ذكره حيه

490 36 24
                                    

قلت : حسناً.

دخلنا الى داخل المدرسه ، اشعر أني رأيت هذا المكان من قبل ، وكانت المدرسه مكونه من ثلاث طوابق ، صعدنا الطابق الثاني ، وكان ممراً مستقيماً واسعاً والصفوف على اليمين و اليسار ، كنا نمشي في ذاك الممر ، حين سمعت صوت ضجيج قادم من احد الفصول ، توقفت وامسكت مقبض الباب و قربت اذني منه للتأكد ان الصوت قادم من الداخل ، نعم انا متأكده ، نظرت إلى فدوى و رنا ، التي كانتا تكملان طريقهما بلا أي مشكله ، ثم اعدت نظري الى الباب وفتحته ، توقف الصوت ، وعم الصمت الاجواء ، ولم اسمع سوى صوت الباب وهو يفتح ، و بينما عيني كانت تحاول تفقد المكان و فهم مايجري بالداخل من خلال فتحه الباب التي تتسع شيأً فشيأً ،
لم افهم ما رأيت ، ولم اقتنع بما هو حولي ،رأيت ادراجاً يملأها الغبار قديم ، وزجاج النوافذ الذي نسى اللمعان ، كان المكان مهجور ، و وسط صدمتي ، اغلقت الباب برفق ، واستدرت لإكمال طريقي وانا انظر للأرض و سارحه في التفكير بما حصل للتو ، نظرت امامي لِأجد رنا واقفه تنظر إلي و قالت:لا تتعجبي هكذا لأنكِ لن تجدي شيء فهذه الذكره ليست لك كما انكِ لاتحملين ذكره في هذا الصف

لم افهم ما قالت ، عن أي ذكره ليست لي ، و كيف لا اتعجب وانا متأكده أني سمعت أصواتاً بالداخل ، وفي نفس الوقت قلت: ماذا ؟ ذكره ؟!!  

ولكن لم تجب و أكملت طريقها ، هل تجاهلتني؟ أم لم تسمعني؟
لحقت بهما ، و كنا حين نمر امام أحد الفصول ، نسمع أصواتاً اعلى ، و اتجهنا نحو أحدهن ، وكلما كنا نقترب يتضح الصوت أكثر ، مهلاً هل هذا صوت معلمه ، وقطعت افكاري حين فتحت فدوى باب الفصل ، كنت انظر الى ما بالداخل ، دهشت ، وجدنا المعلمه و الطالبات ، وكانتا كذالك كالأشباح ، نظرن إلينا.

قالت فدوى: عذراً لقد تأخرنا.
قالت لي المعلمه:هل انتي من المدرسه؟
قلت : كلا... جئت لزيارتها.
قالت: حسناً ادخلن. 

دخلنا و جلست انا و اختي في مقعد خلف فدوى و رنا ، وبدأت المعلمه تشرح ، كانت تقول اشياء غريبه ، حاولت فهمها ولم استطع.

سألت فدوى: هل هذه مادة الرياضيات ؟
نظرت لي بإستغراب وقالت: ماذا ؟
قلت: ما هذه المادة؟
قالت: الوهم.
وكانت جاده لا تمزح.
قلت: وما باقي المواد ؟
قالت: نحن ندرس الوهم و الخيال و الأحلام و الماضي وعالم البشر ، عالمكم.
قلت: إذاً لستي من البشر؟!
قالت: كلا ، انا من الماضي ، الذكره التي تبقى في القلوب ، كل شخص يستطيع رؤيه ماضيه ، إذا اتى إلى مكان ذكراه ، وهو فقط من يستطيع رؤيه ماضيه ، هذا ماتقولون عنه الوهم ، لا يوجد وهم ، بل هو يرى ماضيه او خياله ، ولهذا لم تجدي شيء عندما دخلتي الصف الاخر قبل قليل ، اما هذا فهو ماضيك.  

صدمت عندما سمعتها ، ولكن كنت اشعر ببعض السعاده ، فهمت لما احسست إني التقيتهما من قبل ، انهما صديقاتي ، و هذا هو صفي ، وهذه هي معلمتي ، لم يتغير أي شيء ، وجدت اني قد تأخرت ، واختي بدأت بالنعاس ، ليتني ابقى اليوم بطوله ، لكن لا أستطيع ، فإستأذنت و خرجت ، وخرجت معي فدوى و رنا ، ودعتهما.

و قالت فدوى: الذكره الجميله تبقى حيه.
ابتسمت وقلت: انتي اجمل ذكره... وداعاً

وفي طريقي للخروج كنت أتأمل جدران المدرسه ، كنت سعيده جداً.
عدت إلى عائلتي وقد حان وقت الرحيل.

لكن لن انسى ماحدث اليوم ،جميل ان اليعود الإنسان لذكرياته الجميلة التي إشتاق إليها ، كل شخص يتمني ان يعيش ذكرياته مجدداً ، لكن الأجمل هو عيش الواقع.
Reham Rov. بقلمي
ً

محاكاة الماضي Where stories live. Discover now