الفصل الأول

901 60 167
                                    

ربما لم يكن علي المجيئ للعالم .. في الحقيقة انا لا اؤمن بمقولة ان الحب يبقي و الصداقة لا تدوم .. إحياناً كل شيئ يتغير مثلما يتغير البشر! .. الحب يموت مع الزمن اما الصداقة فهي جناحك الذي يحلق بك للسماء! إذا كنت مختل لإبتسامتي الغريبة فأنا عاقل! .. تماماً! ، انتم المختلون .. إذا كان علي العيش في عالمٍ كهذا لكنت مختل مثلما ما أنا عليه الآن .. لأن هذا العالم جنوني يشتاق للدماء.

______________________________________

(الحادثة)
السبت 20-12-2001 (الساعة 1 والنصف صباحاً)

اصوات قطرات الماء القوية يَدق نافذات الغرفة لتكاثرها ، انه الشتاء بالفعل .. النافذة تسمح برؤية الأشجار و الماء ينسدل منها بينما عيناه تُحملق بالشجرة و ما ورائها من أشجارٍ و سماء تُشكل خطوط منيرة تختفي لوهلة وتظهر لوهلة تحت مسمي البرق .

ينكمش جسده الصغير وَسِطَ الغطاء الثقيل أكثر عِندَ إستماعه لصراخ من الخارج ، يأمل إنزال ذلك البرق علي الأشجار لتُحرق أوراقها من كثرة جمالها .. فالجمال لا يدوم .. إنه يموت! إنه يظن أن هذا سيكون أجمل منظر قد رآه .. إحتراق أوراق الأشجار الخضراء بجمالها المُلفت.

أصوات الصراخ تتعالي بالخارج ليتضح انه صراخ والديه ، أعتدل في إستلقائه ليواجه سقف غرفته المظلم يتأمله بينما شُعيراته تقطر منها المياة بكثرة بسبب تدفئته المبالغ بِها ، ترتجف جفونه مع تعالي الصراخات بالخارج وكأنه في كابوسٍ مُرعب.

الصراخات تزداد و عرقه يزداد .. قبضته نحو غطاءه الطفولي بنقشاته تشتد أكثر ليسمح لعينيه بإغلاقها محاولاً الذهاب لعالمه الوهمي الطفولي مع تنفساته المتسارعة .. حتي اختفي أصوات الصراخ بصوتٍ كسر قوي ، ترتخي قبضته ببطئ وهو يتخيل المشهد بالخارج جاعلاً قلبه يرتجف لوهلة.

دقائق طويلة مرت وهو يستمع لأصوات باب تُفتح وتُغلق حتي جاء الدور علي بابه.. صوت باب غرفته صدر ليخرج صوت أحتكاك الخشب الهزيل ببطئ ، رائحة عطره تسللت لأنفه ليعلم انه والده لذا فتح عيناه متجه نحوه بنظراته ، شعر مبلل .. ملابس فوضوية .. ذراع خلف ظهره وكأنه يخبئ شيئ بينما إبتسامته ترتجف مع اقتراب خطواته لفراش ابنه الصغير.

إبتسامة طفولية تتسلل لشفتيه الصغيرة لرؤية والده حتي جلس والده علي فراشه بجانبه و يده تتلمس شعره وصولاً لوجنتيه الممتلئة بخفة يتفحصه بعيونٍ مهتزة تحتوي علي قصص يصعب فهمها طفل مثله.

" أبي لما أنتَ مبلل هكذا؟ "
صوت طفولي لطيف خرج منه متسائلاً يبتسم مع كل لمسة يفعلها والده لوجه.

إبتسامة مرتجفة تمسح علي وجهه الضعيف ، ملامحه تُشابه ملامح ابنه بينما تجاعيد وجهه بدأت بالبروز ، يُداعب خصلات شعره السوداء وهو يأمل بداخله ألا تتكون تلك الوردة التي تقترب عِنده من حافة الموت له.

همسَاتٍُ دَمويةOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz