الفصل الاول

3K 38 6
                                    

شتاء ساخن الفصل الاول
بينما هو جالس عالي الطاوله التي بقرب النافذه في المقهي المجاور لعمله
يتابع المطر الذي ينزل علي النافذه
ويسرح بفكره في الثلاثون عاما المنقضيه من عمره بما فيها من انجازات واخفاقات
ويتامل حياته التي كانت في صراع بين ماكان يحلم به وماحققه من احلام
ينظر في ساعته فيعرف انه حان وقت العوده للمنزل
يمسك بمظلته وجريدته ويذهب الي منزله الصغير الذي به حديقه صغيره
ويصعد لغرفته التي بالطابق العلوي
يشعل النار في المدفئه ويمسك بهاتفه
ليكتب قصيده قد كتبها علي شاطئ البحر ويتصفح منشورات اصدقائه
ثم يرد علي المعجبين بكتاباته ومنتقديه بكل هدوء
ترك هاتفه وبدء يصنع قهوته التي اعتاد ان يشربها وهو يقرأ احدي الكتب .
بعد ان اكمل القرائه اسمك بجواله مره اخري وجد اشعارا لمنشورا قد نشره منذ فتره فاخذ يرد علي صاحبة التعليق
وهي تحاول ان تقنعه بان وجهة نظره خاطئه
وعندما ذكرت له بعض الامثله
بدء عقله يقتنع شيئاً فشيئا
رغم انه ليس من الذين يقتنعون بسهوله
فلو كان علي اقتناع بان ما كتبه غير حقيقي ماكان قد قام بنشره
ولكن الغريب في الامر انها اقنعته
حتي انه قام بحذف هذا المنشور من صفحته تماما وتوجه لها بالشكر علي ذلك
في اليوم التالي ذهب الي محطة القطار متوجها نحو المدينه ليشتري كتاب قد نصحه به صديق
جلس في محطة القطار علي المقعد تحت المظله وبينما هو جالس
يري طفلا صغير يركض تحت المطر فرحاً
وراي ابويه خلفه ممسكين بيد بعض
ويشيران الي طفلهما بابتسامه
وفي اخر الرصيف الجد والجده منتظران الطفل ليصل اليهم
كان لقاء حاراً بمجرد وصول الطفل الي جديه ركضا باسطا ذراعيه ليحتضنهم
ذكره هذا الموقف بأشياء مرت به قد تكون مشابهه
وذكريات طفولته الخفيه التي لايعرف احدا عنها شئ
استقل القطار وذهب الي المكتبه التي سيشتري منها الكتاب الذي يريده
فاستوقفه كتاب اسمه شتاء ساخن
اخذ يقلب في صفحات الكتاب
ويقرأ منه سطورا متقطعه
فأعجبه الكتاب اخذه وعاد الي منزله دون ان يتذكر الكتاب الذي اخبره عنه صديقه
في اليوم التالي وبعد عودته من عمله
اعد قهوته وامسك بجواله فاذا بالفتاه التي جعلته يحذف منشورا كان علي صفحته كتبت له تعليقا في منشور له
شعر ان هذه الفتاه ليست انسانه عاديه
ولم تمر علي عقله الكبير مرور الكرام
فاصبح يهتم بان تكون صديقة مشتركه لديه
وبالفعل ارسل اليها طلب صداقه
فوافقت عليه
ترك جواله وفتح الكتاب واخذ يقرأ المقدمه التي كتبها مؤلف الكتاب والتي تقول بأن هذا الكتاب نتاج حياة المؤلف طيلة 70عاما ووضع فيه كل خبراته وتعاليمه التي اكتسبها طيلة عمره
اما الفصل الاول فكان عن الحب في حياة الانسان
اخذ يتمعن في قرائته وعندما انهي الفصل الاول امسك بقلمه وفتح مذكرته واخذ يكتب
ان من كان يدعي لك الحب ولم يبقي
هو ليس حباً
فمن رحل لم يكن لنا من البدايه
وانما هو مرحلة عابره لتخبرك درسا
وتعطيك حكمه وتسلب منك بعض الوقت
ان الحب بقاء وللبقاء الف سبب
من يفقد بعضها قد يظل
ومن يفقد كلها يكون مصيره الرحيل
من يريدك سيحب اخطائك قبل مميزاتك
اما من يود الرحيل فأن اهون الاسباب تجعله يغزل اسباباً للتخلي
ثمار الحب تنبت اذا ارتوت بماء الاخلاص والوفاء
وهذه الخصال قد اصبحت صعبه في هذا العصر
عصر السرعه
عصر الحب بسرعه والعشق بسرعه
والفراق والتخلي بسرعه اكبر
وبرغم هزل المجتمع وتهاون المشاعر فيه
الا ان هناك اشخاصاً يقفون ثابتين علي هذه المبادئ
هم نعم قليلون ولكن قد تشعر لوهله ان العالم مازال بأمان بسببهم ولانهم فيه
بعد ان كتب هذه الكلمات عاد مره اخري ليمسك بجواله ويقلب في صفحته فوجد الفتاه قد علقت له تعليقا تحاوره في امر
فرد عليها وطالت الردود بينهم
قد اعجب بذكاء هذه الفتاه لانها كسرت القاعده التي هو عليها بأن كان لن يستسلم بسهوله لمن يحاول اقناعه بعكس مايكتب
في صباح اليوم التالي بعد تناوله وجبة الفطار امسك بجواله قبل خروجه وحدد كل الاصدقاء علي صفحته
وارسل اليهم صوره تحمل صباح الخير
وخرج الي محطة القطار
وهو جالس بجوار النافذه اذا برساله تاتيه يفتح الرساله
انها من تلك الفتاه
كتبت له صباح النور استاذي
اذدادت دهشته وشعر بان هذه الفتاه ليست كباقي الاصدقاء المضافين لديه
اجري معها حوارا سريعا تبادلو فيها التعارف
واخدت تخبره عنها
ثم تواعدو ان يكملو الحديث لاحقا
لان القطار قد وصل به
وهو علي استعداد للذهاب لعمله
ذهب الي عمله وعاد الي البيت قد اصابته الانفلوانزا
وارتفعت حرارة جسده
ظن ان هذا سوف ياخذ وقته ثم يتعافي
حتي اتي اليل واشتد مرضه
فارتدي معطفه واخذ مظلته ونزل بالشارع ذاهبا الي الطبيب الذي هو قريب في المسكن المجاور له
فتح له الطبيب الباب وامر زوجته باعداد شئ ساخن له
وادخله غرفة الكشف في منزله
ثم خرجو جلسو مع العائله
قال له الطبيب يا جاري العزيز
ان علاجك لن اكتبه لك في ورقه
بل ساقوله لك
ان منزلك الجميل ومظهرك الحسن
وعمرك اليافع بحاجه الي دواء اسمه حواء
فضحك وضحك الطبيب وظلو يتبادلون الطرف والضحكات
وقال للطبيب ليت الامر سهلا
فلن ارتاح لمجرد وجود حواء معي
بل سارتاح عندما اجد عقلا يناسبني
قال له الطبيب اتمني ان تجد من يسعدك في القريب ان شاء الله ثم احضر له الطبيب بعض الدواء وذهب الي بيته
احضر فنجان قهوه وجلب كتاب الشتاء الساخن ليقرأ الجزء الثاني.....

اضغط تم للمتابعه

شتاء ساخنDonde viven las historias. Descúbrelo ahora