الفصل العاشر

16K 500 3
                                    

خطوبة بعقد إيجار / صابرين شعبان

عادت هدية لمنزلها في اليوم التالي و عادت وتيرة حياتها العادية كانت تذهب للمعهد و ترى عامر بعض الأحيان عندما يأتي ليراها كانت مازالت تذهب لجلساتها عند الطبيب مع شهاب عندما أصر عليها أن لا تذهب بدونه و مازالت تصر على عدم علم سيف أو عامر كان أتيان من عند الطبيب سيرا يتحدثان عندما قالت هدية متذمرة ..« لا أعلم لم لا يتحدث معي الطبيب فيما يؤرقني و يسألني عن حادث والدي للأن عمي هو فقط يستمر بالتحدث عن دراستي و علاقتي بأخي و رفيقاتي في المعهد و لا شئ أكثر لا أفهم ما علاقة ذلك بمشكلتي لقد سئمت حقاً ..»
أبتسم شهاب متذكرا حديث الطبيب معه فهو قد أخبره أنه يريدها أن تتحدث في الأمر بكامل إرادتها و بدون ضغوط منه فهى حين تجد نفسها مستعدة للحديث عن الأمر ستفعل قال بمكر مبتسم ..« لما لا تحادثينه إنتي هدية إذا أردتي ذلك أنا أعتقد أنك أصبحت مستعدة للحديث عن الأمر الآن و تخطية للأبد أنت في سبيلك للشفاء يا ابنتي فأطمئني »
قالت تسأل بيأس ..« فعلا عمى هل تعتقد ذلك أنا سأشفى حقاً و أعود كما كنت من قبل »
قال مؤكداً ..« طبعا عزيزتي فأنت فتاة قوية و أنا حقاً فخور بك و أنك ستكونين زوجة لولدي »
أحمر وجهها بحزن فأبتسمت بهدوء و لم تجب كانا يسيران على مهل يتحدثان من وقت لآخر غير منتبهين للسيارة التي توقفت على مقربه منهم ترجل عامر من السيارة يتبع خطواتهم مسرعا هاتفا ..« أبي .. هدية»
التفت كلاهما إليه بدهشة و شهاب يسأله ..« ماذا تفعل هنا عامر »
رد بحنق ..« بل ماذا تفعلان أنتما هنا و لما لم تخبراني أنكما ستتقابلان اليوم »
رفع شهاب حاجبه متعجبا و هو يرى ضيق ولده ..« لقد أخبرنا سيف عامر بأني و هدية سنسير قليلاً معا و هو وافق و لم يعترض على شئ»
أجاب بغضب ..« و أنا أليس لي رأي في الأمر »
تفحص شهاب عامر بمكر فولده يتصرف برعونه و غباء يكاد يفضح نفسه أمام الفتاة ..قال شهاب بخبث ..« و لم تعترض عامر »
التفت عامر لهدية الواقفة شاحبة من اللقاء غير المتوقع ..« لم لم تتصلي بي لتخبريني هدية الست خطيبك و لي حق في معرفة أين تذهبين و مع من »
كتم شهاب ضحكته بشق الأنفس فعامر يغار حتى منه من والده يا إلهي لقد غرقت لأذنيك يا عامر أستفزه شهاب ..« أنت قلتها عامر أنت خطيبها و لست زوجها لتتحكم بها أخيها هو المسئول عنها لا أنت لذلك لا حق لك للأعتراض حتى »
أصدر عامر صوتا مستنكرا و قال لأبيه بحده ..« حسنا هل لي أن أخذ خطيبتي الآن أريد الحديث معها في مكان ما قليلاً هل لديك مانع »
أعترض شهاب جادا ..« لا لا فلتستأذن من أخيها أولاً قبل الذهاب و الآن هدية هل نرحل حتى لا نتأخر أكثر من ذلك »
ذهبا تاركين وراءهم عامر يقف وسط الطريق ينظر إليهم بذهول و لم يفق بعد من فعلة والده معه ...


أوصلها شهاب للمنزل و جلس قليلاً مع سيف للحديث هم بالإنصراف عندما سمعا طرقا على الباب و هدية تتحدث مع أحدهم خارجا بضيق دخل عامر ليجد أبيه و سيف نظر لأبيه بحنق و قال ..« أنت مازلت هنا أبي لقد ظننتك رحلت »
تنحنح شهاب ليجلي حنجرته يحاول الا ينفجر ضحكا و سيف ينظر لعامر بغضب و يقول بضيق ..« سيد عامر عمي شهاب ضيفي و في بيتي و ليس لك حق الإعتراض على وجوده »
قال شهاب ليهدء الأمور حتى لا ينفجر ولده و يطيح بالجميع ..« حسنا سيف أنا كنت سأرحل على إيه حال فقد سرت و هدية طويلا و أنا رجل عجوز لست شابا مثلكما و سأتي و أراها مرة أخرى حسنا »
زم سيف شفتيه ضيقاً و حنقا من عامر كيف لرجل كشهاب أن ينجب شخص سئ الطباع و الأخلاق كعامر لا يعلم لم هدية متمسكة به أنه حقاً بغيض و يابس الرأس كالثور و هو لا يطيقة ..« حسنا عمي في أي وقت سننتظرك »
رحل شهاب تاركا عامر خلفه يقول بأستفزاز ..« أريد التحدث مع خطيبتي قليلاً إذا لم يكن لديك مانع »
خرج سيف غاضبا بدون أن يجيبه تاركا إياها في الغرفة وحده بعد قليل دخلت هدية حانقة تكتف يديها أمام صدرها بضيق ..« ماذا هناك عامر ما بك هكذا تضايق أخي و أبيك لم أنت شخص سئ هكذا »
خفق قلبه متألما هل تراه هكذا شخص سئ قال بخفوت و حزن ..« هل تريني هكذا هدية شخص سئ هل ..هل تكرهيني لهذا الحد »
شعرت بالضيق و أشاحت بوجهها حزنا تقول مؤكده ..« لا عامر أنا لا أكرهك أنا فقط ..فقط ..أريدك أن تكون ..فقط » لم تعلم بما بما تجيبة فصمتت حائرة فسألها بنفاذ صبر ..« أكون ماذا هدية أخبريني »
قالت يأسه ..« أريد أن يحبك أخي عامر أريده أن يحبك و لكنك بتصرفاتك لا تساعد »
تسارعت دقات قلبه و يتنفس بعمق يتفحصها بوجهها الأحمر المحتقن متسألا حائرا من طلبها ..لما تريد سيف أن يحبه ما يهمها من الأمر لم يفهم ماذا تقصد و لكنه تخطى هذا الآن و سألها ما يحيره و يقلقه تجاهها ..« و أنت هدية هل ..هل ..تحبيني »
أرتبكت و تطلعت إليه بلوم و عتاب و كأنه أخطأ في حقها فقالت تطمئنه فهى تعلم أنه لا يريد شئ كهذا فهى تعلم أنها ليست مناسبة له ..« و لكنك لا تريد عامر فطمئن »
شعر بالضيق و الحيره من جوابها فهى لم تؤكد و لم تنفي ماذا تقصد أني لا أريد لا أريد أن تحبني هل هذا ما تقصده هل يعيد سؤاله مرة أخرى ..هل يسألها مباشره هل تحبه و تقبل الزواج به.. أم ينتظر كما قال لأبيه حتى لا يظهر لجوج الآن سينتظر فقط بعض الوقت حتى تنهى دراستها حينها سيتحدثان بجدية هو و هى بدون تدخل أحد بينهما لا سيف و لا والده صبرا عامر صبرا لم يتبقى سوى القليل ...

خطوبه بعقد إيجار - الكاتبه صابرين شعبانWhere stories live. Discover now