Part 1

9.1K 731 357
                                    


مرتدية لباسها الابيض كانت تتمشى بين اروقة المستشفى بوقار وقد اضفى لها شعرها المرفوع بتسريحة ذيل حصان جمالا وعلى وجهها ابتسامة لطيفة تستقبل بها كل من يعترض طريقها فتارة تراها ترد تحية وطورا تطمئن مريضا وترشده

ارجعت رقبتها الى الخلف لكي تستريح على كرسيها الفخم بعد ان اغلقت باب مكتبها
انها في فترة الاستراحة ولكنها لا تملك احد للذهاب إليه فصديقتها المقربة ذهبت مع طلابها في جولة لمدة اسبوع واصبحت هي تقضي كامل اوقاتها في المستشفى كانها مقيمة

سمعت اصوات ضجيج امام مكتبها لتعقد حاجبيها بانزعاج، نظرت بحدة تستطلع هوية الذي اقتحم مكتبها بدون استئذان لتجد شخص يرتدي بدلة سوداء ونظرات شمسية مثل الحراس الذين تراهم في الافلام لتشعر بقليل من الخوف

نقلت نظرها الى مديرها الذي يعاتب الشخص الآخر بانزعاج على طريقته الفضة في التعامل ولكنه تجاهله بشكل تام وهو يمسك بيدها ويجذبها خلفه

"انت ايها السيد من تظن نفسك اترك يدها فورا" زمجر مديرها وهو يعترض طريقه بغضب

شهقت بفزع وهي تراه يصوب مسدسا الى جبينه مباشرة "سيدي يأمر بقدومها حتى لو قتلت كل من في المستشفى والآن ابتعد"

ابتلع المدير ريقه بجزع ثم تمتم بتردد "سوف اتصل بالشرطة"

"نحن الشرطة ايها السيد" اجابه وهو يريه شارة الشرطي ليبتعد من امامه بينما شعرت سايا ببعض الارتياح

نظرت من زجاج السيارة لتجد نفسها امام مبنى شاهق العلو يطغو الزجاج على واجهته مع حراسة مشددة على المكان؛ كاميرات مراقبة، حراس بعضهم مصحوبين بكلاب حراسة

مشت خلف الرجل لترى الحراس يقدمون له التحية و يتراجعون من امامه، تاهت وهي تركض خلفه من مكان الى مكان حتى فقدت تركيزها بمكان وجودهم

فتح باب غرفة ما ليتنحى جانبا وهو يدعوها للدخول، شعرت برهبة من هالة الصمت الموحشة التي تحيط المكان

استطلعت ما ينتظرها لترى شخص يتمدد على فراش ابيض ومن نظرتها الخبيرة فهو مصاب على الارجح بطلق ناري بينما يقف اثنان بجانبه و رجل يجلس في زاوية الغرفة وقد اقشعر بدنها من نظراته

نظرت للجانب الآخر لترى شاب يرتجف وهو على مايبدو يحاول ايقاف النزيف و بجانبه العديد من الآلات الطبية
بادلها نظرات مستجدية لتؤجل ثورتها على طريقة جلبها الى هنا زفرت بحنق وهي تخاطبه بهدوء "ماذا لدينا ؟"

زهرة التوليب || Z.Y. Unde poveștirile trăiesc. Descoperă acum