اول خطوة في عالم مجهول!

138 8 8
                                    

كل شخص لديه مخاوفه الخاصة, كالكاتب عندما يتوقف عن الكتابة, كالحالم عندما ينتهي حلمه و كشخص يعيش على خياله ولكن لم يعد يملك القدرة على التخيل .
مشهد عينيها التي انطفأ نورها شفتيها الجافة التي لم تعد قادرة على الحركة بجسد استسلم وتخلى عن روحه بوسط تلك الغرفة التي يكاد يصلها نور الشمس تستلقي محدقة في السقف المليء برسومات طفولية
لا تدري هل روحها تخوض في ذكريات الماضي ام انها حبيسه الحاضر المتوقف
بصوت خافت يقطع لحظه جمودها تصل لمسامعها طرقات الباب التي لم تعد معتادتا عليها الباب الذي لا يطرق الا لحاجتهم الخاصة, تقف بجسدها الضعيف وبكل خطوة تخطوها نحو ذلك الباب كانت تعلم انه لم يطرق شوقا ولا نفعا لها!
قبل ثلاث سنوات :
تستيقظ الفتاة الجامعية ذات الخيال الخصب لتين لتتساقط دموعها على وجنتيها الداميتين بتذكرها انها بعيدة عن اهلها مغتربة وحولها ناس غرباء عنها في اول ليلة لها في ذلك المكان الذي سيعلمها اسس الحياة بعيدا عن عشها الدافئ .
تعيش لتين في سكن الطالبات في الحرم الجامعي مبنى مكون من ثلاثة طوابق  من غرف احادية , ثنائية , ثلاثية و رباعية . ولكن كانت لتين تسكن في غرفة ثنائية مع فتاة من قريتها اسمها نوار ولكن لم تكن نوار قريبة منها منذ ان كانت في قريتها فكل منهن تعاكست شخصيتيهما وصعب العيش عليهما معا .
لتين وهي تمسح دموعها : ها هو اول يوم ونوار غادرت للجامعة قبلي فهي تملك معارف هنا بعكسي انا .
تقوم لتتجهز والافكار تتزاحم برأسها كأي فتاة جامعية كانت في مجتمع نسائي وستعيش في مجتمع مختلط كان الوضع مختلف وصعب قليلا للتأقلم فيه.
كان لا يربط الجامعة والسكن الا طريق صغير بمقدار 25 خطوة تقريبا لذلك الوصول لها سهل حقاً.
عند وصول لتين لقاعة المحاضرة التي تضم العديد من الطلاب والطالبات دخلت وقلبها يعتصر من الخوف فهي فتاة لم تعتد على الازدحام لكنها كانت بارعة حقا في اظهار عكس ذلك تماما لتبدو تلك الفتاة المثالية والاجتماعية .
كان قد يبدو ان الجميع كونوا صداقات بالفعل , وبعد انتهاء المحاضرة بقي القليل من الفتيات في القاعة ربما حالهن ليس افضل من حال لتين .
لم تكن لتين تملك هدفاً لتذهب اليه متسائلة في نفسها : اين اذهب الآن ؟ .
ليكسر خيط الصمت سؤال فتاة: انا جائعة اين اذهب لأشتري الطعام ؟
لتين في نفسها : يبدو انها تريد تكوين صداقات ولكن بالطبع سؤالها لم يوجه لي بل وجهته للفتاة ذات الكاريزما الجميلة التي تقف امامي مباشرة .
الفتاة ذات الكاريزما دلتها على المكان بشكل خاطئ ليخرج ذلك الصوت مصححا لها معلومتها بكل حماس وعفوية صوت لتين التي كانت لا تملك اي كاريزما في البداية ولكن بكلامها ظهرت فجأة تلك الكاريزما القوية حولها لتفاجئهم بها. ضحكت الفتاة التي امامها برقة وقالت :انا اسمي اسماء من انتِ ؟.
لتين محاولة اخفاء توترها بنجاح : انا لتين .
ذهبتا لشراء الطعام كحجه لتكوين صداقة بينهما وكم بدا ذلك الممر طويلا حقا لهاتين الفتاتين ممر انتهى بمعرفة جميلة بين بعضهن وصداقة ستبنيها المواقف الخالدة في الذكريات الدافئة .

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jan 06, 2020 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

وحيدة في كوخ على تل المراعي الخضراءWhere stories live. Discover now