الفصل الأول:الصيّاد

287 24 30
                                    

كانت رائحة الكحول و الهيروين تعبق في الأرجاء،
مع الظلام الجاثم و الصمت المُطبق كان ليخيل لنا أننا في منزل للأشباح،
قطع الأثاث المهملة غطتها طبقة رقيقة من الغبار، جميع الدلائل كانت تشير إلى أن المنزل مهجور منذ أمد عدا عن أطباق الطعام و زجاجات الخمر الفاخرة التي تنبيء بثراء شاربيها.

تقدّمت ببطء إلى الأمام، في يمناي سلاحي المفضل
'آي جي آر ١٧٠' بسعة ثمانين طلقة، كان خياري المفضل لخفته و قوته،
تعددت خيارات رفاقي بين رشّاش تقليدي أو ذو أنبوب طويل،
كانت ملابسنا القاتمة الواقية من الرصاص تنبيء عن خطورة ما نحن ساعون خلفه، كما كل مرة،
لكن هذا عملنا - على كل حال-.
تقدم الجميع ببطء نحو القبو،
أشرت لهم بسلاحي فتقدم خمسة نحو الباب و اندفعو،
بضع ضربات كانت كافية لتحطيم الباب،
أندفعنا نحن الثلاثون رجلًا للأسفل و بعد عدة ثوانٍ،
بدأ الجحيم الناري.

كانت طلقات تحذيرية، فقد نبهنا الرئيس على جلبهم أحياء ما استطعنا ذلك، لكنهم بطبيعة الحال بدأو بمقاومتنا بأسلحتهم،
تفاديت طلقة كادت تثقب جمجمتي لعدم إرتدائي خوذة واقية، انخفضت تحت الطاولة محتميًا بها بينما عيناي تجولان في المكان بسرعة،
انه مخزن كبير في القبو، الصناديق الكثيرة و الأغراض المتراكمة كانت تمنحهم بعض الحماية،
لكن لنا الأفضلية بالتأكيد بأسلحتنا.

اندفعت مسرعًا فجأة عندما لمحته عيناي، كانت المساحة مكشوفة تمامًا إلا أن رجالي وفروا لي الدعم من الخلف،
أخفضت جذعي بعنف فجأة لأتفادى وابلًا من الرصاص كان يطلقه نحوي، و من ثم ركلت يسراه بكل قوتي ليسقط سلاحه بعيدًا،
أحاطت ذراعي بعنقه بينما سلاحي موجه لرأسه تمامًا،
بعد دقيقة كان جميع رجاله قد توقفو عن المقاومة حفاظًا على رأس زعيمهم،
قام رجالي بتكبيلهم بينما استمتعت بتكبيل يدي زعيمهم و أنا أخاطبه بسخرية:
- كيف حالك، هيروك؟ حسبتك قد أخبرتني بأنك لن ترى وجهي الجميل مجددًا ؟
ياللعار، رجل الشرطة الغبيّ قد استطاع إيجاد جحرك هذه المرة...

لم ينبس ببنت شفة و كانت تعابيره الحاقدة ثابتة،
عدا عن وجهه الذي ازداد شحوبًا منذ آخر لقاء بيننا،
في نيسان، لقد استطاع الفرار من الكمين الذي نصبناه له،
علاوة على تبجحه ببضع عبارات عن غبائي و أنه لن يراني مجددًا لأن حياته ستتغير، لقد كان مصيبًا في عبارته الأخيرة حيث ستتغير حياته في السجن المركزي بالتأكيد.

ضربت جبهتي برفق للإبتعاد عن سيل الذكريات المفاجئ و دفعته أمامي للخروج من ذلك القبو،
انتبهت للتو للرائحة الخانقة التي تعبق، كيف يعيش هؤلاء هنا؟!

كانت السيارات المصفحة في انتظارنا في الخارج، سوداء قاتمة مع شعار ال 'إف بي آي ' الأصفر اللون عليها، هذه الحروف كانت و لا تزال مصدر فخرنا بالتأكيد،
بعد التأكد من ترحيل جميع المجرمين ركبنا السيارة الأخيرة على عجل،
جلسنا على المقاعد المتقابلة، كان البعض يتناولون وجبة خفيفة و كأننا لم نكن في خضمِّ معركة و دماء للتو،
إنه بالتأكيد مارك، كان فمه ممتلئًا بشطيرة بوريتو، يداه ملطختان بالكاتشب بينما يربت على كتفي و يردد بعبارات غير واضحة :
- نجحنا! فعلناها!

لا تهرب ١Where stories live. Discover now