الجزء الأول

1K 60 15
                                    

"كما يمتص المصاصون الدماء دماء ، يمتصون أيضًا أسرار الليالي الطويلة."

.
.
.
.
.
.

"بين ظلام الليل ونبضات قلبي الخافتة، أدعوك يا ليل الأبدية، امنحني قوة الظل وعمق الحياة الأبدية. بين ضفاف الظلام ورونق الدم، أتقدم إليك برغبتي في القوة والخلود. اسمع صوت دمي الذي يهمس بالعطش، واجعلني مصاص دماء يسكب في عروقي نبيذ الخلود. آمين."

كانت تلك عادتنا الصلاة في منتصف الليل، وكان وقتًا مميزًا . حينها، احتضن أبي قنينة نبيد أحمر، جلبتها من القرية المجاورة، وأطلق عليها "آمين"، وكأنها تبشرنا بأوقات هانئة.

عيون والدي، تلك العيون الحمراء التي تشع بالعطش، كانت تفحصان القنينة بشغف. لكنني سحبتها بحذر من يده قائلة: "أبي، هذا النبيد ثمين وغالي، ووجدته بتعب طويل. دعونا نحتفظ به، فقد يأتي أحد عشاق نبيد العتيق لحانتنا و. . . ."

لم أستطع إكمال جملتي بسبب أمي، التي سحبت الزجاجة بحزم. "أغنيس، هل نحن أفضل منهم؟ وغدًا، ستتجهين للتسوق، وسيجتمع تجار المملكة هنا لمدة أسبوع، وسنجد مشروبات أفضل."

أمي وأبي، مدمنين على الكحول، قرروا فتح حانة، على الرغم من ان امي خياطة ماهرة و أبي يجيد نجارة لكن حبهم للمشروبات و الأجواء مشحونة و صاخبة كانت طاغية.

سكبت أمي قليلاً من النبيد في كأس وامتدت بها إليَّ. "عليكِ أن تستمتعي، عزيزتي. لا زلتِ شابة، لا تحملين هموم الحياة."

وبينما كانت تتناول القليل، ابتسمت بابتسامة حادة، وأخذت الحديث: "أحيانًا أشعر أنكِ تنضجين أكثر منَّا، تتحملين أعباء المنزل والحانة ومشاكلها."

لن أنكر أشعر أني والدتهم ، علي الاعتناء بهم و تحمل نتائج افعالهم طائشة، اشكر الرب أننا لا نملك هبة أو طاقة كنبلاء و العائلة الملكي ، تكفي قبضة والدي التي تسبب أضرار جسيمة .

" يالهي أنه شراب لا مثيل له " قال ولدي و هو يرتشف ما تبقى من كأسه ليكمل " طفلتي القوية أنت من سيهتم بتبضع لصباح الغد حسنا ! لقد دونت لك كل ما مانحتاجه " .

تنهدت بقلة حيلة ، كان والدي يهمس في اذن والدتي التي كانت تبتسم بخجل و احيان تطلب من ان يكف عن ذلك ، أكره هذا الا توجد غرفة نوم ؟ هذا يشعرني بتقزز قليلا ، لنجعل الأمر اكثر حماس انا من سافرت الى تلك القرية اللعينة المليئة بالضباب و المجانين و لم يكلفى عناء أنفسهم بشكري ، كانت القنينة النبيد نصف ممتلئة امسكت بها و انا اراقب والدي الذي سحب أمي الى حضنها ، أمسكت بقنينة و قمت بشربها كاملة دفعة واحدة برغم من حموضة التي كانت طاغية الى أني شعرت بإثارة قوية مسحت فمي و قمت برفع القنينة الى الأعلى وقمت بضربها بزاوية طاولة قائلة " سيدة ميرايا و سيد سيرافينا ! توجد غرفة اسمها غرفة نوم !! ما الذي تفعلون بحق الجحيم؟"

ملحمة الشفق الأخيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن