لا اعتقد أن معرفتكم بهوية الطفل الملعون بات أمراً صعباً للغاية ، حسناً يمكنني القول أن هذا الطفل الملعون هو ... 'أنا'
منذ ولادتي وحياتي غير عادية ، وقد مرّ علي الزمن حتى أصبحت ما أنا عليه الآن مقعد خشبي ...
ولكن لو نظرنا للجانب المشرق في كوني مقعد فأنا هنا أربع وعشرين ساعة أتأمل المنظر الجميل للوادي أمامي
فالحديقة التي حكمت فيها بقية حياتي تقع على هضبة مرتفعة ارتفاعاً متوسطاً ولحسن حظي الجزء المقابل لي من السور محطم فمنحني إطلالة فريدة للمنحدر ثم للوادي القريب أسفل الهضبة
ما أجمل هذا المنظر وما يحمله من ....
اوف!!! كم أكره هذا ، أكون مستمتع في تأمل المكان فيأتي أحد المزعجين ويجلس فوقي دون أخذ الإذن حتى ، إنه فعلاً لأمر مزعج
جلست فوقي فتاة في عقدها الثالث من عمرها ودموعها منهمرة على وجنتيها الزهريتين ، بدأت تتكلم بالرغم من أن لا أحد يسمعها :
- " أحببته وصدقت في حبه ومع ذلك خانني"
'خانني' كلمة فتحت لها مشاعرها الكامنة فانفجرت ببكاء مفاجىء فوقي وتابعت:
- " لا اعلم ماذا أفعل وكيف أفعل ولماذا أفعل !
يالي من ضعيفة .. أنا ضعيفة
أغلقت عينيها بحدة مما زاد انهمار دموعها واسترسلت كلامها بضعف بدا واضحاً على نبرة صوتها الناعمة :
- " أكذب إن قلت أنني لا أحبه ، أقسم أنني أحبه ولكنه خائن ، أخبرني ماذا أفعل يا دوبي؟ أرجوك أخبرني
في البداية استغربت مع من تتكلم ولا أحد غيرها في الحديقة ؟ ولكنني أدركت أنها تمسك بيدها دب محشو وتتكلم معه ، حقا؟!! هل هي جادة ؟ هل تطلب النصيحة من دب ؟ إنه الحب الذي يصنع الجنون
أخرجت من حقيبة يدها وردة ذابلة وهمست :
- " أتعلم يا دوبي هذه أول وردة أهداني إياها وأنا كالحمقاء مازلت محتفظة بها "
تأملت الوردة الذابلة في يدها فعادت بي ذكرياتٌ كثيرة ... منها الجميلة ومنها المؤلمة ومنها ذكريات هربت منها
لا اعلم ما السبب ، هل هي الوردة أم اسم
" وردة " هو السبب ؟ لا اعلم ، ولا أريد أن أعلم ولكن لمعت ببالي فكرة جيدة الآن وأرغب في تنفيذها
- " أو ياليته قدر مشاعري لكنت قد ظللت أحبه للأبد ولكنه خائن وتافه وحقير .. وأنا لم أعد أريده سأتحرر منه دوبي أجل سأتحرر "
فتت الوردة بأصابع يدها الطويلة ورمتها لتحملها الرياح العابرة ، أعادت خصل شعرها الشقراء للوراء وتابعت كلامها مع دبها بصوت أقوى من قبل :
-" أتعلم يا دوبي أنا لن أرضى بأن أكون الحلقة الأضعف ، لأنني أحب الحياة وسأكافح للعيش بها قوية ناضجة وليس ضعيفة خرقاء ولن أدع الحب يقف حاجزاً في طريقي كما فعل من قبل ، سأتعلم من أخطائي السابقة كي لا أقع بها من جديد "
أنت تقرأ
قلبي من خشب
Fantasy_ ماذا تنتظر مِن مَن خُلِق من قلبٍ خشبي مثلي؟ لا شيء الغلاف من تصميم المبدعة Fluor - Flower
