الفصل الثاني: الحمّام الدموي

76 13 15
                                    


وصلنا لمبنى قصيٍّ في الأطراف، حوالي ثلاث ساعات من أوتاه،
ترجلنا من الشاحنة و أخرجنا الصناديق لإدخالها للمؤسسة،
كان بإستقبالنا جيمس كارتر، أحد المسؤولين عن المختبر، قابلنا بإبتسامة بشوشة و قال:
- كنت في الإنتظار.

بدأت أنا و آلن بتفريغ الحمولة، كانت أدوات تنظيف و مواد معمل إعتيادية من كيماويات و أسطوانات للغاز،
إرتدينا القفازات و بدأنا بحمل الصناديق للداخل.

كانت الواجهة الرئيسية ذات طابع فخم،
قابلتنا السكرتيرة ملوحة لألمس طرف قبعتي و أوميء كرد للتحية،
إلتفتت السكرتيرة جيمس متسائلة:
- هل هؤلاء هم عملاء الشركة؟

- بلى، كما أن جهاز الغاز معطل في الغرفة الثالثة و الستين، يجب إصلاحه بأقصى سرعة.

أجاب جيمس فقالت:
- شكرا لكم! تفضلوا !

أكملنا طريقنا عبر الرواق المليء بكاميرات المراقبة،
كان جميع من يمر بنا يرتدي سترة المختبر البيضاء، ما عدا القليلين فقط.

وصلنا لغرفة التخزين حيث وضعنا الصناديق، ثم اتجهنا للغرفة الثالثة و الستين، مع معداتنا و أدواتنا،
كانت خالية تماما، غرفة معمل عادية،
التفت جيمس و قال:
- بالتوفيق، يا عمال النظافة، سأراكم لاحقًا.

إبتعد جيمس لنغلق الباب خلفنا بحذر،
تنفست الصعداء ليقول آلن:
- إنه مجرد أحمق متحذلق، أليس كذلك؟

- إنه عمله، لولا مهاراته و قدرته على التسلل في عمق المؤسسة بسرية كعضو فيها لما استطعنا الدخول بهدوء هكذا.

أجبته بإبتسامة ثم أضفت:
- لقد أكمل مهمته، حان دورنا الآن.

تأكدت من قفل الباب بينما أخرج آلن جهازه اللوحي و أوصله بمصدر الكهرباء،
فتحت حقيبتي المعدات لأخرج سلاحي المفضل 'آي جي آر ١٧' و دسسته في طيات ثيابي،
بعد عدة دقائق هتف آلن:
- إنتهيت!
تمت قرصنة النظام الإلكتروني، لدينا عشر دقائق قبل إستعادة النظام.

- حسنا، إنتهت مهمتك الأولى، بلغ الفريق ليقتحم الموقع و لنذهب.

بعد عدة ثوان على إرساله للإشارة، سمعنا أصوات الصراخ من قبل الموظفين، و أصوات الرفاق كذلك،
خرجنا من الغرفة لنقابل مارك و عددًا من الجنود يقارب الخمسين، تم تقييد كل من عثر عليه بينما تقدمنا ثلاثتنا لمكتب المدير،
دفعتُ الباب ليفتح بقوة و يقابلنا وجهه المندهش، عجوز في أعتاب الستينيات يجلس بعظمة خلف مكتب صخم،
رفعنا أسلحتنا نحوه و خاطبته بصوت جهوري:
- الشرطة!
إرفع يديك و ابتعد نحو الحائط، حالًا !

نهض العجوز ببطء من مكتبه و قال:
- إنها النهاية، أليس كذلك؟

ابتعد المدير عن مكتبه ليقف قبالة الحائط، و يقول:
- للأسف، تأخرتم كثيرًا .

لا تهرب ١حيث تعيش القصص. اكتشف الآن