شعر عن الصداقة الحقيقة

141 10 3
                                    

قد كنت دوما حين يجمعنا الندى . . . . . . . خلا وفيا .. والجوانح شاكـره
واليـوم أشعر فى قرارة خاطري . . . . . . . أن الذي قد كان .. أصبح نادره
لا تحسبوا أن الصداقة لقْيـَــة . . . . . . . بـين الأحـبة أو ولائم عامره
إنَّ الصداقة أن تكون من الهوى . . . . . . . كالقلب للرئتين .. ينبض هادره
استلهـم الإيمـان من عتباتها . . . . . . . ويظلني كـرم الإله ونائــره
يا أيها الخــل الوفيُّ .. تلطفـا . . . . . . . قد كانت الألفاظ عنك .. لقاصره


وكبا جواد الإِذا ما صديقيْ رابني سوءُ فعلهِ . . . . ولم يكُ عما رابني بمفيقِ
صبرتُ على أشياءَ منهُ تريبني . . . . مخافةَ أن أبقى بغيرِ صديقِ
كم صديقٍ عرْفتُهُ بصديقٍ . . . . صارَ أحظى من الصديقِ العتيقِ
ورفيقٍ رافقتُهُ في طريقٍ . . . . صارَ بعد الطريقِ خيرَ رفيق
شعر يخذل همتــي . . . . . . . ولربما خـذل الجوادُ مناصِـرَهْ

وإِذا الصديقُ رأيتَهُ متملّقاً فهو العدوُّ وحقُّه يُتَجنذضبُ
لا خيرَ في امرئٍ متملقٍ حلوِ اللسانِ وقلبهُ يَتَلهَّبُ
يلقاكَ يحلفُ أنه بكَ واثقٌ وإِذا توارى عنك فهو العَقْرَبُ
يعطيكَ من طرفِ اللسانِ حلاوةً . .ويروغُ منك كما يروغُ الثعلبُ
واخترْ قرينَكَ واْطفيه نفاخرا . . إِن القرينَ إِلى المقارنِ يُنْسَبُ

واستبقِ ودِّك للصديقِ ولا تكنْ . . . . قتباً يَعَضُّ بغاربٍ مِلْحاحا
فالرفقُ يمنٌ والآناةُ سعادةٌ . . . . فتأنَّ في رِفْقٍ تنالُ نجاحا
واليأسُ مما فاتَ يعقبُ راحةً . . . . ولرب مطعمةٍ تعودُ ذُباحا

إِذا صاحبْتَ في أيامِ بؤسٍ . . . . فلا تنسَ المودةَ في الرَّخاءِ
ومن يُعْدِمْ أخوه على غناهُ . . . . فما أدَّى الحقيقة في الإِخاءِ
ومن جعلَ السخاءَ لأقربيهِ . . . . فليس بعارفٍ طرقَ السخاءِ

إذا كنتَ في قومٍ فصاحب خيارهم ... ولا تصحب الأردى فتردى من الردي
وبالعدل فانطق إن نطقت ولا تلم ... وذا الذم فأذممه وذا الحمد فاحمد
ولا تلحُ إلا من ألام ولا تلم .... وبالبذل من شكوى صديقك فامدد

تخير لنفسك من تصطفيه ... ولا تدنين إليك اللئاما
فليس الصديق صديق الرخاء ... ولكن إذا قعد الدهر قاما
تنام وهمّته في الذي ... يهمك لا يستلق المناما
وكم ضاحك لك أحشاؤه ... تمنّاك أن لو لقيت الحماما

مشاعر مبعثرة ..Where stories live. Discover now