part 1

860 53 86
                                    

في ليلة حالكة السواد..في مدينة مانشستر..حيث كانت السماء صافية تزينها النجوم المضيئة....

وفي مكان بعيد داخل هذه المدينة..حيث منطقة هادئة تبعد عن ضجيج المدينة والسيارات...يقف ذلك الشاب البالغ من عُمره خمسة عشر ربيعاً .. بشعره الداكن حالك السواد والذي يضاهي في سواده تلك السماء المظلمة...غير أن الفرق بينهما هو تلك النجوم والقمر الذان يزينان السماء....
يقف الشاب مستنداً على سور يطل على البحر أمامه ويتأمل النجوم المُتلألئة والتي تنير ظُلمة السماء...

"ويليام.." وفي أثناء تأمله ينساب إلى أُذنيه ذلك الصوت الهادئ المألوف الذي ينادي بإسمه.. فيلتفت للخلف لتظهر عيناه الفضية والتي تشبه تلك النجوم البراقة في جمالها...

"أعتذر للتأخر عليك " يقول الصوت مُجدداً وهو يقترب فيظهر شاب يناظر ويليام في العمر بشعره الأسود الداكن والمشابه لشعر رفيقه ويليام..وعيناه الزرقاء التي تشبه المحيط في زرقتها...يتحدث مجددا قائلا بتساؤل"هل أنتظرت كثيراً !؟"
..يرد ويليام بهدوء وهو يعود لتأمل النجوم المُتلألئة مُجدداً " لا...ولكن لما تأخرت ؟ "... يجيبه ذو العينين الزرقاء بنبرة تخلل شئ من الحزن فيها"كنت أزوره...فكما تعلم الليلة هي الأخيرة لي هنا..لذلك أردت توديعه"

وجه ويليام بصره نحو صديقه وهو يرمقه بنظرات هادئة ... فقد لاحظ نبرة الحزن التي تخللت صوت صديقه منذ جاء... وكذلك وجهه الذي يبدو وكأنه كان يبكي مُنذ قليل....ولكنه كالعادة يُحب إخفاء حُزنه ولا يحب التحدث عنه...لكن ذلك لن يخفى عنه فهو صديق طفولته..بل وكالأخ له أيضاً...

نطق بصوت هادئ"ألفريد..توقف عن التفكير في هذا الأمر كثيراً..وأستعد للغد...فأنت مُنذ الغد ستبدأ حياة جديدة"

تجاهل المعني حديثه قائلا بتساؤل"وكيف تعرف فيما أفكر!؟"

رد من فوره بجدية "الأمر واضح....معالم وجهك تدل على ذلك..وأيضا أنا لو كنت مكانك..كنت سأفكر بنفس الشئ...لكن فقط توقف عن التفكير بهذا..وأهتم بما هو قادم"أنهى جملته بشئ من الأمر في صوته

قطب ألفريد حاجبيه وهو يتأمل السماء المُرصعة بالنجوم....أيريده أن يتوقف عن التفكير بهذا الأمر بسهولة هكذا!؟...كيف وهو كان منذ قليل يزور قبر أخيه..أخيه الوحيد !؟..ولن يستطيع زيارته مجدداً...الليلة هي الأخيرة له في هذه المدينة..وستتغير حياته منذ الغد...كيف لا يريد منه التفكير بكل هذه الأمور!؟..ولكن أنتظر...ألم يقل أنه كان سيفكر بنفس الشئ لو كان مكانه؟!...
إبتسم بسخرية"أنت حقا شخص متناقض!"

-"أتسخر مني الآن!؟"

-"أجل..كيف تقول لي ألاَّ أفكر بهذا الأمر؟!..والليلة هي الأخيرة لي هنا..وسأغادر المدينة غداً ويتغير كل شئ ... وكما قلت سابقاً..أنك لو مكاني ستفكر مثلي...فكيف تخبرني أن أفعل شيئا أنت لن تفعله"

~ ظلال الأمل ~Where stories live. Discover now