[[هي وخادمتها]]

"الجزء الاول"[[اشياء يومية]]

لمعت عيناه بذلك البريق الغامض،وارتعشت الكأس في يده،وهم ان يقول شيئا ما..لكنه لم ينطق بكلمة..كانت تراقبه ككل ليلة وهي تحتضن طفلتها..منزوية في طرف بعيد من الغرفة الواسعة..القديمة.
_هاتي الخيار.
اقتربت من الثلاجة الموضوعة بجانب الفراش،وهي ما تزال تحمل طفلتها،وأخرجت منها شرائح الخيار،ووضعته امامه صامته كعادتها،وهمهم هو بكلمات واهنة لم تنصت إليها،ورأته وهو يراقبها بعيون غاضبه وهي تعود هادئه إلي ركنها..ثم ذهب يبحلق في الخيالات التي تعبر خلف زجاج باب الحجرة وقال: "كلاب"

وقف بتثاقل في منتصف الحجرة،وأشار إلي طفلته: "بتقوللها إية يعني؟!..بتحبيها اوي!!"

كانت تعبث بشعر ابنتها دون ان تنظر ناحيته،ولم تنطق بكلمة.

امسك بصندوق(الكمان)الموضوع فوق الارض بإهمال،وذهب لكي بفتحه بيد مرتعشة،وكانت الهمسات التي تأتي من الصالة تدخله إلي خدر مقبض،وسمعته وهو يحرك القوس ويعزف عزفه المهزوز..ثم وضع الكان جانبا وفتح زراعيه قائلا لطفلته: "تعالي لبابا"
افلتت البنت من بين احضان امها وجرت نحوه،ثم وقفت امامه صامته متردده،رفع الكأس الي شفتيها"عايزة؟!"

هرولت الام إليها وشدتها من يدها،فارتمت في احضانها،نظر اليها طويلا واستطرد بصوت مخنوق:
_ "عارفه بابا اتجوز ماما ازاي؟!"
_ "ايوة يا بابا..كانت بتقطع التذاكر في المسرح"
_ "واية كمان؟!"
_ "..وكنت..؟"
_ "وكنت يا حلوة سكران"
_ "أيوة..سكران يعني شربت دوا كتير"
نظرت الأم في عينه،فأرتعشت اهدابه،وذهب يبتلع كأسا اخري.
عادت الي الفراش وهي تحمل طفلتها،ومن هناك ذهبت تحدق ايضا في تلك الخيالات خلف الزجاج،بعدها الح عليها البكاء،فأجلته كعادتها،وفكرت ان تبحث في ذاكرتها عن اغنية جديدة تقاجئ بها طفلتها..لكنها نسيت تماما،وخيل اليها انها يوما ما سوف تفقد الذاكرة.
_ "ببكره هطلقها واخدك معايا،وارجع بلدي"
_ "انا عارفه..كل يوم بتقول كدا"
_ "كل يوم!!"
_ "كل يوم يا بابا"
حدق ناحية خزانة الملابس ثم هرول اليها،وهو يكاد يتعثر ويسقط علي الارض..فتحها..وذهب يحسب كم معه من المال"
_ "بكره هاشتري تءكره واسافر"
_ "ايوا يا بابا انا عارفه"
_ "الفلوس ناقصة!!"
_ "كل يوم ناقصة"
*****************************************