الحلقة ١

140 13 43
                                    

في وسط قرية تطل على شواطئ البحر الاسود و المحاطة بالمدن الصاخبة تعيش مجموعة من الاسر التي تعتمد على الارض في رزقها و قوتها خالية من كل اشكال الحضارة و المدنية ٱن ذاك ....

     كانت الفتاة ذات الشعر الاسود و العيون العسلية ، بشرتها حنطية لها انف صغير و شفاه كرزية ممتلئة, تمشي في وسط طريق خالي تزين ببعض الورود الجانبية على حافتيه, و تألق باشجار البلوط المحيطة من كلا الجانبين, كانت تشتم روائح النسيم العليل و تستمع لأصوات العصافير و تتحسس باشعة الشمس الدافئة ....

     تساعدها عصاها لمعرفة الطريق ،فقد خانتها عينيها على الرؤية لكنها كانت ترى بقلبها و حواسها الاخرى قبل عينيها لذلك لم تعرف شيء من الحسد و الكراهية ....

     فجأة توقفت من المشي و سرحت بمخيلتها لتعود الى السنين السابقة و بالتحديد قبل 13عاما
   في نفس المكان كانت تقف فتاة صغيرة لا تتجاوز 5 سنوات، ترتدي ثوبا ابيضا يصل الى اسفل ركبتيها و يحمل وروداا مبعثرة، وقد اتسخ ببعض الوحل و التراب و شعرها يتطاير بفعل الرياح العاصفة في ذاك اليوم و التي انذرت بدخول الشتاء، و كانت الفتاة لا ترى سوى الضباب و تسمع اصوات مختلفة تحت شهقات و دموع اخوتها لا تزال تتذكر ذلك الصوت جيداا : اعتنوا باويكو اويكو...

   و بينما اويكو كانت سارحة في خيالها اصطدم بها بعض الاطفال و يهم يتسابقون  ، من يصل الى خط النهاية اولا ، فأوقعوها من دون قصد و فقدت عصاها، كانت تتحسس الارض علها تجد مرشدها و تمسك بالعصا، حتى سمعت صوت حصان يقترب بدأت تشتم الرائحة ، ابتسمت بعدها فهي تعرف جيدا من صاحب هذه الرائحة...

    نزل جوناي من على حصانه  اقترب منها وقد علم عن ماذا تبحث، أجال نظره في الاطراف حتى وجد العصا مسكها بيد ثم اقترب من اويكو و ساعدها في النهوض بيده الاخرى واعطاها العصاا، ثم ابتعد في اتجاه حصانه
اوقفه صوتها
اويكو : شكرا لك . . .  جوناي
جوناي : كيف عرفتي من اكون
اويكو : انه سري

    استدار مجددا و امتطى خيله و اكمل طريقه، اما اويكو اكملت المشي فهي تحبه جدا .....

      في نفس القرية و بمنزل العائلة كاندير المتكونة من الجدة اسيا و الابن الاكبر جمال و زوجته و ابنها اضافة الى الابن الاصغر جوناي
كانت هذه العائلة هي التي أوت اويكو و إخوتها اصلي و علي و مروى

اصلي هي الفتاة الاكبر  بينهم 25 عام  متوسطة الطول تمتلك عيون زرقاء كالسماء و بشرة بيضاء و متوردة الخدين كما انها تمتلك غمازات جميلة و شعر بني، تتسم بالصبر و هي التى تكفلت باخوتها بعد ان فقدوا ما تبقى من عائلتهم

علي هو بمثابة الاب لأخوته و قد كان يصغر اصلي بسنة ، طويل و عيناه خضراوتين و شعره اسود ، كان أكثر الاخوة قربا لاويكو و اكثرهم حنانا عليها

مروى 22 سنة شقراء بعينين خضروتين اية في الحسن و الجمال كانت تمتلك صوتا عذبا لذلك استغلته منذ الصغر فكانت تغني في الحفلات و الاعراس لتكسب بعض النقود، غير انها كانت فتاة طائشة نوعا ما

     نعود الى احداثنا حيث كانت اصلي تعمل كخادمة في بيت عائلة كاندير كما كان علي يعمل كمزارع في ارض عائلة كاندير،  بعد ان انتها من اعمالهما اخذا حصتهما لليوم و ذهبا الى الكوخ الذي كان منزلهما الوحيد 

   اصلي : علي اذهب و ابحث عن اويكو و مروى اينهما!؟
علي : ساذهب لاويكو اولا فانا اعرف اين هي جيدا 
اصلي : حسنا

   في مكان بعيد عن سكان القرية كانت تجلس فوق صخرتها المعتادة تشتم روائح ازهار الاقحوان و تستمع لاجمل الحان العصافير و تدندن ببعض الكلمات التي تتذكرها منذ الصغر  ، تغيرت الرائحة التي تصلها فهي الان اصبحت تشتم رائحة التعب و الاجهاد كانت رائحته المميزة عن البقية التي تشعرها بالحنان
علي: اذن انت هنا
اويكو : علي تعال اجلس بجانبي
علي : هل انتي بخير
اويكو: نعم امم هل لي بطلب
علي : طلباتك اوامر صغيرتي
اويكو : احكي لي عن امي و بقية اخوتي
علي : مجددا اعتقد انكي حفظتي كلامي من كثر التكرار
اويكو : ارجوك كلامك يغذي صبري و يطفأ لهيب شوقي لهم
علي : حسنا يا اميرتي

علي : امنا كانت امرأة طيبة محبة ودوة و حنونة جداا كانت تحب ابي كثيرا كما كان يفعل هو كانت امرأة متوسطة الطول عيناها واسعتان و خضرواتين لها انف صغير مثلك و شعر بني كانت ملامحها تشبهك جدا
و يوجد مراد هو الاكبر بيننا كما كان الاعقل لديه شعر اسود اللون مثلكي و ملامح حادة اعين سوداء كان هادئا جدا و يوجد مليس و هي توأم مروى لكنها لا تشبهها كثيرا لها جمالها الخاص غير انهما اشتركا في لون الشعر والاعين غالبا
ويوجد اخيرا جان و هو يكبرك بسنة واحدة فقط كان فتى طائش نوعا رغم ان لديه ملامح بريئة جدا عيناه سودوتين و شعره اسود لديه ابتسامة جميلة اعتقد انه يشبه ابي كثيرا  
اويكو : كان يغار مني اليس كذلك
علي و هو يضحك : نعم كثيرا لانكي اخر عنقود كنا نحبك كثيرا و هو كان يغار
اويكو : كم اود رؤيتهم و رؤيتكم
علي : لقد  قلت لك مسبقا صغيرتي انظري الى العالم بقلبك سترينه اجمل كثيرا و ان استخدمت عقلك سترينه اوضح صدقيني
علي : و الان هيا لنعود لمنزل اشعر ان المطر سيهطل
........ .

الى الملتقى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن