شكوك

178 4 0
                                    

بعد أحداث ذلك الصباح المثير وصلت إلى قعر الدار

بمجرد فتحها باب المنزل قابلتها صالة الجلوس و التي كانت تجمع عائلتها والدتها أباها أختها و خاطبها أدم يتشاركون قدحا من الشاي و بعضا من كوكيز الشوكولاطة الذي صنعته أمها بعد زوال البارحة ألقت التحية و من ثم توجهت نحو غرفتها و التي أصبحت من نصيبها وحدها بعد أن إنتقلت أختها إلى غرفتها الخاصة من جديد و ذلك بعد تأكيدها على أنها أصبحت بخير و لا تشتكي من شيئ أمام مرآة حمامها المشترك و غرفتها رشت قليلا من رذاذ الماء بين يديها على وجهها ثم أمعنت النظر إليه تبدوا أكثر إشراقا اليوم إبتسمت إبتسامة خفيفة بالكاد ظهرت على تقاسيمه جمعت خصلات شعرها الأشقر على شكل كعكة أعلى رأسها و من ثم  خرجت متجهة إلى الخزانة تنكش فيها عن ثياب مريحة بدلا من زوج الجينز الضيق الباهت و التيشرت الأبيض الممزق التي كانت ترتديهم تسطحت على السرير فراحت تفكر في أحداث ذلك الصباح التي من الممكن وصفها بالمجنونة  بمجرد تذكر لوي قبلته الدافئة ووعوده راحت تقهقه بصوت منخفض سعيد سعيدة ؟! أتراها كذلك ؟ نعم إنها سعيدة بالطبع هي كذلك بدأت تتقلب على سريرها المزدوج فجأة تنكش شعرها ثم تعود إلى جمعه مرة أخرى إلى أن قاطع أفكارها صوت والديها يودعان أدم عند الباب رفقة أختها

لقد أصبحت تبدوا أكثر نشاطا و فرحا بسمتها لا تكاد تغادر وجهها أصبحت تتمازح و تلقي النكات خلال التجمعات العائلية و التي كانت دائما ما تتهرب منهم
على الرغم من أن أمرها غريب إلا أنه أسعد قلب والديها خاصة بعد ما شهدته خلال السنوات الأخيرة
خلال تجمع العائلة مساء أحد العطلات الأسبوعية على حوالي الساعة 21:00 إقترب والدها من مكان جلوسها يحاول معرفة حال إبنته  و حلول البسمة على محياها و الذي غيرها بعد أن كاد يفقد  الأمل بدأ يمازحها و تارة يسخر منها و حول بعض الأشياء و المواضيع بغية تلطيف الجو و التمهيد لأجل طرح سؤاله بعد مشاركة أباها بعض النكت و مناقشة بعض المواضيع العامة مشاركة الفشار أيضا طرح والدها سؤاله و الذي كان غير متوقع إطلاقا

-أهناك حب جديد يلوح في الأفق

بعد طرح سؤاله أجفلت و شردت إلى حد أنها لم تنتبه أنها لم تجب والدها
أهي مفضوحة إلى الحد الذي جعل أباها ينتبه عليها أتراه هو فقط من إنتبه لعل الجميع يعلم أسمعها   تتحدث مع لوي في الهاتف أم شهدهما و هو يوصلها أحيانا إلى البيت قطع عليها أفكارها تلك اليد التي إمتدت تضم كتفها الأيسر إلى حضنه

-أي كان هو أكدي عليه أنه إن أذى إبنتي صغيرتي مدللتي بأنه سيلقى الجحيم

و من ثم أمسك يد أمها ينهضها من على الكرسي الذي كانت تجلس عليه و يتمنى لكلتا إبنتيه ليلة سعيدة و نوم هنيئ خاتما بذلك مغادرته و نهاية اليوم

لقد أصبحت أكثر حذرا في مكلماتها كثرة خروجها من المنزل و حتى كثرة شرودها الذي إنتبه له الجميع و هي وسط الجموع
ذات يوم و بينما العائلة تتناول الإفطار دق جرس الباب فقامت أختها كيرا تتولى مهمة فتحه بعد حوالي بضع دقائق من الضجة التي إفتعلتها أختها و التي على الأغلب أنها كانت ترحب بالضيف الطارق عادة رفقة لوي بمجرد رؤية سوزي له غصت بالطعام الذي كانت تتناوله فراح والدها سريعا يقدم لها كوبا من الماء بينما أمها تلقي التحية و ترحب بلوي و تدعوه لمشاركتهم مائدة  الإفطار ريثما راح والدها يقلب نظره مابين إبنته و إبن أخيه يحلل ما يدور في الأرجاء 
إتخذ لوي بمجرد دخوله قاعة الطعام أقرب مكان إلى خاصة سوزي  وقف فجأة الوالد هو كذلك  يرحب  بإبن أخيه يدعوه كذلك لمشاركتهم الطعام
شرع في تناوله لطعامه بعد شكره لأقاربه و الثناء المبالغ فيه على مذاق الطعام واصفا زوجة عمه بأنها أمهر من يصنع الطعام في العالم
توجه بنظره إلى عمه و الذي كان ينظر له مسبقا مقررا أخذ إذنه في الطلب منه أن يمنحه موافقته في أن تخرج سوزي معه

حمحم قليلا السيد كستنيون و من ثم مسح بقايا الطعام من على فمه بمنديله الخاص شرب كأسا من الماء ثم بدأ يتحدث

-لا أرى ضيرا في الأمر شرط أن تكون سوزي هنا الساعة التاسعة مساءا

أبدى لوي شكره فيما توجهت سوزي و التي كانت حمراء كالطماطم طوال الجلسة إلى غرفتها بنية تجهيز نفسها للموعد بمجرد وقوفها من على كرسيها لحقتها أختها فيما بقي لوي يشارك عمه بعض الأحاديث عن الإقتصاد السياسة و الرياضة كذلك كان لها نصيب من الحديث

الحب الحقيقيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن