...

329 23 13
                                    

*تشخخف*

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

*تشخخف*

*تشخخفف*

*تتششخخفف*

لطالما عُرِفَت الغابة السوداء بكثير من الأشياء، بالظلال، بمخلوقات الماء العائمة في الأرجاء، بسماء الليل الدائمة وبقع الضوء السوداء التي تملؤها -أو ما يسمى بالنجوم المُذْنِبة-، بالأشجار الماكرة والتربة البريئة، برائحة الطين والتوت الأسود وأوراق نعناع البِرَكِ الضحلة والجو الرطب، ولكن الأصوات مستثناة مما عُرِفت به، لأن الأصوات صامتة فيها.

إلا أصوات الرحيل...

*تتششخخفف*

"آسوا؟" حاولَ بَيَات التأكد.

في مكان بعيد، بعيدٍ جدًّا جدًّا في عقله، هناك نقطةٌ من معرفة، هو يعرف، بل ومتأكد أن الشخص الوحيد الذي سيستطيع إصدار صوتٍ في الغابة السوداء حاليًّا هو آسوا، ولكن قلبه يأبى الاستسلام لما يؤكده له عقله...

*تتششخفف*


"آسوا!" ولازال قلبه يرفض التصديق وترك مجال للمنطق، لو يوجد صوت تصدره الغابة السوداء غير صوت الرحيل، وما مِن راحل... (هارب) منها غير آسوا.

وما من مهرب غير اقتراب الأجل...

*تتتتتتشششخخخففففف*

كلما تقدم أكثر، كلما أصبح الصوت أوضح، إنه صوت مجرفة تَحفِر في الأرض.

*تتتتتتشششخخخففففف*

أصَابَ افتراضُ عقلِه، الحافِر هو آسوا.

ألم نقل لك؟ همساتٌ ضعيفة قَدِمت من آخر نقطة في رأسه.

ما من مخلوق عاقل في هذه الغابة الملعونة غيركما، بَيَاتْ، من عَسَاه يكون غير الفاني آسوا؟. سَخِرَت الهمسات.

*تتتتتتشششخخخففففف*

"بَيَاتْ" صوتُ آسوا، أول صوتٍ قادم من قاطنٍ عاقل لهذه الغابة يسمعه بَيَاتْ في حياته.

عن حب الأم، وفخ العقل | Where stories live. Discover now