1. 💚

3.4K 55 20
                                    



💛مقدمه

في ارض ما قاحله ..او اصبحت قاحله الى حد الهلاك ....ارض ما استوت مبانيها العاليه مع ارضها بعد ان تدمرت ...واصبحت نباتاتها الخضراء النضره بلا حياه وتطايرت مع الرياح معلنه انعدام الحياه في هذه الارض ...... و من بين اشلاء البيوت المحطمه كان هناك مئات البشر يرقدون تحتها ..منهم من يلفظ انفاسه الاخيره ومنهم من اصيب تحت تلك الانقاض ومنهم من ذهب الى ربه ليلقاه ليكون هو ارحم به من تلك الوحوش البشريه التي بلا قلب

و في مكان ما بين بقايا المنازل والبشر ايضاً ....كانت هناك شبه جثه مجثيه على الارض ..لم تكن معالمها واضحه بسبب الكميه الضخمه من اتربة المنازل المنهدمه الملقاه عليها كما كان هناك حجراً كبيراً ملقى بإهمال على يدها ليقيدها تماماً وهناك بقع من الدم التي تلطخها وتلطخ الارض من حولها

بدأت عمليات الانقاذ ..ليتم انقاذ الضحايا التي تراهم العين وتُسمع لهم اصوات او انفاس !

وبعد مده ليست بقصيره وقف احد الرجال للمره الاخيره لعله يسمع صوت احدهم ..او انفاس ما تشير ان احدهم على قيد الحياه ولكن لم يكن هناك اي شيئ...فقط دخان يتصاعد من احد البيوت وصموت تام يشير ان هذه المنطقه خاليه من الحياه

ليتوجه الرجل الى سيارة الاسعافات وهو يشير بيده ليتحرك السائق لأنقاذ ومعالجه الضحايا الذين وجِدوا !

مر على المكان يوم ليحل اول الصباح ...بدأت الشمس تعلن ضوءًا خفيفا يشير لقدومها...هواء بارد احاط المكان مع نفحات من رائحة الموتى الذي تُركت ارواحهم تحت الانقاض المظلمه

ولكن في ذلك المكان ...تحركت يد ذلك الجسد المجثي على الارض يعلن وجود روح به  ......حاولت التحرك ولكن الامر كان صعباً للغايه ...فتحت عينيها بضعف لتظهر لونها الزيتوني الفاتح واهدابها الكثيفه

مرت دقائق وهي تتأمل المكان حولها بضعف شديد .... الى ان احست بألم رهيب في يديها وبدأ ينتشر لجسدها المخدر رويداً ...حاولت الجلوس ولكن تلك الصخره الضخمه التي قيدت جسدها منعتها ....حركت نفسها بصعوبه محاوله ابعادها ....كلفها الامر الكثير  لتبعدها لتقوم بعدها وهي تتلفت بوجهها المرعوب حولها !...وضعت يدها لتتلمس وجهها بخوف وشفاه مرتعشه ....لتجد رأسها يسيل بالدم والم رهيب اصاب رأسها ....قامت بتعب ولهفه تترنح حولها في المكان ...حاولت تحريك يديها لتتغلب على الالم الذي فيها ولكن الامر المها بشده لتطلق صرخة الم وخوف وذعر ......ثم بكت بقهر ولكن فجأه تذكرت امر شد كل حواسها لتصرخ بأعلى صوتها بذعر
- امـــي...اختـــي!!!!!!

رمت نفسها على الارض  وتناست كل الآم جسدها فجأه واصبحت تفتش وتفحر بيديها لتزيل الصخور الباقيه من منزلها وهي تبكي وتصرخ باعلى صوتها والم رهيب شنج قلبها وعقلها

- امـــي يا امــــي....آ..اين انتي ...لا تتركيني ...رجاءاً رجاءًا

ظلت تبعد كل شيئ تراه امامها لعلها تجدهم لعلها تجد اي شيئ ...اي شيئ يطمئنها فقط !

وجدت شالاً بالياً ملقى وقد نال منه ما حدث
امسكته بلهفه وهي تقول ببكاء هستيري
- لا تتركوني ..لا تفعلو رجاءًا

لحظات وسمعت صوتاً يقول بجديه
- يا اختي هيا تعالي معنا ...انتي بحاجه للعنايه

التفتت له وهي تقول بأمل ولهفه
- آآ..اخي انظر ..امي وآ..واختي لم اجدهم ...رجاءًا ابحثوا  عنهم  

ثم وضعت يدها وضمتها امامه قائله بنبره باكيه مبحوحه
- رجاءًا

نظر لها الرجل بشفقه وقال
-  نحن سنحاول اهدئي ولكن الان هيا تعالي معنا انتي بحاجه للعنايه

هزت رأسها بألم وقالت بهستيريه
- لا لا ..لن اتركهم ....انا لا استطيع...لا استطيع ان اتنفس بدونهم

نظر الرجل لبعض من الرجال الاخرين واشار لهم وهو يقول بهدوء
- خذوها انها في حالة صدمه ...لو تركناها ستتعرض للخطر

اومئ الرجال وامسكوها بحذر ليسحبوها نحو سيارة الاسعافات ولكنها ما ان وضع الرجل يده على ذراعها حتى صرخت بألم ليقول الرجل الاخر بعدم فهم
- ماذا فعلت لها ؟؟!

نظر له الاخر وقال باستغراب
- لا ادري ..ولكن اعتقد ان ذراعها قد كسر

هز رأسه واشار لهم ليأخذوها بحذر وبالفعل حاول الرجال قدر المستطاع سحبها بخفه دون التسبب بضررها ولكنها كانت تبكي وتصرخ معترضه على ذلك ....في نهاية الامر وبعد مرور ساعتين

كانت تجلس على احد السرائر في مكان ما شبه مشفى او اقل من ذلك ... مكان مليئ بالمرضى والدماء ....لم تنتبه لكل ذلك او حتى للأصوات من حولها ..فقط كانت تنظر امامها وترمش بعينيها الباكيه دون حركه ....الى ان جائت احد الممرضات وقالت بهدوء
- يا انسه اعتذر ولكن بما انك انتهيتي هيا اذهبي ليأتي اخر مكانك ويتعالج فكما ترين نحن في حاله صعبه للغايه والمصابون كثيرون ويجب انقاذهم

نظرت لها تتأمل جملتها الى ان استوعبتها قليلاً ثم قامت بحذر وهي تنظر الى يديها التي غلفت بالجبس والشاش  وتحسست رأسها الذي لُفَ بقطعه كبيره من الشاش الطبي ..ثم توجهت بنظرات تائهه نحو الخارج

لامس الهوء بشرتها الناعمه لترتعش قليلاً من نسماته البارده .....ثم توجهت نحو احد الارصفه وجلست عليها بصمت ...نعم بصمت تام دون حركه كجثه هامده فقدت روحها ...رمشت بعينيها بألم لتسقط بعض العبارات الحارقه على وجنتيها لتعود بذاكرتها تتذكر مقتطفات من حياتها الهادئه قبل حدوث الكارثه

****

( حروفي في هذه الروايه من صميم قلبي لذا ارجوا ان تلمس اوتار قلوبكم وان تنال اعجابكم ) 💖

رواية سيلاWhere stories live. Discover now