البارت السابع و الأخير

1.1K 149 78
                                    

وضعت صديقتها يديها على فمها من الدهشة لرؤية رابمون أمام باب شقتها، فنظر إليها و قال :

- عفوا .. هل يمكنني الدخول ؟

حركت رأسها بسرعة فدخل و سحب مريم من يدها بينما ظلت تنظر إلى الأرض لإحراجها ، ثم قال للفتاة مرة أخرى :

- عفوا .. هل يمكن أن تمنحينا بعض الوقت لنتحدث .

حركت رأسها مرة أخرى بسرعة و حملت معطفها و حقيبتها و قالت بارتباك :

- أنا .. سأذهب لأتناول شيئا خارجا .. سيكون طعاما كثيرا جدا بما أني أشعر بالجوع الشديد ..لهذا .. قد أتأخر .. بمعنى .. خذا وقتكما ..

ما إن خرجت الفتاة حتى نظر رابمون إلى مريم و قال :

- لما من الصعب إيجادك هكذا ؟ أيعقل أنك لم تشاهدي البرنامج ؟ على الأقل كنت لتسمعي الأخبار ..

ظلت مريم صامتة لثوان ثم قالت :

- أوبا .. أنا.. أنا مجرد فتاة عادية لديها مسؤوليات على عاتقها و أنت شخص مشهور عليه مسؤوليات أيضا اتجاه فرقته ..

قاطعها رابمون :

- هذا ليس عذرا أمام الاعتراف بمشاعرنا .. أم أيعقل .. ربما .. كنت أتحيل فقط أنك تبادلينني نفس المشاعر ؟

التزمت مريم الصمت فشيء ما كان يمنعها من البوح بكل ما يخالج صدرها ، أطلق رابمون ابتسامة خيبة و قال :

- يا لي من أحمق .. إذن إنه حب من طرف واحد .. هذا حقا محرج .. حسنا أنا آسف للتسبب في إزعاجك على أي حال .. و أتمنى لك حياة طيبة ..

فتح رابمون الباب و خرج مغادرا تاركا قناع الوجه خاصته فقد كان قلبه مجروحا و لم يكن لقناع بسيط ليشغل باله ، ظلت مريم واقفة لثوان فسالت دموعها من الألم الذي اشتد بقلبها ، أحست أن رابمون أخذ معه جزءا منها حين غادر الشقة و سيأخذه معه إلى الأبد ، لأنها ستكون آخرة مرة تراه فيها ، ستكون آخر مرة يقف أمامها ليعترف بمشاعره ، ستكون آخر مرة تمسك فيها بها ، انتفضت من سكونها و قررت هي الأخرى التمسك به و مواجهة العالم كما فعل حين اعترف بما يحمله قلبه اتجاهها أمام عدسات الكاميرا بكل شجاعة ، خرجت من الشقة بسرعة و نزلت السلالم تركض و تتمنى ألا تكون قد تحركت متأخرة ..

وقفت أمام مدخل العمارة لتراه يمشي بعيدا واضعا يديه في جيب سترته ، فقامت بالركض إليه و هي تصرخ :

- أوبااا !

وقف رابمون مكانه حين سمع صوتها ثم التفت ليتفاجئ بها ترتمي عليه و تضمه ، و قالت :

- أوبا .. أرجوك لا تبتعد عني !

ظل رابمون مصدوما لبعض الوقت ثم لف دراعيه حول كتفيها المهتزتان بفعل البكاء و أخذ يربت عليها و قال :

اْلوَجهُ اٌلآخًــرWhere stories live. Discover now