↩6↪

1.4K 76 0
                                    

القناعة
وهذا الخلقُ النَّبيل من الأخلاق المؤسِّسة لصرح السعادة في القلوب والطمأنينة في الصدور، وهي من الأخلاق التي قلَّ من الناس مَنْ يوفَّق إليها؛ لا سيما في هذه العصور، رغم أنه باب من أبواب الفلاح ومفتاح من مفاتيح العزة؛ فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله ( قال: «قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً، وقنعه الله بما آتاه». [رواه مسلم].
وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن النبي ( قال: «طوبى لمن هدي إلى الإسلام، وكان عيشه كفافاً، وقنع». [رواه الحاكم وصححه].
والقناعة خُلُقٌ ينشأ من صفاء الإيمان في القلوب، والرضى بقضاء الله وقدره، والجزم بأن الحرص والشح والبخل لا يزيد في الرزق، ولا ينقص منه؛ فالله جل وعلا قد قسَّم الأرزاق في الأزل وقدَّرها وكتبها وما كتبه الله لا يمحى.
ثم اعلم - أخي الكريم – أن المقصود من الأشياء نفعُها لا ذاتها؛ فليس المال مقصوداً لذاته؛ وإنما لما وراءه من النفع، وإنما يقصد بالمال تحقيق الغنى والسعادة، وليس المال هو ما يحقِّق ذلك؛ وإنما القناعة والرضى..
فعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( : «يا أبا ذرّ، أترى كثرة المال هو الغنى؟» قلت : نعم يا رسول الله. قال: «فترى قلة المال هو الفقر؟» قلت: نعم يا رسول الله. قال: «إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب». [رواه ابنُ حبَّان في صحيحه].
وقال ( أيضاً: «ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس». [رواه البخاري].

أخلاق نفتقدهاWhere stories live. Discover now