part17(يأس)

4.6K 220 47
                                    

بخطوات  هادئة  اتجهت لغرفتها لم تتوقف بعد رحيل كابر لا تريد النظر لأحدهم لا تريد الاستماع لمعاتبتهم هي تحمل الكثير بالفعل...

أغلقت الباب خلفها وهي تزيل الحجاب الأسود من فوق رأسها وتتنهد باختناق...

دماء يا آسيا!!!
هذا ما تفكر به الأمر مرعب ولكنها مللت تحاول من أجل الجميع لكن من يحاول لها؟!
من يتفهم موقفها؟!
فعلياً... لا أحد
خلعت عباءتها وتعلم أنه سيقتحم الغرفة بأي لحظة... الأمر مجهد فقط تود احتضانه والبكاء...
ما اللعنة!!!
هل تصدق تبكي فقط وهي بين ذراعيه تود أن يخبرها أن الأمر جيد أن يخبرها كم يحبها كم أنه افتقدها كما افتقدته كم يفتقد منزلهم...
من السبب بتدمير حياتهم الهادئة!!
تلك السعادة التي كانت تحيط بمنزلهم
هل هي؟!!!
ألقت جسدها بإرهاق فوق الفراش... لو فقط كانت مثل جميع النساء بإمكانها الإنجاب... شعور باليأس يبتلعها
صوت فتح الباب بقوة لم يجعلها تستدر حتى لتلقي نظرة...
من سيقتحم الغرفة بتلك الطريقة سواه!
وبنفس اللحظة صوت إغلاقه بقوة
جذب ذراعها بقوة لتنهض من فوق الفراش وتكون على مقربة  شديدة من جسده
يتنفس بغضب... وهي الهدوء يسيطر عليها على ملامح وجهها... لقد مللت
تحدث بصوت أجش وغاضب: أنت... لن تكفي؟!

ما الذي تودي فعله يا آسيا... كيف ستجعلينه يشعر بكى... هو يفعل بمفرده أليس كذلك؟!
أزالت يده التي تمسك بذراعها بهدوء ثم اقتربت ووضعت رأسها  فوق صدره بهدوء... تشعر بالإرهاق  وهي ترفع ذراعيها لتحيط خصره بقوة... كانت حريصة ألا تقترب من جرحه...
شعرت بالسكينة والهدوء...
تتنفس ببطئ
وتشعر بأنفاسه تهدئ كذلك
ثوان تمر هي صامتة وهو يفكر يعلم انها مرهقة لم يشعر انها تحتاجه يوما... لكن اليوم فعل...
كم يريدها هي وحدها لا غيرها... ماذا لو يبتعد الجميع من حولهم...
كم يود رفع ذراعيه وضمها اكثر... ان يقوم بأحتوائها
ولكن عقله يرفض...
كم يرغب جسده وقلبه بها ولكن فعلت الكثير ليتخطاه بسهولة...
صوتها الهامس قاطع تفكيره: مرهقة... احتاجك

يا الله!

ابتعدت قليلا ولكن ما زالت ع مقربة منه
تتعمق النظر بعينه كم افتقدتهم كم افتقدت لمعة السعادة بهم
بنبرة هادئة وكأن الطاقة استنزفت منها

آسيا: لا اعلم ماذا افعل... ليس لدي أي قرار لا استطع التفكير... لا اريد سواك انت... ولكن الجميع لا يريد ذلك

ابتلعت ريقها وهي تحاول السيطرة علي دموعها
اكملت وهي تبعد عيناها عنه: لا احد يريد ان يرانا معاً... انا لا اعلم ما اود فعله
ملامحه جامدة وصلبة الضيق واضح بوجهه ولم يكن  مستعد لمواستها حتى وان كانت المرة الاولي التي تلجأ له...
تحدث بلهجة قاسية: فقط لا تفعلي شئ ابقي بعيدة عودي للمنزل... وابقي هادئة... لا تقدمي على شئ اخر... لن اتحمل مجدداً
قال بهدوء ولكن التحذير كان واضح بين حروف حديثه
لم ينتظر وابتعد ليخرج من الغرفة
تاركا إياها تتحمل اخطائها وحدها...
       °°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

ابنة حواءWhere stories live. Discover now