سُقْم 💫

869 52 7
                                    

رجعت البيت ورجعوا خولة ورفيف بنفس الوقت
: شكلها راح تمطر
علقت رفيف وعيونها على السما ، رفعنا عيونا معاها ، كانت الغيوم سودة تُنذر بقرب المطر ، اتذكر مرة قال لي غريب " ان الهم مهما ازداد راح ينزاح ، والشدة بتزول مثل الغيم الاسود الي بالنهاية يمطر "
قعدنا ننتظر ، الغيوم تفرغ المطر الي حملته معاها لوقت كافي من الزمن ، مر وقت وهي رافضة كأنها تعاندنا
: ماراح تمطر بدخل
راحت خولة ، وقعدنا انا ورفيف ، بعد مدة قصيرة اشفقت السماء علينا وحسينا برذاذ ، بس عيونا كانت تطلب اكثر ، ويبدو ان السماء وقعت بحبنا واستجابت ، بدا المطر ينزل ويزداد قوة ، راحت رفيف تنادي خولة ووقفوا تحت الظل بحيث انهم يشوفون المطر بس م يبللهم ، اما انا وقفت وانا اسمح لقطراته تلامسني ، تعانق جسمي بحُب ، علاقتي مع المطر علاقة قديمة وطيدة ، لطالما كان يزورني بلحظاتي المُتعبة والحزينة ، كأنه يقولي كوني قوية رماد ، حُبه مزروع فيني وكم لبثت عشان اشوفه مرة ثانية ، احب رجفة جسمي من البرد والمطر يبللني ، احسه ينظفني من همومي واحزاني ، احسه يحتضني بحُب .
: ادخلي رماد بتبردين وبتمرضين
: مابي
رديت على خولة ومديت ايديني للمطر  ، دخلوا خولة ورفيف وانا ما ازال هنا تحت الغيمة الي تبكي ، تبكي بشكل لذيذ تبكي وهي تسمعني اضحك مسرورة ، اتمنى ما تكون زعلت ، دخل تركي وكان يمشي بسرعة عشان ما يتبلل لما شافني غير مساره وتوجه لي .
: ادخلي بتمرضين
: واحشني المطر
: المطر ؟
: اي المطر و امي احمد وابوي ، بس المطر جاني وهم ما جوا
ظل واقف معاي ، ما تحرك الا لما بديت اكح
: ادخلي
هزيت راسي بالنفي ، بس ما سمع كلامي ، مسك يدي وسحبني لداخل ، اقشعر جسمي من مسكت يدينه ، واستسلمت له ما قاومت ولا رفضت ، دخلنا وحكيت جبيني احاول ابعد عني التوتر ، والكحة زادت
: قلتلك بتمرضين
: لا تبالغ تركي باخذ الدوا وبصير بخير
تركته ورحت فوق ، دخلت غرفتي وشفت خولة ورفيف قدامي ، ناظرتني خولة من فوق لتحت ، وبديت اكح بقوة
: تحبين تعانديني تستمتعين
ما عطتني فرصة ارد سحبتني للحمام ومدت لي منشفة
: بجيبلك ملابس
راحت ورجعت واتوقع انها جابت اثقل شي شافته ، ما ادري مين قالها اني بالقطب الشمالي ، لبست وطلعت
: ما لقيتي اثقل من هذي الملابس
: لا للاسف لو اني لاقية ما كنت بتردد طبعاً وبخليك تلبسينهم غصب لا تمرضين اكثر من كذا
مدت لي رفيف علبة دوا
: تركي قالي اعطيك الدوا هو للكحة .
ابتسمت واخذته .

رماد Where stories live. Discover now