الحَيُّ مَائَةٌ وَ تِسْعَة ♬

الفَصْلُ الأَوَل || الخِطَابُ الأَوَل

'كَانَ الضَوءُ يَنْبَعِثُ مِنْ عَيّنَاكَ،كَلِمَاتُكَ وَرُوحكَ الَّتِيّ لَا تَزَالُ عَلىٰ قَيّدِ الأَمَل،إِلّا أَنَّ لَا مَصدرًا لِلضوءِ لَدِيكَ!'

~~~

أَبِيّ لَيّسَ مَيتًا، هُوَّ لَا يَزَالُ هُنَا بِذكرَاهُ الرَاسِخَة، اللوحات تَمْتَلِّكُ مِنْ ذِكرَاهُ الكَثير، المُوسيقى تُشبِهَهُ بِطَرِيقَةٍ مَا، وَالخَيّرُ لَايَزَالُ أَفْضَّلُ مَا تَحوِيهِ ذِكراهُ الخَالِدَة.. هُوَّ كَانَ يَحيَا لِأَجلِ الخَير ، بِهَدَف نثرِهِ كَمَا نُثِر دَاخِلَهُ فِيّ زَمَانٍ مَا .

أُمِيّ لَاتَزَالُ جَمِيلةً كَمَا هِيَّ، لَمْ يأَخذ الزَمَن عِنْدَ مُرورهُ شَيئًا مِنْهَا، مِنْ جَمَالِهَا أَوْ رُوحَهَا الَّتِي دَائِمًا مَا تَنْبِضُ بالعفوية وَالإِشرَاق . سَتَستَيقظُ ذَاتَ يَوم ، نَتَنَاول الإِفْطَارَ سَوِيًا كَمَا إِعْتَدْنَا، سَوْفَ نُشَاهِدُ مَا تُفَضِّلُ عَينَاهَا وسَنَذْهَبُ فِيِّ رحلةٍ مَا بَينَ الطبيعة الغَنَّاء مِثْلَمَا كَانَتْ تُحِب.

الحياة لَاتَزَالُ مُستقيمةٌ كَمَا هِيَّ مَغِيبُ الشَمسِ يَتبَعهُ بِسَاعَاتٍ قَلِيلَة بزوغ الفجر وَإِطلالةُ الشَمس مُحالٌ أَنْ تَغيب يَومًا.. الله لَا يَزَال يُعطي الفُرص لِلجَمِيع. ليصنعوا حياةً سَوِية ،، لَا زَال يُعطيهُم الكَثِير لِيفعَلوا .

نِيران الفَسَاد مُشتَعِلة وَلَا تَزَالُ تُصَارِعُ لِتَدِمير الكِثِير ، الإِنْسَانِية تَتلَاشى شَيئًا فَشَيئًا وَ أَصوات الحَقِ مُكبلة، الطاقة السلبية كَمَا لَوْ كَانَتْ حمم بركانية تَمَكَنَتْ مِنْ تَدمير تِلِّكَ الجَزِيرة فِي بِضع لَحظَاتٍ فَقَط، وَالجَمِيع يَسْتَسلِم سَوَاءَ أَكَانَتْ تِلِّكَ رغبتهُم أَمْ لَا، حَيثُ لَا خياراتٍ أُخرىٰ تُدرِكهَا أعينهم.

لّكِنْ الاِستسلام لَيّسَ خِيَارِيّ الوَحيد، الجَمِيع وَحِينَ اَقولُ الجَمِيع فَأَنا أَعنيها. قَادِرُونَّ عَلىٰ صُنْعِ المُعجزات. إِنْبَات بذور الخَير وَتَعقيم الحيَّاة مِنَ الشر الَّذِي أَصبَحَ يَسْتَوطِنَهَا.