الفصل الثاني و العشرون والاخيرة

12.7K 444 25
                                    

خرجت ندى من المستشفى بعد أسبوع آخر لكنها كانت تعاني من كسر في يدها اليمنى كما أنها كانت تعاني من إصابات ضلوعها. لم يخبر مروان فؤاد بأمر الحادث إلا بعد أن استقرت ندى في المنزل و كما كان متوقع أصابت فؤاد حالة من الذعر عندما عرف بما حدث لندى و استقل أول طائرة متجهة للأقصر و عندما رآى منظر ندى و هي نائمة في السرير ملأ المكان بأسئلته الكثيرة و لم يقتنع بأن ندى بخير لكنها في الفراش لأن مروان لا يريد لها أن تفعل شيء سوى الأكل و النوم و لم يتوقف عن إلقاء اللوم على كل من حوله مما اضطر مروان أن يصطحبه للطابق الأرضي و يحكي له عن كل ما حدث منذ عادت من القاهرة وصولاً للطلاق و بعدها قضية الحضانة و الحادث و عودتهما معاً.

بدى فؤاد من الذهول بحيث لم ينطق بأي كلمة طوال الوقت و عندما انتهى مروان من كلامه صاح به فؤاد:

إن اختي مجنونة و أنت مثلها...كيف لكما ان تخفيا عنا كل هذا و كأن لا وجود لنا....استمر فؤاد في الصياح بغضب و عندما توقف قال له مروان مهدئاً:

فؤاد يا عزيزي اهدأ إنها المرة الأولى التي أراك فيها بهذا الانفعال.

قال له فؤاد بسخرية: لأنها المرة الأولى التي تتطلق فيها اختي و تتعرض لحادث كان سيودي بحياتها.

قال مروان: لم أكن أعرف أنها لم تخبركم بطلاقنا أما موضوع الحادث فلا أعرف ماذا أقول لك فبالكاد كنت أحس بمن حولي فما بالك بأن أتصل بكم و أخبركم و أعتقد أن نسرين لم تبلغك لكي تجنبك القلق...هيا دعك من ما حدث كل ما يهم أن ندى بخير و ها نحن قد عدنا عائلة من جديد و بعد أن تسترد ندى عافيتها و تستطيع السفر سوف آخذها هي و مهند لقضاء العطلة عندكم في القاهرة و قد نعود للاستقرار هناك مرة اخرى.

***

كانت فرحة والدة ندى و والدها عظيمة عندما رأياها مع زوجها و ابنها. مكث الجميع معهما لمدة شهرين .... كان الكل في منتهى السعادة و اكتملت فرحتهم عندما رُزق فؤاد و جيهان بــ "ندى" فلقد أصرت جيهان أن تسميها تيمناً بعمتها. كان مهند يلازم ندى الصغيرة دوماً.
اتفقت ندى مع مروان على نقل عملها في القاهرة على أن تستمر كل تعاملاتها القديمة في الأقصر وكم كانت فرحة مأمون عندما رأى ندى و هي تشرف على نقل أمورها من المكتب:

سوف نشتاق لكِ يا ابنتي لكن ما يهم أن تكوني سعيدة.

ابتسمت: لكنك سوف تمر بي في القاهرة عندما يكون لك عمل هناك فمهند لن يستطيع الاستغناء عن الجد مووون.

ضحك مأمون: و أنا لا أستطيع الاستغناء عنه أيضاً.

بعد أن انهت ترتيباتها و دعت مأمون: إلى اللقاء.

لوح لها بيده من نافذة المكتب: كوني سعيدة.

ذهبت لتودع صفاء و تفاجأت عندما وجدتها تحزم أغرضها و عندما سالتها ابتسمت و قالت: لست وحدك من سينتقل للقاهرة.

نظرت لها ندى باستفهام فقالت: اختك سوف تتزوج...قطعت كلامها عندما صرخت ندى بفرح و قفزت تحتضنها.

قهقهت صفاء ضاحكة: كنت اتوقع ردة الفعل هذه خاصة عندما أخبرك أنني سأعيش في القاهرة.

بعد أن استجوبتها ندى و عرفت منها كل التفاصيل سالتها: إذن قد لا يرغب خطيبك أن تعملي بعد أن تتزوجا؟.

قالت صفاء: بصراحة لا أعرف حتى الآن لكن لو وافق فأنا أعرف أين هي وظيفتي.

ضحكت ندى: مرحى لك يا فتاة.
كان مروان ينهي أمر نقل أثاث ندى من الشقة و كل ما تريد أن تحتفظ به و بعدها سيلاقيها في منزل نسرين.

ما أن فتحت نسرين لندى الباب قفزت في حضنها و أخذت تبكي:

سوف اشتاق لكِ يا رين.

بكت نسرين بدورها: و أنا أيضا.

أطل نور و مروان من باب غرفة الجلوس و ضحكا عندما رآيا ندى و نسرين متعانقتان و تبكيان كالأطفال و قال نور مبتسماً:

أظن أنني سأفكر جدياً في تنفيذ اقتراحك يوماً ما.

ضحك مروان: أعتقد أنك مضطر لذلك و إلا كلانا سيغرق في بركة من الدموع...انظر لهما منظرهما كالأطفال أليس كذلك؟.

قهقه نور: فعلا. تركت نسرين و ندى بعضهما و التفتت كلاً منهما بغضب لزوجها و قالا في صوت واحد:

اتسخران منا؟؟.

رفع مروان و نور يديهما و قالا: أبداً أبداً.

سألت نسرين نور: عن أي اقتراح كنتما تتحدثان.

أخذ نور بيد زوجته و قادها لغرفة الجلوس و حذا حذوه مروان و عندما جلس الكل قال نور:

لقد كان مروان يقترح علي أن ننتقل للقاهرة نحن أيضاً و ما زلت أفكر في الأمر.

صاحت ندى كالأطفال و هي تنظر لزوجها: يا له من اقتراح رائع.

شدها مروان لتجلس: إهدائي يا فتاة ...

ثم همس في أذنها: ايهما رائع الاقتراح أم صاحبه؟. احمر وجهها و قالت بصوت عال:

ما رأيك يا نسرين؟. لمحت ندى ابتسامة مروان بطرف عينها لكنها تجاهلته بينما قالت نسرين:

سوف يكون أمر رائع.

قال نور: قد نستطيع الانتقال لكن ليس قبل عام.
بعد أن ودعت ندى نسرين و نها و ودع مروان نور على اتفاق بأن يتلاقا في العمل لترتيب أمور انتقالهم المستقبلي سافر مروان مع ندى للقاهرة.
عادا للعيش في منزلهم الذي لم يقضيا فيه أكثر من عامان لكنهما كانا قد عزما على قضاء ما تبقى من عمرهما فيه معاً.

كم كانت سعادة نسرين و نور عندما زارهما مروان و ندى و لأول مرة في منزلها الجديد في المهندسين و رأيا " نشوى" ابنتهم البالغة من العمر ثلاثة أشهر و التي كانت تشبه ندى بصورة غير طبيعية رغم صغر سنها. يومها همست نسرين في أذن صديقتها:

إذن فقد قررت و نهائياً أن تتوقفي عن إرتيابك و تمنحي زوجك الراحة النفسية التي كان يبحث عنها لمدة خمس سنوات.

ابتسمت ندى وهمست و هي تنظر حيث يجلس مروان مع نور:

نعم أظن أن كُلاً منا منحها للآخر. كان مروان ينظر في عينيها " نعم منحتيني كل ما يمكن أن أحتاجه و هو وجودك معي".

تـــــــــــــــمــــــــــت بحمد الله

ودارت الأيام - الكاتبه فاطمه الصباحيWhere stories live. Discover now