقى مع قراره هذا مزيداً من الأسى..

ـــــ

يتوقع أن يمر بنفس الرحلة والدوامة؛ بعدما ارتمى برفقة الأرنب بحفرةٍ وِسعها من الداخل فاق طول أي بوابة ..

ولَم يُرد التفوه بكلمة؛ عقله كان مشغولاً، إذ وطبيعياً فقصة أليس لَم تكن سوى حلماً، فلربما لو عاشها بدوره بأكملها فلسوف يستيقظ مع نهايتها بعالمه كما لو أن شيئاً لَم يكن؟

-" تجربة القفز نحو القطار أفضل مِن ندم تفويته، ثم لن اخسر شيئاً بأي حال " تمتم لنفسه، وعيناه على ظهر الأرنب ذو البذلة السوداء المُنمقة تركزت .

أرضُ العجائبWhere stories live. Discover now