#حديث_مريض_نفسي

~ سأكون صريحا ~

سأكون صريحا معك ~~

" حَسنـاً، ابكْ كما تُريد و اصرخ! لن يَهتمْ بِـكَ أحد.. " تحدثَ ذاكَ الصوتُ الداخليّ بملل.

بدأتْ دموعَـه في التَساقَط حتى بَللتْ وَجهه لينهار علي الأرض و جَسده يَتقوس.

مضي بعض الوقت و هو مازال علي تلك الوضعيه و جَسده يرتعش بقوة وَحيداً في الظلام.

جَاء الصوت من أعماقه " هَل سَتظل هكذا طويلاً؟"

" أنا لا أعرف!" جاءتْ اجابته مُتردده و خائفة.

" أنتَ لا تَعرف أم أنكَ لا تُريد ؟"

سَقط هذا السؤال علي رأسه مثل المياه المغليه التى تَسقط علي أحد فَتجعله يصرخ بكل قوته.

" هل تُساعدني؟" سأل بألم ليتنهد ببكاء " لما يحدث لىّ كل هذا؟!"

" أنَـا ــ "

" أنتَ لستَ صريحـاً معم، لكننى سَأكون صريحاً معكَ. أنتَ السبب في كُل ما يحدث لكَ " بدأ الصوت يعلو بداخله.

" أنا أحاول " همس بحسره.

" و اللعنه أنتَ لا تُحاول! أنتَ لا تواجه أى شئ عندما يُواجهكَ. تَهرب من المواقف التى تَبنيكَ. تَستمر بالقول أنكَ تمضي قدماً لكنكَ و اللعنه ثابتْ في مكانكَ "

صديقنا صامت. هو لا يدرى ما الذى يفعله. كل كلمه حقيقيه تماماً.

" أنتَ تخسر قيمتكَ و أنتَ تعلم. تَستمر بالتذمر هنا و هناكَ. أنتَ لستَ صريحاً كفايه.أخبرتُكَ أن تصمد لكنكَ هربتْ.. أخبرتكَ أن تبدأ لكنكَ استسلمتْ! " صرخ به حتى كادت احباله الصوتيه تتمزق من شده الصراخ.

تنهد صاحبنا بينما يستمع لكل كلمه بينما يكتم شهقاتها المكتومه " أنتَ تعلم بكل شئ، تعلم! أليس كذلك؟ اذا لما؟ "

  

" أتمنى لو كان لدىّ كل الأجوبه، لكن أنا فقط مُجرد انعكاس لكْ. لقد تَغلبتَ علي العديد من الأشياء، الآن قُم و تغلب علي نفسكَ " تحدث بهدوء بصوت عميق.

" ستكون هناك لأجلي، أليس كذلك؟ رغم أنكَ صوت بداخلي لكننى سأضيع ان اختفيت" حاول التماسك و الكف عن البكاء.

" سَأكون هناكَ دائماً. سَأكون صريحاً معك"

أنهي جملته لترتسم ابتسامه صغيره علي وجه صديقنا.

هو بالآخير يُعاني، وَحده هو من يَعرف مُعاناته.
هو شَاكر للإلَـه علي تلك النفس التى بداخله.

هو اتخذَ من نَفسه صاحباً حين تخلي عنه الجميع... لم يَجد غير نَفسـه حين رحل الجميع!

#حديث_مريض_نفسي
#اتنين_في_واحد
#انفصام_في_الشخصيه