الحلقة السابعة عشر

12.6K 280 1
                                    

توجه نحو غرفة اخيه وطرق الباب فسمح له بالدخول .. دلف الى الداخل فوجده يمدد جسده القوى على الفراش ويسند رأسه على الحائط وهو مغمض العينين 

احمد بتساؤل : ايه مالك يا يوسف
يوسف بنبرة خافتة : مفيش يا احمد
احمد بهدؤء : انت ناوى ترجع امريكا تانى
يويف بنبرة قوية : ايوه
احمد بنبرة حادة ولهجة امر : لا يا يوسف مفيش سفر تانى كفاية انا سبتك كتير خلاص
تنهد بخنق ثم قال وهو يتأفف من الغيظ : انا عايز اعيش وحدى يا يا احمد مش عايز شفقة من حد مش عايز احس بضعف قدام حد وياريت متحولش تتضغط عليا لانى مش هاقعد هنا انا جيت اخد يومين وراجع تانى
احمد بنبرة غاضبة ومرتفعة نسبياً : ضعف ايه وشفقة ايه يابنى انت عبيط انا اخوك الكلام ده تقوله لو كنت حد غريب
صاح به فى انفعال شديد ونبرة متسحرة ومتألمة : مستنى منى ايه اذا كنت بعد ما عملت الحادث ده ومبقيتش اقدر امشى تانى خطيبتى سابتنى وقولتلى انا مقدرش اتجوز واحد عاجز وكنا خلاص محددين معاد الفرح وحتى فى الشركة بتعتى فى امريكا كنت كلام الموظفين بودنى اللى زى السم بس مكانش حد منهم يتجرأ يقول الكلام دى قدامى لانه عارف العقاب ازى اقل حاجة هايتطرد من شغله
شعر بالاسى تجاه اخيه وقال بنبرة هادئة وحانية : حاسس بيك والله يا يوسف بس الهروب مش الحل اقعد هنا واكمل علاجك وانا شايف ان حالتك اتحسنت وبقيت تقدر تمشى على رجلك من غير العجكاز مش زى الاول
يوسغ بتأفف : لا يا احمد مش هاقعد
احمد بنبرة هادرة : انا قولت اللى عندى سفر تانى مفيش وانا هاكلم واحد صاحبى دكتور وهو هايتابع حالتك بنفسه
************************************************
مرام بنبرة منفعلة : انت جبت رقمى من فين وطلعت امتى من السجن
شهاب بنبرة قوية : مش مهم طلعت امتى المهم انى طلعت وهاخد حقى منك
مرام بنبرة مرتفعة نسبياً : انت لسا مدة حكمك مخلصتش اكيد هربت .. وبعدين حق ايه انت مجنون انت غلطت وكان لازم تتعاقب
شهاب بصوت جهورى ونبرة حادة : اترجيتك كتير علشان تتنزلى عن القضية ووعدتك انك مش هاتشوفينى تانى لكن موافقتيش ومراتى لما اتسجنت اخدت بنتى ومشيت ومعرفش راحت بيها فين وكله بسببك
اشتعلت عيناها من شدة الغضب وقالت بنبرة حافة وقاسية : والله دى حاجة متخصنيش اذا كانت مراتك خاينة وباعتك فى وقت محنتك وانت اللى عملت فى نفسك كده ... خنت الامانة وبابا كان بيعتبرك ايده اليمين وسلمك بنته وهو واثق فيك وانت خنته وكنت السبب فى موته هو وماما لا ومكفكش ده وكمان حاولت تقتلنى وعايزانى اتنازل على القضية ده بعينك
شهاب بصوت قوى ونبرة ماكرة : وهاحاول اقتلك تانى بس المراظى مش انتى حد تانى هاحرق قلبك للمرة التانية ... اهاا وابقى قولى للبيه جوزك حضرة الرائد ميتعبش نفسه ويدور عليا لانه مش هايلاقينى وحتى لو لقينى مش هايلحق يمسكنى
جحظت عيناها من اثر الصدمة واتنابها الذهول والخوف وتجمد الدم بعروقها وقالت بصوت مرتجف ونبرة محذرة : اياك تحاول تعمل حاجة من اللى بتفكر فيها دى والا سعتها انا اللى هاقف فى وشك
قهقه من الضحك بقوة وقال ببرود مستفز : سلام يا قطة .. اهاا كنت هانسى اقولك ان لو احد بيه شالنى من دماغه مفيش حاجة من اللى انا قولتها هاتحصل يعنى الحل بأيدك انك تقنعيه انه يشيلنى من دماغة وميدروش عليا ... سلام
اغلق الاتصال فا ابعدت الهاتف عن اذنها ونظرت به بدهشة وهى تلهث انفاسها المتسارعة ثم جلست على الفراش وترقرقت الدموع بعينها ثم انهمرت كاشلال على وجنتيها وهى تفكر ماذا تفعل اجشهت فى البكاء بصوت مرتفع ففتح باب الغرفة وتقدم اليها بخطواط ثابتة ثم جلس بجانبها وقال بنبرة قلقة : فى ايه مالك !!؟؟
نظرت له بعين دامعة وقالت بنبرة تحما التوسل : احمد علشان خاطرى ابعد عن شهاب ده وسيبه فى حاله
ضاقت عيناه وعقد جابيه بغضب ثم قال بنبرة حادة : وانتى تعرفيه من فين
ازدادت فى البكاء اكثر وامسكت بكف يده وهى تنظر له بتوسل وقلق شديد : علشان خاطرى اسمه الكلام وابعد عنه انا مقدرش اخسرك انت كمان
ابتسم لها ثم لامس على شعرها بحنان وضمها الى صدره وقال بنبرة هادئة : طيب اهدى خلاص فى ايه ... وقوليلى تعرفى الزفت ده من فين
لم تعد قاظرة عن الاسترسال فى الحديث بينما ظلت تنهمر دموعها بصمت لتبلل قميصه ثم اغمضت عيناها باستسلام بين احضانه الدافئة وهى تتشبت به بقوة وكأنها تخشى فراقه وان يتركها
**********************************************
استيقظت فى صباح اليوم التالى وشعرت بألم شديد فى رأسها وضعت يدها على جبينها ثم اخذت تفرك باصابعها جبينها محاولة تخفيف الالم ثم تذكرت ماحدث ليلة امس وانها استستلمت للنوم بين احضانه اصابتها قشعريرة فى جسدها ومررت نظرها بالغرفة باحثة عنه فوجدته يقف فى شرفة الغرفة ويستند بجسده على السور وبيده سيجارته وينفس الدخان من فمه بعنف .. نهضت من فراشها واتجهت الى المرحاض وغسلت وجها بالمياه الباردة لعلها تخفف من الم رأسها ولكن مازال الالم لم يذهب .. خرجت من المرحاض فوجدته يمدد بجسده الصلب على الفراش وكأنه ينتظرها تصلبت بمكانها وهى تنظر له بتوتر فقال بنبرة شبه حادة : تعالى يامرام
تقدمت تجاهه بخطواط مترددة وهى تتقدم خطوة وتتعثر خطوة الى حين وقفت امام الفراش وهى تضع يدها خلف ظهرها وتفركها بتوتر فانظراته القوية اشعرتها التوتر والرهبة بالرغم من ان انها لن تفعل شئ يغضبه منها فقال لها بنبرة امر : اقعدى
جلست على حافة الفراش فا اعتدل هو فى جلسته ونظر لها باهتمام وقال بحدة : قوليلى بقى تعرفى الزفت ده من فين
ابتعلت ريقها بتوتر ثم نظرت له بتردد فقال بنبرة مخيفة : قولى يامرام متعصبنيش
اصدرت تنهيدة قوية وحارة ثم بدأت تقص عليه بتوتر وهى تقول : هو كان شغال عن بابا فى الشركة بتعتنا وبابا كان بيعتبره ايده اليمين فى كل حاجة لدرجة انه لما طلب ايدى منه من غير مايفكر وافق كان بيثق فيه ثقة عمياء وبابا جه وسألنى عن رأى وانى موافقة ولا لا وانا وافقت ومنكرش انى انجذبتله فى الفترة دى حتى لما بابا بلغنى انه طالب ايدى انا فرحت ووفقت علطول المهم كان خلاص هانعمل الفرح وحددنا المعاد بس اكتشفنا انه متجوز ومعاه بنت صغيرة كمان ولا وكمان كان بيتأمر على بابا وبيتقل اخبار شركتنا للشركات المنافسة لينا ولما بابا عرف وطرده من الشغل وفسخت انا وهو خطوبتنا حب يتتقم منه ... صممت للحظة وهى تتنهد بحزن لتذكرها لذكرياتها الاليمة وقال بنظرة دامعة وصوت ضعيف ومبحوح : وفى يوم كان بابا وماما راجعين من للسفر وبوظلهم فرامل العربية وعملوا حادث وتوفوا وانا لما عرفت بكده كنت هاروح اشتكى عليه بس هو عرف انى رايحة اقول كل حاجة وحاول يقتلنى ويعتدى عليا بس انا ضربته فى راسه بالجزازة وهربت وروحت القسم وقولت كل حاجة واتحبس
تحولت عيناه الى جمرتين من النار المشتعل ثم قال وهو يحاول السيطرة على غضبه : و امبارح كنتى بتبكى وبتقوليلى ابعد عنه ليه ايه اللى فكرك بيه وخلاكى تقوليلى كده
( قصت له محادثته معها فى ليلة امس فمسح على ذقنه وهو يزفر بغضب هادر ثم قال بصوت جهورى ونبرة متوعدا : كده حسابك تقل اوى معايا
انهمرت دموعها المترقرقة بعينها وقال بنبرة متوسلة : علشان خاطرى يا احمد خليك بعيد عنه
احمد بنبرة هادرة : ده انا هاقتله با ايدى ويورينى هايعمل ايه
جففت دمعوها وقالت باهتمام شديد وهى تنظر له : هو يعرفك من فين وبيكرهك اوى كده ليه
احمد بنبرة قوية : كنت مستعنده من اول يوم دخل فيه السجن وكان دايما بيعمل مشامل وفى مرة تطاول عليا ومش عايز اقولك حصل فيه ايه سعتها وعلشان كده هو بيكرهنى ولما هرب من السجن دلوقتى انا مش سايب مكان وبدور عليه وهاجيبه يعنى هاجيبه ابن ال**** ومبقاش انا احمد مكاوى اما قتلته با ايدى
امسكت بيده وهو تقول بنبرة متوسلة وقلقة : ده واحد مجرم وممكن يعمل اى حاجة ابوس ايدك ابعد عنه طلعه من راسك
نظر لها بحدة وقال بنبرة قوية : وانا عايز اعرف هايعمل ايه وياريت ينفذ كلامه علشان سعتها يبقى عندى عذرى لما اقتله
نهضت ووقفت على قدمها امام الفراش وقالت بغضب ودموعها تنهمر على وجنتيها وبصوت مبحوح : انت ليه مش عايز تفهم ولا تسمع كلامى انا خايفة عليك مقدرش اخسرك انت كمان كفاية اللى خسرتهم
ثم وضعت يدها على فمها لتمنع صوت تشنجها وبكائها القوى نظر الى عينها بعمق وهو صامت ثم نهض من الفراش ووقف امامها ومد يده و ازاح خصلات شعرها من على عينها برفق ومسح باطراف انامله دموعها ثم امسك وجها بين كفيه وجذبها الى صدره وقال بنبرة حانية ليطمئنها وهو يلمس على شعرها برقة : متقلقيش مفيش حاجة هاتحصل انتى ليه خايفة كده مش هايقدر يعمل حاجة متخفيش
ازدادت فى البكاء اكثر وتعالى صوت تشنجها فطبع قبلة رقيقة على شعرها وقال بنبرة هادئة وصوت رخيم : خلاص بقى بطلى بكى اهدى
قطع تلك اللحظة صوت رنين هاتفه فا ادركت نفسها وابتعدت عنه سريعا وهى تخفض رأسها ارضا بخجل وجففت دموعها بظهر يدها كالاطفال فا ابتسم لها وقرب شفتيه من جبينها وطبع قبلة حانية وقال بنبرة جادة : انا هاروح ارد على التلفون وراجع
اؤمات له برأسها بصمت وعلى وجها علامات التوتر
**********************************************
خرج من الغرفة واغلق الباب بهؤء خلفه ثم امسك بهاتفه الذى يصدر صوتاً مرتفعاً ووضعه على اذنه واجاب على الهاتف قائلاً بنبرة جادة : الو يا سليم ايه موصلتوش لحاجة عن الزفت ده
هز رأسها نافيا وقال بنبرة جدية : لا يا احمد مش لاقينه خالص
احمد بنبرة هادرة : لازم تلقوه ابن ال **** ده ياسليم تقلبوا الدنيا وتجبوه من تحت الارض ميخصنيش وتجبهولى زى ماهو ومحدش يلمسه وسبهولى انا اتفنن فيه
سليم محاولا تهدئته : طيب اهدى بس انت مالك متعصب اوى كده ليه هانلاقيه متقلقش
احمد بنبرة متوعدة وصوت جهورى ونظرة مشتعلة : انا مش هايكفينى القتل فيه
سليم بنبرة استغراب : انت متعصب اوى كده ليه منه هو عملك حاجة ولا ايه
احمد بنبرة ساخطة : وهو يقدر اصلا
سليم متسائلاً بفضول : امال فى ايه !!؟
احمد بحدة شديدة : ملكش دعوة يا سليم فى حساب بينى وبينه وحابب اصفيه بنفسى معاه .. يلا سلام دلوقتى
عقد حاجبيه فى تعجب شديد من امره وقال بنبرة هادئة : طيب سلام
اغلق الاتصال مع وانزل الهاتف من على اذنه وضعط عليه بقوة وكاد ان يعتصره بيده من شدة غضبه فقد تطاول عليه كثيراً وسوف يكون عقابه عسيراً
***********************************************
فى المساء ارتدى يوسف حليته واستعد للذهاب الى زفاف صديقه المقرب نظر الى نفسه فى المرأة متحسراً وهو يرى نفسه يستند على عكازه فلا يستطيع المشى بدونه ... الان فقط عندما تحسنت حالته الصحية قليلا اصبح يستطيع المشى من دونه ولكن ليس مسافة كبيرة فا ان تحرك مسافة كبيرة من دونه فا من المحتمل ان يقع ولا يتحمل ... زفر بضيق وعدل من مظهره للمرة الاخيرة وهو ليس راضى عن مظهره مطلقاً ...هبط وتوجه نحو سيارته واستقل بها وانطلق متوجها الى زفاف صديقه الحميم ... وصل الى مكان الحفل وذهب الى صديقه فى غرفته ودق الباب بطريقة موسيقية وهو يقول بنبرة مرحة : يا عررريس
كريم بنفاذ صبر : مين اللى بيخبط كده ادخل ياعم بلا عريس بلا قرف
قهقه بقوة وفتح باب الغرفة وتقدم نحوه وقال بمداعبة : ده انت لسا مدخلتش القفص وكاره نفسك
حملق به فى دهشة واحتضنه بقوة وهو يقول بسعادة : يوسف يخرب عقلك والله وحشتنى ياعم ده انا قولت انك مش هاتاجى
يوسف بابتسامة صافية : عيب عليك وبعدين انا قولتلك جاى خلاص .. ثم ابتعد عنه وقال وهو يغمز له : ايه بس الشياكة دى ياعريس
عدل سترته بتفاخر وقال بنبرة ثقة : طبعا يابنى انا اصلا طول عمرى شيك وحليوه
قهقه بقوة وهو يضحك ثم نكزه فى كتفه بخفة وقال بنبرة خبيثة : طاب متتغرش اوى اما نشوف هاتعمل ايه النهردا
كريم بنبرة جادة : متقلقش ياخويا .. ثم حول نظره الى المرأة وهو يصفصف شعره وقال بابتسامة عذبة وهو يغمز له : عقبالك يابطل
ابتسم له بسخرية وتحسر ثم توجهوا الى الحفل وبعد انتهاء الزفاف خرج يوسف وسار باتجاه سيارته فجذبه ذلك الصوت المرتفع قليلا استدار بجسده للخلف وهو يشبه على من يتحدث بالهاتف بصوت مرتفع صمت لبرهة وهو يحدلق بها ثم تعرف عليها سار نحوها وكانت تتحدث مع صديقتها كالتالى : ايه يا سارة انتى فين ... ازى تمشى يعنى انا مش متفقة معاكى اننا هانمشى مع بعض واستنيتك ... مش سمعاكى كويس صوت الاغانى عالى ... خلاص خلاص يا سارة ابقى اتصرف .... سلام
وقف خلفها وقال بنبرة هادئة : جهاد
استدارت بجسدها والتفتت له ومجرد ما رأته اصابها الذهول وجحظت عيناها من هول المفاجأة فتحت عينها واغلقتها اكثر من مرة لربما تكون تحلم ولكن هيهات فاكان حقيقة انتشلها من صدمتها هذه وهو يقول بنبرة حادة : بتعملى ايه هنا
جهاد بنبرة متلعثمة : هااا .. لا اناااا.. لا ابدا انا كنت فى فرح وحدة صحبتى وكنت متفقة مع وحدة من صحابى اننا هانمشى مع بعض بس هى مشيت بعد ما استنيتها
يوسف بصوت رجولى صارم : وانتى تستنيها ليه لغاية الساعة 12 واهى فى النهاية مشيت وسبتك تعالى يلا هاوصلك
جاهد بتوتر شديد : لا لا متتعبش نفسك انا هابقى اخد تاكسى واروح مع نفسى
يوسف بنبرة حادة : تاكسى ايه اللى تركبيه الساعة 12 ده وحدك .. يلا ياجهاد
جهاد بنبرة مستسلمة : حاضر
سارت باتجاه سيارته واستقلت بالمقعد المجاور له فى الامام ثم انطلق بالسيارة .........
جهاد بابتسامة عذبة ونبرة مرتبكة : حمدالله على السلامة .. انت امتى جيت
بدالها ابتسامة صافية وقال : الله يسلمك .. جيت امبارح
سألته بلهفة من دون ان تشعر : هاتمشى تانى
حول نظره اليها وهو ينظر لها بتعجب فا اشاحت بوجها بتوتر وخجل وادركت نفسها فقال بنبرة جادة : والله معرفش احمد مش ها عايز يخلينى امشى تانى فا لسا معرفش اذا كنت هاقعد ولا هامشى
اؤمات برأسها لها بتفهم فا اكمل قائلاً : ايه اخبار عمى محمد وطنط اسماء
جهاد بابتسامة صافية : كويسين الحمدالله
يوسف : ابقى سلميلى عليهم
جهاد بنبرة خافتة : حاضر
لاحظ توترها وخجلها ولكن لم يعلق فقد ابتسم واكتفى بالصمت الى حين يوصلها الى منزلها .. وقفت سيارته امام منزله ووعظته وذهبت راكدة الى منزلها ومنه الى غرفتها وهى تضع يدها على قلبها لتسيطر على دقاته المتسارعة وتبتسم بساعدة بالغة ولا تصدق انها رأته وتحدثت معه
***********************************************
كانت تقف فى شرفة غرفتها وتنظر الى تلك الظلام الكاحل الذى يعم كل مكان والقلق يسيطر عليها ويتملكها وهى تخشى ان يكون قد اصابه مكروه فقد تأخر عن موعد عودته كثيراً ولا تستطيع الاتصال به فليس لديها رقم هاتفه كانت تلقى نظرة من حين الى اخر على ساعة يدها بقلق شديد وهى ترى الوقت يمر ولم يأتى رأت سيارة يوسف تستقل بحديقة الفيلا بمكانها المخصص لها ذهبت ووقفت خلف باب غرفتها وتستند برأسها على الباب منتظرة سماع صوت قدمه ثم سمعت صوت قدمه فى الطرقة ففتحت باب الغرفة بقوة التفت لها وقال بنبرة متعجبة : خير يا مرام فى حاجة !!؟
مرام بقلق شديد : احمد اتأخر اوى وانا قلقانة عليه اوى
يوسف بنبرة مطمئنة : متقلقيش هو احيانا بيتأخر كده بيكون عنده شغل كتير شوية وهاتلاقيه جه .. رنى عليه كلميه
ابتلعت ريقها بتوتر فكيف تقول له انها ليس لديها رقم زوجها فا اصطنعت كذبة وقالت : برن عليه مش بيرد
اخرج هاتفه وقال بهدؤء : استنى هارن عليه تانى .. وضع الهاتف على اذنه فرد عليه وقال بشئ من القلق : ايو يا احمد انت فين ... لا مفيش حاجة بس مراتك كانت قلقانة عليك علشان اتأخرت ومش بترد على تلفونك ... خلاص تمام سلام
يوسف بابتسامة : هو جاى فى الطريق كان معاه شغل كتير وعلشان كده اتأخر
تنهدت بارتياح وقالت بابتسامة عذبة : ماشى
دلف الى غرفته ودلفت هى الاخيرة الى غرفتها وجلست على فراشها تنتظره بفارغ الصبر وبعد مرور وقت ليس بطويل وجدت باب الغرفة ينفتح ويدلف منه وقد بدأ الارهاق على وجه اسرعت اليه وقالت : .....................

- يتبع ......
***********************************



شموخ انثى (الجزء الأول) - الكاتبه ندى محمودWhere stories live. Discover now