أخضَر فاتِح

8.7K 1.2K 167
                                    

--

__

إرتشفَ من قهوتِه القليلَ ثُم تراقصَ بنظراتِه ناحيتَها ، يعلمُ انّها تُخفِي شيئًا وذلك واضحٌ على محياها البسام

ولن يخفَى عليهِ امرٌ يخصّها وهو يعلمُ بالفعل كل شيءٍ حدث معها، لكنّه يفضّل ان تأتِي وتخبِره بنفسِها ليستلذّ سعادَة مشاركتِها لسرّها مصديقتِي

"بدأتُ العمل فِي الشرِكة التِي لطالمَا اردت ان اعمَل فيهاَ "
أخيرًا نطقَت لتتوهجَ ملامحُ الجالس قُبالتَها ، وضعَ فنجانه بهدوءٍ على الطاولة الذي يتكأ عليها كِلاهما ليسرد لها عبارات التهانِي،

لكنّها شعرَت بشيءٍ غريبٍ لحظتهَا ، كانَ من المفترض ان تفرَح ، هي حقا فرحت لكنها ايضا شعرت بأن شيئًا ما خاطِئًا ..

أبعَدت افكارها المُعتمة عنهَا وسارعَت تبدأ حديثًا مبهِجًا معه

" إذَا ، نحتفِل ؟"

" هِيجِين.. "

وبنبرة هادئَةٍ استطاعَ جعلَ المكان موحشًا بالنسبة لها ، هِي علمت حينها ان القادِم لن يكونَ محببًا لها

حركت رأسها تحثه على إكمَال جملتِه ، تنهد ثم نطقَ

" والدُكِ قد ارسل لكِ رسالة حينما تركتي هاتفَك، اخبركِ ان تذهبي للمنزل لابدّ وانه عشاء عائلِي وانا واثقٌ انه بداية جديدة لعلاقتِك مع والديكِ "

بللت شفتاهَا باضطرابٍ لتسألَه

" مِن المفترضِ ان هذا سيُفرحك ، لما ملامِحك تبين عكس ذلك ؟"

" ليسَ كذلِك ، انا بالفِعل سعيدٌ لأجلك "

فضلّت تصديقه وجعل الأمرِ يمر دون شكوكٍ ، لعل مزاجه سيء بسبب شيء ما لا يخصها

" صديقتُك راسلتكِ ايضًا واخبرتك انها ستأتي لعشائِكم ، انا اعتقِد ان للأمر علاقَة بحبيبِك السابق"
قاطعَها لتجفل أفكارها ، رمشت مراتٍ قبل ان يستطرد هو

"انتِ لم تعودِي تحبينه ، اعلم "

هزّت برأسها ان نعم ونبست بنبرة لا مبالية تُكمل ماكانَ سيقوله

" انا لم اعد اهتَم ، ثم انني سامحت صديقتِي واذا طلبت هي ان اسامحه هو ايضا فلا بأس معي .. ليس وكانني املك الوقت للنزاعَات وحرب التحديقات تِلك "
أتمَت كلامهَا بتنهيدة ،

" لقَد تغيرتِي هيجين "

بعدَ دقائق معدودةٍ من الصمت هو كسرَه بجملتِه،نظَرت حيثُ عيناه التِي تركز بخاصتِها ، ابتسَمت للحظةٍ تحرك اصبعها على فوهة فنجانِها ثم هسهست

" اعتقِد ذلك "

" لقد تأخرتِي على العشاء"

هو نطقَ فجأةً لتحبلق الأخرى به بعدَم فهم ، اشارَ للسَاعة مقهقهًا

"اخبركِ ان تأتي بالثامنة ، وهي السابعة والخمسة واربعون دقيقَة "

" وانتَ تخبرنِي الآن فقط "
تمتمت بسخرية مصطنعة وهي تنهض من كرسيها ومتوجهة لارتداء معطفِها

اكمَلت لتمسِك بمقبضِ الباب وتدِيره ، وجهت له نظرَة اخيرة لتراه ينظُر لها بتقاسيم مبهمَة ..

ودعته ثم خرجَت واغلقَت البَاب خلفها ، حشرت يديها بجيوبِ معطفها لتستلمِس منديلاً في احدى جيوبِها ، اخرجتهُ لتراهُ بلونٍ اخضَر فاتح

ابتسمَت بخفوتٍ لتدسّه في جيبها مجددا ، ثم تبتعِد بخطواتِها جذلة لأنها ستلتقِي بوالديها ..

___

البارت ما قبل الأخير ☺
- عندها امتحانات وجالسة مستانسة فلوات -
ما تسألوني امتى البارت الأخير لاني بذاتي مااعرف 🌚💔

في امان الله

..

مِنديل - بارك جيمين .Where stories live. Discover now