أصابع الأتهام

57 9 2
                                    

مضى أسبوع بالكامل على احتجاز سحاب في توقيف شرطه تاربزيل ، ثم أتخدت الاجراءات لنقلها للسجن كونها المشتبه الاول ، كان الأسبوع وكأنه ذهراً طويلاً ، لم تكن حالتها النفسيه على مايرام لكنها لم تصل بعد الى اقصى مراحل اليأس كانت كأي شخص في هذا العالم ينتظر ماينجده عندما يقع في ازمه وكأن الامر اشبه بباخره تغرق وينتظر راكبها سفن النجاه ، وزاد الطين بله حينما نقلت الى السجن العام وأودعت في الزنزانه الفرديه وبلغ عائلتها بالبحث عن محامي كانت القضيه بالفعل الصقت تماما في سحاب
لم يكن السجن فقط هو الدافع الاول لحاله سحاب النفسيه ، فقد كانت تعلم ان عائلتها لن تكون قادرة على توظيف محامي ودفع أجوره ولن يتطوع أي محامي للدفاع عنها ، فالثقافه الماديه كانت تملأ المدينه ولم يكن يوجد من يقدم خدماته ووقته مجانا ، فسكان تاربزيل كانو يقدسون الوقت
خلال هذا الاسبوع زارها المحقق عذة مرات ، حاول انتزاع الاعتراف منها لكن عن اي اعتراف يبحث ؟ فسحاب مازالت تنكر هذه الجريمه ، ولا تعلم لماذا يوجد أظفرها في جيب الضحيه .
كانت عائله سحاب تمر بأزمه نفسيه شديده لكن دون الافصاح عن مخاوفهم ، وحينما بلغو بضروره البحث عن محامي زادت اعبائهم الماليه فتوظيف محامي يكلف الكثير ، قررو اخراج مدخرات العائله ، والبدء في عمليه البحث زارو عدة مكاتب وقابلو العشرات المحامين الذين بدورهم اتصلو الى مركز الشرطه لمعرفه مجريات القضيه لكن مسرح الجريمه والظروف المناخيه كانت هي العائق الاول والاخير للعثور على محامي فالقضيه بدت وكأنها خاسره مند البدايه وميؤس منها ، سمع جارهم بالأمر فقرر ترشيح قريبته وهي محاميه مبتدئه وحديثه تخرج للتو وانها ستقبل القضيه وأما عن اتعابها فأي ماستدفعوه سيكون مقبول ، كانت هذه الكلمات وكأن احدهم سكب ماء ثلج على والديها
عينت المحاميه ألما التى استلمت ملف القضيه من الشرطه وكانت شابه في بدايه العشرين من عمرها دو شعر اجعد وبشره مائله للصفره وعينان حالمتان وجسد هزيل ،حددت المحاكمه بعد شهر من توقيف سحاب فأخدت المحاميه تدرس ملابسات القضيه حتى انها قد زارت مسرح الجريمه لتتخيل وقائع هذه الجريمه ، ولتضع سيناريوهات عما حدث
طلبت ايضا زياره سحاب في زنزانتها ، وقد حدد يوم الاحد كيوم الزياره ، كانت امر المحاكمه يؤرق سحاب فهي بالكاد استطاعت النوم في الإيام المنصرمه ! كانت الافكار والتوقعات تتوالى في دماغها فتارة تقول نقص الدلائل سينجيني ومره اخره تقول وجود أظفري سيهلكني ، لم يمضى الكثير على سجنها لكن روحها قد سجنت بالفعل في مخاوفها ولم تعد حرة بعد ، وأي حريه يلتمسها القابع في سجن مخاوفه ؟ كانت كلمات المحقق هي الحائل بينها وبين راحتها النفسيه فمازالت تسمع صوته يتردد في اذانها " مشتبه به" ، في منامها وفي طعامها ، زارتها المحاميه في اليوم المحدد عند الساعه الثامنه ، دخلت الى السجن فأرشدوها الى الزنزانه التي تقبع فيها سحاب فتحت لها السجانه باب السجن حتى تدخل ثم اقفلته ، تقدمت المحاميه لسحاب وعرفت بنفسها " مرحبا أنا المحاميه ألما لقد قام والديك بتعييني للدفاع عنك في قضيتك" ، كان السجن ضيق فبالكاد يستطيع احتواء سرير ودورة مياة ، جلست المحاميه على طرف السرير بجانب سحاب ، اخرجت دفتر ملاحظات من حقيبتها البنيه ، ثم بدأت بطرح الاسئله ، كما تعرفين انا محاميتك لذلك يمكنك أخباري مالا تستطيعين اخبار اي احد به ، لأني احتاج لأن اعرف الحقيقه حتى اقوم بالدافع عنك ومهما كانت الحقيقه سأقوم بالدفاع عنك "
لذلك اخبريني منذ متى تعرفين المغدور بها ؟
- منذ الصف الحادي عشر
- أي ان معرفتك بها تمتد لأكثر من ثمان سنوات
- نعم هي كذلك
- كيف كانت طبيعه علاقتك بها ؟
- كانت عاديه حتى أهتزت قبل ستة أشهر
- لم افهم المعنى وراء كلامك
- لم أرغب في ان اسلك الطريق التي سلكته أغيد
- أي طريق تقصدين ؟

مئتان وخمسين يوما قبل الأعدامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن