ووسط تطلعها لما حولها ... سمعت صوت اغلاق الباب خلفها بقوة لتلتفت سريعاً وتصعق مما رأت....
كان عمر يقف امام الباب ويرتدى روب
اسود طويل يصل الى كعبيه تاركاً اياه مفتوحاً ليكشف عن صدره العارى ويرتدى بنطال بنفس اللون .. كان يقف و خصلات شعره السوداء المتمردة على وجهه بعشوائية وترتسم على وجهه إبتسامة ماكرة لم تعدها نور عليه قبلاً ولكنها كانت كافيه لتبث الرعب بداخلها ....
أخذ يقترب منها بخطوات بطيئة مع الحفاظ على ابتسامته وجسدها يزحف الى الخلف بخطوات تلقائية دافعها الخوف .....
اصطدمت بمقعد خلفها ليحجزها بينهما وعندما اصبح لا يفصلهما سوى بضع سنتيمترات مع فارق الطول بينهما ..لم تستطع ان تكبح دموعها التى انهمرت على وجنتها ....
_ تؤ تؤ لمَ البكاء ......." قال وهو يرفع انامله لتمسح على وجنتها ولكنها قامت بدفع يده سريعاً قبل ان تلمس وجهها لتدفعه بعدها وهى تتخطاه لتركض الى باب المنزل ...
_ نورى لماذا تصعبى الأمر ... ولكن لا تقلقى فأنا مازلت صبور .....
تحدث وهى تستمع لضحكاته الشيطانية التى اخذت تعلو وهى تحاول فتح الباب ولكن دون جدوى ....
التفتت سريعاً ومازالت دموعها على وجنتيها لتجده يقترب وهو يتفوه وسط ضحكاته ...
_ لا مفر عزيزتى ... لا مفر .......
وقبل ان يقترب منها مجددا اخذت تلتفت حولها سريعاً باحثة عن مفر ولكنها لم تجد سوى الممر المؤدى للأعلى... لتركض دون ان تنظر خلفها وهى تمسك بفستانها لتصعد الى الطابق العلوى ...وهى مازالت تستمع لضحكاته التى لا تتوقف وسط كلماته .....
_ يبدوا انكى تحبين اللعب نورى......
ولأول مره تكره اسمها الذى يلفظ من فمه ... دلفت لأول غرفه قابلتها وهى تغلق بابها جيداً خلفها و قامت بوضع تلك الطاولة الخشبية التى كانت فى منتصف الغرفه خلفه ... وهى تقف لتلتقط انفاسها وتناجى ربها بأن يخلصها من هذا المأزق ..... تشعر وكأنها بحلم .. لا يمكن ان يكون هذا عمر الذى انقذها من قبل من بعض الشباب الفاسدين.. لايمكن ان يكون عمر الذى دخل الى منزلهم وأكل معها هى وسما ..... اخذت الدموع تنهمر من عيونها وهذه الافكار لا تتوقف ....
ليقطع تفكرها صوت خطواته فى الممر تقترب من غرفتها وهو يردد....
_ أين انتى نورى ... لا تقلقى سأجدكى قريباً........
كان صوته يصم اذنها وهو يملئ المكان وكافياً ليدب الرعب بداخلها ... اخذت تلتفت حولها لعلها تجد ما تدافع به عن نفسها حتى تخرج من هذا المنزل ....
لتجد مزهريه من الزجاج وضعت على طاولة صغيرة بجانب الفراش الذى بمنتصف الغرفه ....
أنت تقرأ
فيزوف و ملاك العمارة الصامت
Spiritualانها الثانية عشر منتصف الليل...افتح عيناي بتثاقل على صوت تلك المعزوفة التى اجهل مصدرها ولكنها بحق اكثر من رائعه...نهضت من الفراش بعد ان ازحت الغطاء لاتوجه إلى النافذة واجلس عليها تاركة روحى تحلق مع تلك المعزوفه الساحرة...اتمنى فقط معرفة من ذلك الشخص...
