الفصل الثامن ♡ مطلوب ( الذئب) ♡ صابرين شعبان

11.1K 400 10
                                    

الفصل الثامن

" أبعد إيدك يا حيوان بدل ما أقطعها لك " صرخ بها هارون في شوقي
الذي هتف به بتهديد .." هتعمل ايه هه هتعمل ايه فرجني كده "
و دنا منه مقتربا يشهر سلاحه في وجه هارون ليوجهه إليه فصرخت نسيم عندما رفع سلاحه ليهبط به على وجهه هارون الذي أنتبه للضربة فتفادها بسرعة عندما حرك نصف جسده العلوي مبتعدا عن يد شوقي مما جعل هذا الأخير تثور ثائرته غيظا فصرخ بالرجل الممسك بنسيم قائلاً بانفعال .." حودة "
فضغط هذا الأخير على عنق نسيم أكثر مما جعلها تختنق و تشهق بصوت عال لتتنفس فهتف هارون رافعا يديه مستسلما .." خلاص سيبها أنا أهو أدامك سيبها هى ملهاش ذنب "
أبتسم شوقي ساخرا و هو يدنو من هارون و ينزل بيده على وجهه في لكمة جعلت الدم ينفجر من فمه وعاد و لكمة على عينه فصرخت نسيم .." أنت بتعمل ايه يا حيوان سيبه " أدارت عينيها لهارون و نهرته و هى ترى الدم يتساقط من فمه .." و أنت أضربه زي ما ضربت العصابة إلي خطفت الست من شويه .."
شد حودة على عنقها و قال بحده .." أفتح دماغها يا ريس "
ارتعدت بين يديه و شوقي يجيبه ساخرا .." لأ يا حودة لسه شويه يمكن نلاقي ليها عوزه "
وجه سلاحه تجاه هارون و قال بأمر .." يلا أتحرك معايا من سكات " أشار للسيارة المتوقفة بجوارهم قائلاً مكملا .." بهدوء و غير شوشرة عشان مخلص عليها أدامك قبل ما تحصلها "
أصعده للسيارة و جلس جانبه و أحد الرجال من الجانب الآخر واضعا السلاح في جانبه و نسيم في السيارة الأخرى مع ذلك المدعو حودة و سعده سارق الهاتف انطلاقا بالسيارات و توقفا بعد بعض الوقت أمام مكان مهجور يشبه مستودع قديم لا يوجد به سوى بعض السيارات القديمة الصدئة و الأشياء القديمة و كأنه معمل للخردة أدخله شوقي بعنف كاد يسقطه على وجهه و لكنه لم يهتم و هو يبحث بعينيه عن نسيم التي دلف بعد قليل مع الرجلين الأخرين و هى ترتعد من الخوف تبحث عنه هى الأخرى و عندما رأته همت بالركض تجاهه فأمسك حودة بشعرها ليوقفها فصرخت بألم و عندها أندفع هارون تجاهه يضربه بغضب عندما أحاط به بقية رجال شوقي ليخلصوه من تحت يديه و هذا الأخير الذي يتقدم بغضب و هو يمد يده يلكمه في وجهه ليصيبه في عينيه ليعاود لكمة مرة أخرى بغضب و الرجل يمسك نسيم بعنف و يوجه سلاحه لرأسها و ابتسامة ساخرة على فمه و شوقي يقول بتحذير .." أرفع أيدك تاني و هتلاقي رأسها متفجرة أدامك دلوقت "
بصق هارون أمامه و هو ينظر إليه بلامبالاة كاتما غضبه و شوقي يرفع يده بحده و يهوى بها على رأسه مرة أخرى و أخرى و لكنه فضل الاستسلام الآن حتى يفكر فيما سيفعله فيما بعد ليحاول الخلاص هو و تلك الغبية التي سقطت على رأسه ... و لم يشعر بعدها بشيء
**********※

لم يعلم كم مر عليه من وقت و هو فاقد الوعي بعد أن ضربه هذا الحقير بقوة عقابا كان جسده مكبلا و لم يستوعب عقله بعد ما يحدث التفت حوله لينظر لتلك الباكية عاد ليغمض عينه مرة أخرى و يعاود فتحها لعل رؤيته تتحسن و لكنها كانت مشوشة تنهد هارون بهدوء ليصفو عقله ليحاول التفكير في كيفية الخلاص من هذا الوضع كان يعلم أن هذا الحقير يريد منه شيئا و لكن ما هو لابد أنه شيء هام حتى يبقى على حياته للأن تجاهل الأم جسده و توجه بالسؤال إليها .." نسيم إنتي كويسة "
التفتت إليه بلهفة .." هارون إنت فوقت هارون أنا خايفة أوي أرجوك خرجنا من هنا "
فقال بهدوء و هو يشعر بالدوار مرة أخرى فهذا الوغد قد ضربه على رأسه أكثر من مرة يخشي أن يكون قد أصابه ارتجاج أو أسواء كان يريد العودة للنوم مرة أخرى فقال حتى لا تفزع .." ما تخفيش يا نسيم أوعدك هخرجك من هنا " صمت قليلاً ثم أكمل و وعيه يتلاشى .." نسيم أنا هغمض عيني شويه و ما تخفيش لو حصل حاجة بس ناديني هتلاقيني ..." و لم يستطع أن يكمل و رأسه تسقط على صدره مرة أخرى مما جعلها تنظر إليه بفزع و هى تحاول أن تحرك مقعدها تجاهه " هارون مالك في إيه أرجوك متسبنيش لوحدي "
و لكن لا حياة لمن تنادي فهو قد فقد وعيه مرة أخرى تنهدت بهدوء تحاول تهدئة أعصابها لتطمئن نفسها أن الأمور ستكون بخير فلتتركه فقط ليستريح قليلا و بعدها يتصرفان هو وعدها أنه لن يتركها نعم هو لن يتركها ...
************★
كانت قدميه تؤلمانه من الجلوس على ذلك المقعد الخشبي القاسي لفترة طويلة كانت يديه مصفده بأصفاد خلف ظهره تخص الشرطة لن يسأل من أين أتى بها ذلك المجرم و قدميه مقيده في قدمي المقعد بحبل غليظ يشد عليها بقسوة رفع رأسه بضيق فهو قد سئم حقا الجلوس هكذا مع هؤلاء الأغبياء و سماع حديثهم الغبي التافه عن سرقتهم التالية ..كان وجهه به عدة جروح و عين زرقاء منتفخه من ضربه عليه تلقاها من ذلك الأحمق شوقي هذا المجرم التافه الذي يظن نفسه ربح الجائزة الكبرى فقط لأنه أمسك بالذئب هذا الغبي لا يعرف مع من علق أنه هو الذئب الذي ألقى القبض على أعتى المجرمين فقط بيده الحرة بدون سلاح أو مساعدة و هذا دوماً ما يثير حنق رؤسائه و لم يكن ليقع في يده لولا تلك الحمقاء التي تجلس مثله على المقعد مقيدة اليدين و القدمين كان يود لو طلب من أحد الرجال أن يكمم فمها أيضاً حتى لا يستمع لنواحها كالغربان فهى لا تصدق للأن أنها واقعة تحت يد عصابة من المجرمين الحقيقين و ليس مثل التي تشاهدهم في الأفلام العربية الهابطة التي جلبت لرأسه صداعا من كثرة ما تتحدث عنهم شعر بالملل من انتظار فرصة مناسبة للهروب هو و تلك الغبية التي تعيق حركته منذ قابلها قبل أربعة أيام على الطريق ..
تقدمت منها امرأة ممتلئة قليلاً بيضاء البشرة بها مسحة من جمال ترتدي ملابس ضيقة تظهر حنايا جسدها الذي يتطلع عليه في ذهابها و إيابها ذلك القذر المدعو شوقي كانت تمسك بيدها طبق به بعض الطعام كريه الرائحة و هى تقول بسخرية لنسيم .."أفتحي بؤك يا شابة خليني أأكلك يمكن تتخرسي و منسمعش صوتك ده تاني "
أتسعت عينا نسيم و هى تقول بخوف هستيري ظانه أنها تضع لها السم في الطعام لتقتلها .." لا لا مش عايزه أكل روحي روحي أبعدي الأكل ده عني ده ريحته مقرفة إنتي جيباه منين "
لوت نعيمة فمها في حركة ساخرة وهى تجيبها بسخرية.." في ايه يا شابة هكون جيباه منين شرياه طبعا من عند عم برعي بتاع الفول ده أحسن واحد يعمل فول في المنطقة أن مكنش في مصر كلها "
شعرت نسيم بالغثيان من رائحته و هى تبعد رأسها بعيداً من يد نعيمة و هى تسألها بريبة .." إنتي عماله تقوليلي يا شابة يا شابة ليه أنا عمري ما سمعت الكلمة دي غير في فيلم ريا وسكينه إنتي هتموتيني زيهم مش كده هما كمان كانوا بيقتلوا الستات لما يخدروهم الأول و إنتي حطالي سم في الأكل مش كده " ؟؟
أنفجر هارون ضاحكا فهذه الفتاة حقا ساذجة لا تعرف أن حياتها ورقة رابحة بالنسبة لهم أكثر من موتها إذا علما اسم أبيها ..التفتت إليه بغضب هامة لتصرخ به عندما قالت نعيمة بسخرية .." يخربيت الإعلام إلي بوظ مخكم يختي ريا وسكينة مكنوش بيقتلوا الستات كانوا بيقتلوا الإنجليز بس ولاد الحرام بقى هما إلي شوهوا سمعتهم "
قالت نسيم برجاء .." طيب ما تسبيني و أنا هخلي بابا يديكِ إلي أنتِ عايزاه "
صرخ بها هارون محذرا .." نسيم أسكتي " فهو يخشى أن تخبرهم الغبية باسم أبيها و عندها لن ينجدها أحدا و لن يتركوها دون أن ينالوا ما يريدون منها ..قالت صارخة به .." أنت تسكت إذا كانوا عايزين فلوس أنا هديهم إلي هما عايزينه بس يسبوني أرجع لبابا "
نهرها هارون بغضب .." بقولك أسكتي يا غبية مسمعش صوتك و إلا قسما بالله أول حاجة هعملها لما أفك أيدي و تبقى حرة هتنزل على وشك تعيد تشكيلة من تاني إنني سامعه"
صرخت في وجهه غاضبة فقد فاض بها الكيل و هى جالسة خائفة مرتعبة و هو يجلس أمامها بهدوء لامبالي و كأنه جالس على قهوة ليشرب شاي و ليس مكبل على مقعد تحت يد مجرم ينتظر ليقتله بعد .." بقى أنت ظابط أنت مش قادر على أربع رجاله لوحدك تدريب ايه إللي بتدربوه في الكلية مش فاهمة "
أجابها هارون ساخرا فهذه الحمقاء تعيش داخل أحد الأفلام الهزلية و لا تعرف شيء عن الواقع ..
" و كمان غبية مبتعرفيش تعدي دول كانوا عشرة و واحد منهم حاطط في دماغك المسدس
عايزاني أعمل ايه ..أنتِ فكراني أدهم صبري إلي بوظ مخكم و خلاكم تفكروا أن الظباط تقدر تهزم جيش بحاله لوحدها
ردت ساخرة .." لأ أنت إلي ظابط خايب و عشان كده لحد دلوقتي زي مانت مخدتش ترقية واحدة و كل زمايلك سبقوك يعني أنت سمعه ع الفاضي أومال ايه ذئب و مش ذئب و مطلوب من العصابات
أهو واضح وقعت في أيد أول حرامي غسيل قابلك "
طحن هارون أسنانه بغيظ لعنا سمير لحديثة أمام هذه الفتاة الغبية فهو حقاً لم يحصل على ترقية في وظيفته و لكن ليس لأنه لا يجيد عمله و لكن لأنه لا يطيع أوامر رؤسائه و دوماً ما ينفذ ما برأسه نظر إليها بسخرية و قال .." تسمحي تخرسي و تنقطيني بسكاتك أنا من يوم ما قابلتك و أنا بقع في المشاكل و أدي النتيجة وقعت في أيد واحد تافه بسببك عشان أنقذ حياتك و أطلع في الآخر ظابط خايب مش كده تصدقي أنا كان لازم أسيبك على الطريق فعلا للديابه تأكلك و كنت خلصت منك و من الي وصلتينا ليه بغبائك بيت أم اليوم إلي شوفتك فيه أنتِ نسيم أنتِ أنتِ أعاصير زوابع عواصف لكن مش نسيم أبداً"
أغرقت عينيها بالدموع و هى تنظر إليه صامته بلوم و عتاب فزفر بضيق و هو يرى ملامحها الرقيقة حزينة بسبب حديثة القاسي ود لو مد يده ليمسح دموعها عن وجهها و شعر بالضيق لما يشعر به نحوها و لم هو متأثر هكذا بحزنها ماذا تعني له هذه الفتاة التي تعيش داخل عالمها الخاص تاركه الواقع خلفها لا تريد فتح عينيها لتراه عاد بذاكرته قبل أيام أربعة عندما كان يقود سيارته أو بمعني أدق السيارة التي سرقها عند هروبه من مكيدة كانت معدة له لقتله ...عندها راها
عاد من ذكرياته على صوت بكائها مرة أخرى فرق قلبه بعد أن تركتها نعيمة بدون طعام و ذهبت فهما بدون طعام منذ تركا بيت منصور الصغير فقال برقة على غير عادته معها .." نسيم "
رفعت رأسها تنظر إليه و عيناها حمراء من كثرة بكائها فتنهد بهدوء و قال .." ما تخفيش إن شاء الله هنخرج من هنا بأي طريقة أو حد يوصلنا أكيد الراجل صاحب التليفون بلغ بالي حصل ووصف لهم الموجودين و شوقي ده ليه ملف كبير عندنا أطمني هى بس مسألة وقت و هنخرج من هنا "
قالت ببكاء و هى تحاول مسح عينيها بكتفها .." أنا مش خايفة .. أنا بس كنت متوترة لما قلتلك الكلام إلي قولته إحنا بقلنا كام يوم مع بعض و أنت كنت بتحميني في كل وقت فيهم أنا بس خايفة ليجرا ليك أنت حاجة أنت لوحدك و من غير سلاح و هما كتير و الكثرة تغلب الشجاعة أنا عارفة أنك مش أدهم صبري و لا جيمس بوند عشان تغلبهم لوحدك بس أنت كمان ذكي و تقدر تشوف لنا مخرج أنا واثقة من كده زي ثقتي أن ديما البوليس بيجي متأخر زي ما بشوف في الأفلام "
أبتسم هارون بهدوء لجنونها ينظر إليها بتعجب لثقتها به و ليس بالشرطة رغم أنه أحد رجالها و لكنها انتبهت لنظراته فأكملت بثقة.." أنا متأكدة أنك هتقدر تخرجنا من هنا و زي ما انتبهت للراجل في القطر أنه واقع في مشكلة و ساعدته من غير ما يكون معاك مسدس دلوقت برضوا مش محتاج مسدس عشان تخرجنا من هنا "
أبتسم برقة فظهرت أسنانه البيضاء لتسترخي ملامح وجهه و يقول بامتنان .." بس أنتِ كمان ساعدتيني و لا ناسية لولا دخولك المفاجئ يمكن كان المجرم ده خرج و هرب و ملحقناش نخلص الست منه و مكناش نلحقها لولاكِ "
ابتسمت بخجل مرتبكة فقالت مبررة .." أصل أنا لما أتأخرت قلقت عليك و خوفت يحصلك حاجة و أنا عارفة أنك مش معاك سلاح "
قاطعهم دخول شوقي قبل أن يجيبها هارون عندما قال الأول بسخرية مستفزه..." عاملين ايه يا عصافير الحب نعيمة بلغتني أنك مش عايزة تكلي ليه بس يا طعمة أكلنا مش أد المقام "
ارتعدت نسيم لقربه منها تحت نظرات هارون هى رغم كل ما قالته هى في النهاية فتاة وحدها وسط حشد من الرجال عديمي الضمير و الذي مفترض به حمايتها مقيد مثلها لا حول له ولا قوة فقال هارون يطمئنها .." ما تخفيش أنا موجود معاكي "
اغتاظ شوقي من ثقته الزائدة في بنفسه وسط رجاله و تحت يده فدنا منه يمسك شعر رأسه ليعيده للخلف ينظر لوجهه بغضب .." أنت مفيش فايدة فيك مش كده مش عايز تعترف أني هزمتك و وقعت في أيدي زي العصفور يا يا ذئب شوقي الغلبان مسك الديب الي قابض على كام حرامي غسيل و نشال أفتكر نفسه فوق الكل "
رد هارون ساخرا .." متنساش كمان أني مسكت أخوك تاجر المخدرات و ابن عمك الميت خطاف العيال فعلاً و نعم العائلة تاجر مخدرات و حرامي عيال و ..." و أشار لشوقي بدونيه .." و حرامي غسيل "
كتم شوقي غيظه يحاول التحكم في غضبه فهو مازال يريده لأمر ما و قتله لن يفيد الأن ترك شعره بعنف و تحرك نحو نسيم التي نظرت إليه بريبة و قلق عندما وقف خلفها مقتربا لينحني تحت نظرات هارون الحارقة يشم رائحتها و يقترب من عنقها بفمه يكاد يلمسها ..صرخت نسيم برعب و اشمئزاز و هارون يقول بهدوء قاتل رغم أنه مقيد في مقعدة أمامه و هو المسيطر إلا أنه أرتعد من حديثه و هو يقول..
" لو لمست شعرة منها هقطعلك صوابعك واحد واحد و أسمعك و أنت بتصرخ و بعدين هقطعلك كفك و بعدها دراعك كله و بعدين رقبتك فكر كويس قبل ما تعمل تصرف تندم عليه و أفتكر ابن عمك و إزاي مات عايز تحصله معنديش مانع "
تمالك شوقي نفسه و أظهر بعض الشجاعة و هو يقترب من هارون تاركا نسيم خلفه ترتجف دنا منه يلكمه على وجهه فصرخت نسيم بفزع ..
" هارون "
أبتسم هارون بسخرية و هو يبصق الدم من فمه قائلاً.." جبان أنت لو كنت راجل صح كنت فكتني و واجهتني راجل لراجل بس أنت جبان و بتتحمى في شوية عيال آخرهم معاك في زنزانة واحدة "
صمت شوقي قليلاً مفكرا ثم نظر لكلاهما و لمعت عيناه فقال و هو ينصرف .." معادنا بالليل يا باشا ليك عندي مفاجأة هتفرحك أوي أنت و السنيورة "
أنصرف تاركا كلاهما في حيرة من أمره...

***********※**********

مطلوب  ( الذئب) / صابرين شعبانWhere stories live. Discover now