الفصل الرابع عشر

5K 118 0
                                    


اخبرت آبي والديها وابنة عمها عن الرساله المزوره بعد تفكير عميق, فأجمعواعلى ان اخبار روس بشأنها لن يغير في الامر شيئا, الا ان حصلت على دليل قاطع بأن اليز تقف وراءها, اذ انه سيظن انها تحاول تشويه سمعة اليزوحسب.
نصحتها امها قائله: "انسي الامر لقد الغى السيد هانت العقد واصبح خارج حياتك. ركزي اهتمامك اذن في الحصول على عمل جديد"
فكرت ((آبي)):" وكأن الامر سهل."
بدا الامر في الحقيقه أصعب مع والدها الذي اصر على ان تستمر بالعلاقات العامه التي كانت قد بدأتها لصالح شركات كوبرز حتى شجارها العنيف مع روس.
سألت آبي والدها: "ولم لا تقوم انت بهذا يا أبي؟ "
قال: "لأنك انت من بدأت العمل لصالح شركات كوبرز وعليك انت ان تنهيه."
قالت بعناد:" لا ارى سببا لهذا فبناء على العقد نحن لسنا مضرين لان نستمر بالعمل معهم."
قال: "لا تكوني سخيفه يا آبي لقد دفعوا لنا كل الاتعاب سلفا ومن حقهم انهاء الموضوع. لقد كنت ذكيه باقناع شركة التلفزيون الشرقيه بتصوير برنامج للأزياء في فرعهم بشارع اوكسفورد واقل ما يمكن ان تفعليه هو ان تكوني هناك لتضمني ان كل شيْ يجري على ما يرام, فبمعزل عما تمثله بالنسبه للزبائن الاخرين فان شركة التلفزيون الشرقيه تعتبر وسيلة انتشار رائعه بالنسبه لهم." بدت حجته مقنعه مما جعل آبي توافق.
اضاف ولدها:" ان كنت قلقه بشأن رؤية روس فلن يكون هناك لقد وافق هنري سمول ودد على تمثيل هيئة الاداره"
رغم ان هذا كان اخر عمل لها لصالح شركات كوبرز الا ان آبي لم تتردد في بذل جهدها لانجاحه وقررت انه سيكون فرصه ممتازه لجعل موظفي شركات كوبرز يعرضون اصنافهم من الملبوسات الجديده.
بوصولها الى هذه الخلاصه امضت آبي يومين كاملين وهي تختار الاشخاص المناسبين واخذت بعين الاعتبار التنوع في العمر لينسجم هذا مع تنوع الزبائن كما قررت ان ترتدي هي نفسها شيئا من مجموعة كوبرز, ثم ذهبت الى فرع كينسنغنتون.
كانت آبي تشعر بالتوتر الشديد في اليوم الموعود حين وصلت الى فرع الشركه في شارع اكسفورد ووجدت سياره شركة التلفزيون الشرقيه قد وقفت في المدخل الجانبي بينما كان التقنيون يهتمون بأمر الاضاءه داخل فرع الملابس بالطابق الاول, علق لانس ايفنز منتج العرض وهو يتقدم لتحيتها: "لو بدا العارضون كنصف ما تبدين عليه من روعه في الملابس التي ترتدينها لرأينا صفا طويلا من الزبائن أتوا ليشتروا."
ابتسمت ابتسامه واسعه وهي تلحظ ماريا برادن التي كانت تكتب التعليق وقالت:"انهم يفعلون هذا بالفعل" انظم اليهما السيد نيومان مدير المخزن قائلا:"اعتذر لعدم استطاعتي الترحيب بك في الداخل ولكن مكتبي يعاد تجديده كما انه ليس بالمكان المريح لتجلسي فيه." بعد ان قدمت القهوه انتقلوا الى الفروع المختلفه ليروا التجديدات الاخيره وليسمعوا عن التخطيطات التي تجرى, فكان من الطبيعي ان تستمتع آبي بوقتها ولكن ولعلمها بأنه لم يعد لديها دور تلعبه في مستقبل شركات كوبرز فقد افسد هذا سعادتها,بالاضافه الى تخوفها من ظهور روس فقد اعتاد ان يظهر عندما لا يتوقعه احد.
رأت رأس هنري سمول وود الرمادي وهو يقول:"آه.... يا آنسه ستيوارت كم انا مسرور لرؤيتك مجددا. لازلت تقومين بالعمل الجيد....اليس كذلك؟"
تجاوبت مع تحيته وبدا لها انه لا يعلم شي عن العقد الذي فسخ فقررت ان لا تقول له شيئا لأنه سيطلب ان يعرف السبب وبما انه لم تعد له صلة بالشركه فلا داعي لمناقشة الامر معه.
قال لها وهو يأتمنها على سره:"اتمنى ان لا يمحي روس صورة سمول وود كليا فاسلوبنا في التجاره كان قديم الطراز قليلا انا اسلم بهذا ولكن زبائننا كانوا موالين لنا لانهم احبو الاشياء بهذه الطريقه."
طمأنته قائله:"اظن انه ليس عليك ان تقلق فالسيد هانت يفعل ما بوسعه ليبقي على صورتكم المشرقه."
قال هنري بستحسان:"أنا مسرور للغايه....أود ان اتحدث معك قليلا قد نستطيع ان نتقابل في مكتب السيد نيومان عندما تخرجين من هنا."
اجابت آبي:" اعطني نصف ساعه فقط."
استطاعت آبي ان تتخلص من الشجار الذي حصل اثناء التصوير بعد حوالي الساعه فأخذت السلم المتحرك للوصول الى الطابق الثاني كانت تشعر بالفضول لمعرفة لم كان السيد سمول وود يود التحدث اليها بصورة شخصيه, وتساءلت ان كان حقا لا يعلم ان كان العقد بينهما قد انتهى. دهشت عندما لم ترى اثرا له في مكتب المدير أو لاي من العمال ربما ذهبوا لتناول الغداء, نظرت في ارجاء الغرفه ووجدت اقرب شيء يصلح للجلوس عليه كان سلم.
جلست بملل على درجه من درجات السلم وحدقت خارج النافذه المليئه بالغبار على جمهور الناس الذي يعج به شارع اكسفورد. كم عليها ان تنتظر السيد سمول وود؟ تساءلت عندما انقضت عشر دقائق فتوقفت للبحث عنه حين فتح الباب خلفها استدارت بابتسامه ولكن بدلا من رؤية المدير الكهل رأت رجلا **** الملابس في الاربعينات بوجه غير حليق وشعر اشقر املس.
دخل الرجل الغرفه واقفل الباب خلفه سألته آبي وهي تقف:" ماذا تفعل؟"
امرها قائلا:" اجلسي واهدئي."
خفق قلب آبي بسرعه ونظرت بتهور نحو الهاتف الموضوع على الارض والبعيد عن متناول يدها. تنبه الى نظراتها وحذرها بصوت خشن:" لا تحاولي القيام بأية حماقه والا سأفجر هذه." بدأت تلهث برعب عندما رأت انه كان يحمل قنبله يدويه اضاف قائلا:"ان سحبت دبوس الامان فسيطير هذا الفرع بأكمله وانت داخله."
خفق قلبها بشده من الخوف واخذ العرق يتصبب منها وقالت:" لماذا؟.....ماذا تريد ان كنت تريد مالا...."
قاطعها بصبر نافد:"بالفعل....ولكن ليس مالك لم يكن من المفترض ان تكوني هنا. كنت اريد الرجل العجوز ولكن عندما ذهب العمال للغداء واصبح لدي فرصه الانفراد به وحيدا غادر الغرفه فجأه,انتظرت عودته ولكن لم يأتي ثم اتيتي انت واصبح علي ان احتجزك انت بدلا منه" حدق بعصبيه نحو الباب وقال:" لقد عملت زوجتي هناك لمدة ثلاث سنوات وعندما وضعت توأميها وتوقفت عن العمل لسنتين رفضوا عودتها الى العمل"
قال آبي:" لا افهم هذ؟"
زمجرغاضبا وقال:" الا تفهين اننا سنموت جوعا؟ لقد كتبت واخبرت هؤلاء الخبثاء انني مصاب بأنهيار عصبي ولا استطيع العمل لكنهم لم يغيروا رأيهم."
قات آبي بيأس:" كيف سيحملهم احتجازك لي على تغير رأيهم؟ انا مجرد زبونه اتت الى هنا عن طريق الخطأ."
صرخ قائلا:" اقفلي فمك الكاذب, لقد راقبت مركزشركات كوبرز الرئيسي لاشهرو رأيتك تدخلين وتخرجين فعلمت ان لك علاقة بهم"
سأته وهي تبذل كل ما لديها من قوه لتحافظ على نبرة صوتها الطبيعيه:" لم اردت احتجاز السيد سمول وود؟"
قال:" لقد كان اسهل شخص استطيع ان افعل هذا معه, افضل ان احتجز هانت ولكن رجالا مثله لديهم حماية على مدى اربع وعشرين ساعه."
تنبهت آبي لما قاله فخاطفها رغم ما ذكره لم يكن ملما بأحداث الشركه كما تظاهر سألته:" كم تريد؟"
أجاب:" مائتي الف باوند نقدا بالاضافه الى مواكبة زوجتي وطفلي الى اسبانياوعندما تتصل بي لتخبرني انها وصلت, عندها فقط اطلق سراحك."
" اين زوجتك؟"
أجاب:" ستكون خلا ربع ساعه في سياره اجره خارج المدخل الامامي وستكون اغراضها جاهزة للذهاب الى اسبانيا لقد قلت لها ان لدي عملا هناك."
قالت آبي:" لقد تدبرت الامر جيدا."
قال:" عندما تكونين في عوز فسيكون لديك الوقت الكافي للتخطيط."
قال:" افهم هذا"
زمجر قائلا:" التقطي سماعة الهاتف واتصلي بهانت, قولي له ان اريك رامسي يحتفظ بك كرهينه واخبريه عن شروط اطلاق سراحك."
طلبت آبي رقم مكتب روس الخاص بيد مرتعشه وهي تتضرع بصمت عندما اجابها. لا احد يعلم ما كان سيفعل رامسي لو لم يجب احد. تلعثمت قائله:" أ...ألو....انا آبي"
بدا صوته فظا وهو يقول:" ماذا تريدين؟"
قالت بصوت مرتعش:" انا رهينه لدى ايرك رامسي في مكتب رئيس مخزنك في شارع اكسفورد."
قال:" انت ماذا؟"
تابعت:" اسمع جيدا يا روس...." واخبرته بالتعليمات التي اعطاها اياها محتجزها بالتفصيل.
كان الجواب صمت مذهل وكان من الواضح ان روس يجد صعوبه في تصديق ما قالته. قال اخيرا وقد اختفت الفظاظه من صوته:" هل اذاك؟ أانت على ما يرام؟"
قالت:" انا بخير ولكن...السيد...السيد رامسي يحمل قنبله يدويه."
بدا الصمت اطول هذه المرهثم جاء الرد الهادئ:" هل انت متأكده من انها حقيقيه؟"
قال اريك رامسي:" اخبريه انني سأسحب دبوس الامان لا يهمني ان مت ولكني سأخذك معي."
جعلها الصوت الحاد والمدوي في اذنيها تتأكد ان روس قد سمع التعليق.
قال روس هامسا:" احتفظي بهدوئك وكوني لطيفة معه سأكون عندك قريبا"
سمعت طقطقة الهاتفبينما قطع الخط واختفى صوت روس تاركا اياها غارقه في خوفها.
قال بحده:" لن انتظر طويلا .. انا لا اطالب بفرصه... قد يكسب روس هذا اكثر مما اطلب في سنه واحده. ان حاول الخداع فــ......"
ارتعشت القنبله في يديه وخفق قلب آبي في صدرها. لقد ارادت انتهد
امن روعه ولكنها لم تستطع ان تفكر في ما ستقوله وكانت تبحث عن الكلمات المناسبه عندما رن جرس الهاتف حذرها بينما كانت تمضي لتجيب:" بدون خداع اخبري السيد هانت انني سأسحب دبوس الامان ان حاول التلاعب معي."
كان صوت روس هادئا جدا وهو يسألها:" آبي هل يستطيع رامسي سماعي؟"
قالت:" لا, انا بخير, بخير"
قال روس:" جيد اذا اسمعيني جيدا لقد اخبرت الشرطه والجميع في المخزن ولكن اجعليه يقتنع بأنني سأفعل تماما ما طلب مني ولكن مبلغا ضخما من المال كهذا ليس متوفرا معي الان, ولهذا علي ان احضره من المصرف."
سألها رامسي:" ماذا يقول هذا الرجل؟اخبرتك ان لا تطيلي الكلام."
قالت:" عليه ان يحضر المال من المصرف"
سأل الرجل:" متى سيكون المال هنا؟" وقبل ان تستطيع الاجابه انتزع الرجل السماعة من يدها وصرخ:" اسمعني ايها السيد هانت اريد المال على الفور واستأجر طائره لتأخذ عائلتي الى مالاغا بسرعه حين تحصل زوجتي على المال, وكلما وصلت اسرع كلما اصبحت صديقتك حره في وقت اقرب."
اغلق سماعة الهاتف بعنف وشعرت آبي بأنها معزوله تماما وكأنهما الشخصان الوحيدان الباقيان في العالم بأكمه. نظرت الى الباب وعبست. قال اريك رامسي وهو يعترض نظراتها:" لقد اقفلت الباب من الجانب الاخر من الممر ايضا اذن لا تبحثي عن اي محاولة للهرب وان حاولت..." هز قبضه يده التي كان يمسك بها بالقنبله باحكام وقال في عصبيه:" اين المال؟ ماذا يفعلون؟ يطبعون؟"
قال آبي وهي تهدأ من روعه:"ليس من السهل احضره. السيد هانت يقوم بكل ما يستطيع."
سألها اريك رامسي فجأه:"أانت واقعه في حبه؟"
اجابت:" بالطبع لا"
قال بسخريه:" اذا لما امضيت نهارا معه؟ ولا تزعجي نفسك بهز رأسك والكذب لاني تبعتك يوم اخذك الى النهر."
سألته:" وماذا كنت تأمل ان تنال من لحاقك بنا؟"
قال بتلذذ:" كنت اظن انني سأحصل على فرصة اختطافه ولكنني ادركت ان فرصة اطلاق صراحه ستكون سهلة للغايه وان الجميع سيتصبب عرقا لقليل من الوقت فقط"
قال بحيره:" الجميع؟ لا افهم"
شرح اريك رامسي:" اصدقاؤه وعائلته لقد اكتشفت من كان يلحق به ثم قمت بتهديدهم ايضا. اذا لم يكن لديه اي طريقه لمعرفة من هو هدفي"
حاولت آبي ان تفهم ما كان يقوله ولكنها لم تكن في حالة تسمح بتفسير تصرفه بوضوح, مرت الدقائق ببطء وبدأت تشعر باليأس كما ان خاطفها بدأ يشعر بعدم الراحة وأخذ يضرب الارض كحيوان في قفص. وفجأه اخترق صوت عميق ومخنوق الغرفة صادرا من الطريق ويطلب منهما ان يفتحا النافذه.
زمجر رامسي قائلا:" افتحيها انت."
شعرت فجأه وبينما كانت تنحني خارجا بأن محتجزها سحبها الى الداخل بخشونه, ولكن ليس قبل ان تلمح سيارات الشرطه مع حشد الرجال حولها, دوى صوت عبر مكبر الصوت:" اريك رامسي انا روستر هانت وقد اعطيت زوجتك لتوي مائتي الف باوند انها هنا وتود ان تتحدث معك."
وقف الرجل في المكان الذي كانت تقف فيه آبي قرب النافذه ولكنه امسك بها كوقاء له حتى اكدت له زوجته ما قاله روس ثم طمأنته بأنها واطفالهما سيؤخذون الى مطار لوتون ليسافروا الى مالاغا على طائره خاصه كان روس قد طلبها, ووعدت ان تتصل به حال وصولها الى هناك.
ظهر ظل خفيف عبر زاوية النافذه فالتقطت آبي انفاسها فقد كان احدهم هناك وان رآه رامسي فقد يصبح كالمجنون. وقعت آبي قبالة رامسي وهي تأن بصوت عالي وكأنها اصيبت بدوار فوقع عندما سقطت عليه فجأه بكامل ثقلها.
صرخ قائلا:" ماذا تفعلين؟"
قالت وهي تلهث:" عفوا."
دفعت به الى داخل الغرفه وقالت:" انا...انا مريضه"
قال:" اذا استلقي على الارض"
دفعها بعيدا فتظاهرت بأنه تترنح وحاولت الوصول الى النافذه وبينما كانت تفعل هذا لمحت رجلا على حافة النافذه يحمل ما بدا لها وكأنه خرطوم ماء, جعل صوت مخنوق من مكان ما من المبنى اريك رامسي يلتفت حوله بجزع.
بدأت بالكلام وهي تأمل ان تصرف انتباه محتجزها عن اي اصوات قد تتسرب ويسمعها
صرخ قائلا:" اغلقي فمك او سأغلقه انا لك ان حاول هؤلاء الجبناء الدخول الى هنا فسوف...اه..." قطع تبجحه عندما ضربته كمية من الماء عبر النافذه واوقعته على الارض بينما فتح الباب في نفس الوقت واندفع رجلان قويان من رجال الشرطه واستطاعو التغلب عليه.
كان منظر روس الذي بدا وجهه شاحبا من القلق هو الذي جعلها تشعر بالخطر الذي كانت فيه لقد كانت سعادتها كبيره بحيث بدأت بالارتعاش ثم اخذ جسدها يرتجف بأكمله, تقلصت الغرفه وبدت اصغر واظلم.((روس)) صرخت ولم تعد تعرف ما حدث.

رجل المواقف - روبرتا لي - دار النحاس ( كاملة )Where stories live. Discover now