The Last Bart|04|

242 62 78
                                    

جلست على أحد الكراسي الخشبية المركونة أمام البحر
تشاهد شروق شمس مدينة سيؤول قبل الرحيل

أرادت أن تشبع رغبتها في العزف ولأخر مرة فبقيت تعزف بأناملها النحيلة أسفل السماء المضيئة باللون الأزرق التي إستحوذتها بعض الغيوم حتى تورمت أطراف أصابعها

كما أنه ستكون هذه المرة الأخيرة التي ستعزف بها على هذا الغيتار الذي هو بمثابة كنز بنظرها فلم تجد حلاً أخر سوى أن تقوم ببيعه لأنها مازالت تحتاج إلى المزيد من النقود من أجل تكاليف سفرها والعلاج

سارت برفقة كلبها إلى محل لبيع وشراء الأجهزه الموسيقية بشتى أنواعها تمنت الموت على ان تأتي لحظه كهذه وتضطر بها إلى التخلي عن تلك الذكرى الثمينة التي بقيت معها منذ الطفولة والتي هي غذاء روحها ولم تفارقها يوماً فكلما شعرت بالوحدة كانت هي الشيء الوحيد الذي ينسيها الألم وهي لم تعد من ممتلكاتها بعد الان

.

.

.

فتحت الخادمة باب غرفته لتجده مايزال نائم
أبعدت الستائر عن النوافذ لتدخل أشعة الشمس
وتضيء ظلام الغرفة

إقتربت منه قليلاً ثم وقفت بإستقامة ونبست بهدوء

"سيدي الفطور جاهز "

أشاح لها بيده بأن تخرج ثم ماهي إلا ثواني حتى نهض
عن سريره ودخل إلى دورة المياه ليغسل وجهه

خرج ثم فتح باب الخزانه أمامه ليبدل ملابس نومه
أخرج بنطال بلون الفحم ممزق من ركبتيه يتناسب مع قميص أصفر

ثم ببساطة وقف أمام التسريحة وقبل ان يبدأ بتصفيف شعره لمح ذلك الظرف ليمسك به ويقرأ ماكُتب عليه

"إبـقـى مـعـي؟!"

"هكذا إذاً لهذا السبب إقتحمت غرفتي صباحاً"

لم يُكلف نفسه عناء فتحه فقط إكتفى بقراءة العنوان
مشى بضع خطوات بطيئة نحو النافذة ليتأكد من ما جال في ذهنه ليرى كم هو هادئ المكان خارجاً حيث لايوجد لحن معازيف صادر

تسائل في ذهنه ألهذا السبب هو تأخر في الإستيقاظ!
فهذا ليس على العادة لطالما كانت هي السبب في
إستيقاظه باكراً

وضع كوعه على طرف النافذة ودفن ذقنه في كفه يتأمل الحي خارجاً ثم فتح أحدهم باب غرفته بينما هو بقي شارد ولم يشعر بما يدور من حوله

Silent Melody || لَـحن صَـامِـت Where stories live. Discover now