الفصل الثاني

9K 110 2
                                    


*

ما أن كان أول المساء طرقت عليها باب غرفتها ودخلت

‎لتُصدم بأنها لازالت بثياب المنزل تجلس عند نافذة الغرفة

‎يدها على خدها تهيم بنظرها للسماء بشرود فاقتربت منها

‎وقالت باستياء " رمّاح ينتظرنا في الأسفل وأنتي

‎لازلت مكانك ولم تجهزي نفسك "

‎أبعدت غسق يدها عن خدها وقالت وكأنها تخاطب

‎صورتها في زجاج النافذة " عمتي بالله عليك

‎كم مرة قلت أني لن أذهب "

‎تنهدت تلك وقالت ببرود " لا تخافي فبعدما علمت عائلتنا أن

‎أبناء شقيقي شراع ليسوا أخوتك لن يجرؤ أحد على التحدث

‎في موضوع الزواج فلن يفوتهم أنك لن تكوني إلا لأحد

‎أبناء زعيم القبيلة "

‎وهذا ما كان ينقص غسق الآن حديثها عن زواجها الذي

‎لا تفكر فيه أساسا ولا يريد أحد أن يفهم وجهة نظرها فيه

‎وقفت والتفتت ناحيتها وقالت بضيق " البلاد في ماذا وأنتي

‎وهم في ماذا يا عمتي ، تذهبين لحضور حفل زفاف ورجال

‎بلادنا يموتون في الحويصاء كل دقيقة ، بأي قلوب

‎أقاموا هؤلاء المتحجرين أفراحهم "

‎هزت تلك رأسها بيأس وقالت " ومن مات من أجل من ؟

‎ثم نحن عشنا كل حياتنا في الحروب ما تغير الآن ؟ وإن كنا

‎نحن مكانهم لأقاموا هم أفراحهم وما اكترثوا بنا ، هل

‎نحن ضربناهم على أيديهم وقلنا تقاتلوا ؟ "

‎غصت العبرة في حلقها لتخرج بحشرجة وصوت مختنق

‎بائس وهي تقول " كانت مناوشات بسيطة أفراد يُختطفون

‎أو يموتون على حدود المناطق وليس دماء تسفك هكذا وقبيلة

‎تزحف على حدود قبيلة بالبارود والنار , لا أستطيع أن أكون

‎هناك عمتي حيث الغناء والرقص فاللذين يموتون في

جنون المطر lحيث تعيش القصص. اكتشف الآن