فصل 8

8.8K 228 0
                                    


جهزت الفطار بمساعدة الخادمة... وذهبت لتوقظ زوجها وأطفالها.....
وجدت إياس مستيقظا من دون يوسف وملابسه الغير مهندمة....
إياس: ماما.... يوثف مث لاضي يثحي (ماما.. يوسف مش راضي يصحى.)...
فريدة: خلاص سيبه وهو يصحى لوحده....
أنزلته من على الفراش بعدما هندمت له ملابسه. وأخذته لتتجه نحو الأسفل....
سيف: أمال يوسف فين.... ؟؟!
إياس: النهالضة اجازة ومث هنلوح المدلسه...(النهاردة اجازة ومش هنروح المدرسة) .....
نهرته فريدة: إياس... كل يلا وأنت ساكت... ولما يتكلم الكبار أنت متدخلش.... مفهوم... ؟!!!
أومأ برأسه موافقا بصمت وأطرق رأسه بعدها بحزن..
سيف : بالراحة... ملوش ذنب الولد في حاجة...!!
#####
أتى المساء
ويوسف مازال رافضا للنزول وطعامه يرسل إليه في الغرفة ومحاولة إياس لخروجه من الغرفة باءت بالفشل.
تكرر المسلسل يوميا.... فيوسف رافض تماما لفكرة الخروج من الغرفة والنزول للأسفل وكذلك اتصالاته مع خاله السرية تنفذ بنجاح منتهي النظير.....
$###$##
دخلت فريدة الغرفة بمفتاح احتياطي بعد رفض يوسف المتكرر لدخول أحدهم الغرفة....
صرخت بعلو صوتها منادية علي زوجها عندما دخلت الغرفة وجدت يوسف ملقي علي الأرض ووجهه الأصفر الباهت.....
طلب الإسعاف وتم نقله إلي المشفى فورا......
انتظروا قليلا حتى ينهي الطبيب فحصه ليوسف ويخرج لهم.. .
أسرعت فريدة نحو الطبيب حال خروجه من الغرفة وتساءلت بقلق: ابني ماله يا دكتور..... ؟؟!!
الطبيب: اهدي يا مدام.... كل الحكاية إنه عنده أنيميا حادة بسبب عدم الأكل لمدة 3أيام ....
سيف: طب وهو عامل إيه دلوقتي..... ؟؟!!
-احنا عملنا اللازم.وركبناله محاليل وهنستني لما يفوق...
سيف: ماشي.... شكرا ..
-العفو ولو ده واجبي... وألف سلامة......
جلست فريدة علي الكرسي وهي تنتحب: ابني هيضيع مني يا سيف..... يوسف هيضيع.....
ربت علي كتفها قائلا: اهدي.. وإن شاء الله خير....
فريدة: منك لله يا آسر..... يارب ...
###$#$
خرج يوسف من المشفى بعد يومين قضاهما دون التحدث مع أحد رافضا النظر نحو والدته ولا يجيب علي كلامها أو محاولاتها لاقناعه بالعزوف عن تلك الفكرة....
إياس: يوثف أنت عايز تثافر. ..!؟؟؟
يوسف: أيوة هسافر مع خالو آسر لمكان بعيد عن هنا..
-(طب وماما....هتبقي بعيد عنها.... ؟؟؟!!
-أيوة.... ومش هعيش هنا....!!!
إياس: طب خلاث روح ثافر دلوقت.ومث ترجع تاني خالث.....
صدمت فريدة مما سمعته من طفل يتفوه بكل حقد وقلبه الأسود علي أخاه الكبير....
فريدة بغضب: إياس ....اطلع برره....
ألقى إليها نظرة مليئة بالعتاب واللوم ونظرة أخرى حاقدة لذاك اليوسف قبل أن يخرج من الغرفة صافقا بابها بكل قوته...
التفتت فريدة ليوسف قائلة بغضب: وأنت مفيش سفر.. يعني مفيش سفر..... فاهم.... ؟!،!
يوسف: لا مش فاهم.... أنا هسافر مع خالو....
فريدة: وأبقي وريني هتشوف خالك فين تاني... ؟!
###$##$
ظل بالغرفة تنفيذا لعقاب والدته... هو لا يحب يوسف ويغار منه..... ليس ذنبه كل الاهتمام موجه نحوه... يوسف ويوسف فقط....
ظل حوالي شهرا علي هذا الحال.... آسر ينفذ خطته بشكل جيد ويوسف مازال يمتنع عن كل شئ والطبيب أصبح بمثابة مقيم معهم من كثرة إتيانه إلي المنزل...
وفريدة تكاد تموت من القهر والحسرة علي وليدها الذي يطمع فيه أخاها.....
######
-فريدة.... خلاص. خليه يسافر....!!
جملة قالها سيف أثناء جلوسه بجانب فريدة في غرفة يوسف...فأشعلت النيران بداخلها.....
فريدة بغضب : أنت اتجننت يا سيف.... عايز تدي ابنك لحد تاني عادي كده.....
سيف: لا طبعا مش قصدي كده.... أنا هسفره يتعلم برره في مدرسة داخلية وبكده آسر مش هيقدر يعمله حاجة وكمان عشانه هو بدل مانتي شايفاه بيموت قدامك كده..
فريدة : أيوة بس هو مصمم علي السفر مع خاله...
سيف: أنا هتصرف معاه....
##$###
سيف: ها.... إيه رأيك يا يوسف.... ؟؟!!
يوسف بسعادة: يعني أنا هسافر برره.... ؟!!
-أيوة بس بشرط..... هتدخل مدرسة داخلية وهبعت أجيبك في الاجازة علي هنا.... ؟؟!!
أومأ برأسه موافقا وهو يقول بحماس: ماشي.. أنا موافق..
###$###
أتى موعد الرحيل وفريدة تأبي أن تتركه مازالت تتشبث به بقوة وتشتم رائحته وكأنه قد حان وقت الوداع وتلك المرة الأخيرة التي ستراه فيها.....
يوسف: خلاص. يا ماما.... عايز أمشي بقا.....
فريدة: هتوحشني أوي يا حبيبي.... هستناك ترجعلي...
احتضنته مرة أخيرة بقوة ودموعها التي تأبى التوقف وكأنها سيل فتح له الطريق....
ودعته بقلب مكلوم علي فراقه وعسل عينيها الذي تحول للأحمر.....
##$###
رحل عام من الفراق ليرسل سيف أحدهم ليجلب الأخر المسافر....الغائب....
أرسل إليه فاكس يحتوي علي"الباشا الصغير رافض تماما إنه يشوفني" . ......
سافر هو علي الفور بعدها...
صدم مما سمعه من فم ابنه الصغير"لا مش هرجع أنا هقعد هنا علطول "
سيف بغضب: لا هترجع غصب عنك كمان....
يوسف: لا مش عايز.... أنا مش بحب هناك... أنا عايز أقعد هنا....
عاد الوالد بعد فشل جميع محاولاته لعودة ابنه وابنه ينكر صلته به ويرفض العودة معه....وتكراره لمسلسل عدم الأكل قد وصل لذروته ورفضه المتكرر للعودة يزداد... يبدو أن آسر قد حبك خيوط التحكم بعقل الصغير جيدا...
فريدة بغضب: وأنت سبته كده عادي .....
سيف بحزن: وأنتي عايزاني أعمل إيه ...بقولك كان هينتحر لو ممشتش.....وكمان قال للمشرفة إني مش أبوه وكمان قالها إن الواصي هو خاله وعايز يقعد معاه
فريدة : يعني ابني خلاص ضاع مني....
سيف : لا طبعا... بس كل الحكاية شوية وقت...
صرخت فيه بكل قوة قبل أن يغشي عليها: طلقني يا سيف... طلقني .....
هروع إليها بعدما سقطت أمامه ليحملها متجها نحو غرفتهما ليأتي بعدها الطبيب وبعد الفحص أخبرهما بوجود فرحة قريبة نتيجة مجىء فردا أخر ليملئ فراغ الأول ولكن ماذا عن فراغ القلب.....
#$###$
مرت الأيام والأعوام متتالية ليمر علي الغياب 7 سنوات ذاقت فيهم مُرّة الفراق والحسرة علي ابنها الذي حملته وربته ليأتي أخاها ويأخذه بكل سهولة وسلاسة.....
قررت الذهاب إليه وتتوسله ليعود معها... تعلم أنها تأخرت ولكن ما باليد حيلة ....فالصغير مراد احتاج لعناية كبيرة غير تعبها هي نتيجة ألم الولادة. ونفسيتها المدمرة بسبب غيابه....
قابلها بجمود بعد محاولات عدة لكن حالتها كانت غير احتضتنه بقوة لتدفن رأسها في أحضانه وتبكي بقوة وشهقاتها العالية....
يوسف ببرود: خلصتي...... ؟!!!
رفعت عينيها الحمراء من كثرة البكاء لتقول: وحشتني أوي يا يوسف... أوي يا ابني.... !!!
أبعدها عنه وهو يقول بتهكم: كتر خيرك فعلا إنك لسه فاكرة إن ليكي ابن. ...!؟
فريدة: أنا عمري ما نسيت.... أنت يوسف حبيبي...!!
يوسف بغل: لا مش يوسف..... أنا خلاص هقعد هنا ومش هرجع تاني ....!!
توسلته قائلة: لا.. عشان خاطري... تعالى معايا....
يوسف: علي فكرة خالو آسر جابلي الجنسية الأمريكية وكمان سني قانوني عشان أقدر أحدد مصيري بنفسي وأنا مش راجع. وهروح أعيش مع خالي....
فريدة: طب علي القليلة اسمعني وبعدين احكم...!!
أجابها بكل برود قبل أن يغادر: سوري اتأخرتي كتير... عن إذنك بقا عشان موعد نومي جه...!!
تركها ورحل... لترحل هي بعدها بعدة أيام لم تخلُ من توسلاتها بأن يعود معها وهي ستنقذ كل ما يطلبه بدون اعتراض....رفضه القاطع لمقابلتها وعندما يفعل يقابلها ببروده القاتل الممزق لقلبها بسكين تلم أو باجراء عملية دون تخدير......
عادت إلي الوطن بقلب خالٍ من الحياة وجسد بلا روح ومشاعر منهكة القوى فلم يعد لديها شيئا لاعطائه فقط لديها الاهتمام الجاف ببيتها وعائلتها وعلاقتها مع زوجها التي أصبحت متوترة ويزداد الشرخ بينهما بمرور الوقت وطول غياب الابن البكر.... حتى أصبحت علاقة زوجية مملة خالية من الحب والاهتمام.... فقط روتين ممل يقومان به لأجل الصغار وللصغار فقط ....
###$####
أنهي ثانويته وحصل علي مجموع عال يدخله كلية الهندسة أو أي كلية يريدها.... أما هو فاختار كلية الحقوق لبيتعد عن عالم الأعمال الذي يحتوي علي خاله أو والده الذي أصبح يقرأ عنه الكثير من الأخبار وأثمن عنه استغلاله لاسمه الذي يقع خلف يوسف.....
ظل يردد اسمه كثيرا فالآن قد أصبح الجميع ينادونه ب"جوزيف" حسب تحريفهم لاسمه ولكن ظلت الديانة واحدة وتعاليم فريدة التي لقنته بها منذ الصغر محفورة في العقل ويحفظها عن ظهر قلب.....
مرت الأعوام التي لا تخلُ من زيارات فريدة رغم معاملته الجافة لها وبروده الذي يقتله هو قبلها.....
أنهي أخر امتحان له في سنته الرابعة من جامعته ليعود للمنزل. ....ليفاجئ بوجود شخص يعرفه وحتى وإن لم يحدث لقاء بينهما فهو يعرفه من الصور التي تحضرها له فريدة ويحتفظ بها....
جلس علي الكرسي المواجه له ليبدأ الحديث ويقطع الصمت الذي كان مليئا بنظراته التي يحفظها جيدا والآن فهمها: حمدلله علي السلامة يا إياس...!!!
أجابه الأخر ببرود وهدوء قاتل عكس ما تحتويه جملته من معانٍ: عايز إيه.... ؟!!!
يوسف بعدم فهم : مش فاهم..... قصدك إيه.... ؟!!
إياس بضيق: أنت دلوقتي خلصت كلية يعني هترجع... فعايز إيه ومترجعش.... ؟!!!
ضحك بسخرية قائلا: أنا لو كنت هرجع كنت رجعت من زمان... فطلع الحقد والغيرة اللي جواك من ناحيتي وخلينا أصحاب أحسن.... لأنك مش قابل أخويتي....!!
إياس : وإيه اللي هيخليني أصدقك ...؟!!
يوسف: أني ناويت أستقر هنا ومش ناوي أرجع تاني... عشان المواجهة مستحيلة....!!!
إياس: موافق.... بس علي شرط...!
يوسف: متخافش فريدة بتيجي زيارات هنا وبترجع تاني ومش هخليها تستقر معايا.....
صافحه بقوة لتبدأ علاقة صداقة أقوى من علاقة الأخوة التي لو اكتملت لأصبحت معركة بها فائز وخاسر...
فإياس الذي تعب لسنوات حتى أعاد لفريدة حيويتها وإن كانت أمامه لن يتخلَ عنها أبدا.... وجد نفسه بأحضانها بعد فترة طفولة مؤلمة بعيدا عن والدته ووالده الذي أصبح يعمل أكثر من مكوثه في المنزل...... وجد العمل مهربا من عيون فريدة المعاتبة له علي خطأه الغير مقصود....
التفت إليه وهو يقول: هروح أجيب شنطة هدومي من الفندق اللي قاعد فيه وأجي أقعد هنا.....
أومأ برأسه موافقا وقد غلبه الفضول ليتساءل بهدوء: هو أنت إيه اللي جايبك هنا.... ؟!!
إياس: جاي أخلص ورق الجامعة بتاع بيري.... وكمان أطمن عليك زي ما قالت فريدة....!!
يوسف: ماشي.... وأنا هساعدك تخلص بدري عشان تلحق حضن فريدة.....
ألقى إليه نظرة مستهزئة بكلامه الساخر ليخرج من المنزل بعدها متجها نحو وجهته...!!!
#$###
مرت الأعوام متتالية مميتة مملة في حياته... رفض عرض خاله ليعمل بشركته وفضل أن يعمل لصالحه....
خاف آسر أن يخرج يوسف عن طوعه فليس بعد تلك السنوات التي خطط بها ليحصل عليه لن تضيع هباءً هكذا..استطاع بصعوبة أن يشوه صورة والديه أمامه منذ أن كان صغيرا والآن بعد أن كبر يتمرد عليه...
علم من ابنته أنها معجبة بشخصية يوسف كثيرا وتود التقرب منه ليعرض عليها فكرة الزواج منه لتوافق علي الفور... رغم مشاعرها الغير محكمة وطيشها خلف التجربة فذهب إليه ليعرض عليه فكرة الزواج من ابنته ليجد الرفض من الآخر ...فكيف له أن يتزوج من دون وجود فريدة وإن كانت العلاقة متوترة بينهما فلن ينسى أبداً أنها والدته أو ينكر هذا....
آسر: أنا عارف إنك عايش لوحدك وبقالك فترة مشوفتش فريدة ومش شغال... فعشان كده هديك 4 مليون مقابل إنك تتجوز لينا وتجبلي حفيد....
يوسف بسخرية: طب أنت دلوقتي بتشتريني ولا بتبيع بنتك....
تجاهل سخريته وقال ببرود: مش هتفرق.. كله شغل...!!
يوسف: وهي موافقة.. ؟!!!
أومأ موافقا فوافق هو الآخر فهو يحتاج ونيسا لوحدته فلا فريدة ولا حتى إياس أتوا هذه المرة....
تم عقد القرآن وتزوجا بدون حفل فيوسف لا يطيق تلك الزيجة ولا يتقبلها أبداً.... حضرت بيري وكذلك إياس وفريدة التي أتت بعد إصرار مي علي ذهابها لعدم قدرة الأخيرة علي القدوم بسبب عائلتها..
###$###
مر خمس شهور علي زواجه ليتفاجئ بحديث زوجته: يوسف... أنا عايزة أطلق...!!
يوسف بسخرية: وهو أنتي لحقتي... ؟!!!
إيلينا: يوسف.. أنا مش بحبك ولا أنت بتحبني فعشان كده خلينا نطلق.. لأني زهقت من برودك... وأنا الصراحة بحب واحد تاني...!!
لم تتغير ملامح السخرية عليه: ماشي هطلقك.. بس بشرط..!! ؟
-موافقة...
-هطلقك بعد ما تولدي وبعدين مش عايز أشوف وشك تاني ولا تيجي تسأليني عن ابنك...!!
- ماشي...
-يبقي اتفقنا... روحي بقا غيري هدومك عشان نروح للدكتور نطمن علي الولد
##$
مرت شهور الحمل كلها لتنجب لينا ابنه ويصبح أبا..
لم ينتظر حضور والديها فأخذ ابنه بعد ان أراها إياه ليذهب بعيدا عنهم ويبعد ابنه عن براثن خاله ويحميه من أن يعيش حياته المملة...
عاش بعيدا عن مكان خاله ليربي ابنه بمساعدة إياس وفريدة التي لم تكف عن زيارته.... حتى أصبح أدم بعمر السنتان ليعود مرة أخرى إلي البلدة التي كان بها.. بعد أن استطاع أن يحمي ابنه الذي جلب لحياته السعادة ويذكره بطفولته التي لم يعشها....
حاول خاله أن يحصل علي حفيده فكان يوسف له بالمرصاد.... لم يره أحدا غير لينا التي عرفت قيمته بعد فوات الأوان.... دقائق فقط وبعدها تغادر وهو أعلم ابنه بأنها والدته.... لم يبالِ الصغير بها فجدته فريدة قد عوضته حنانها وأصبح لا يعرف غيرها.....
$#####
صرخة قوية انطلقت من فمها بعد سماعها للخبر الذي نطق به أحدهم عبر الهاتف...

سأظل لك (قلبي لك ج2) للكاتبه أميرة صلاحWhere stories live. Discover now