الجزء الأول ... والأخير!

177 2 1
                                    

مع انطلاقة ثورة العملات الرقمية، كنت أحد هؤلاء المنخرطين فيها، لكنني لم انحدر إلى مستوى إضاعة وقتي، فبحثت عن طريقة ما تضمن أن أحصل على المال دون أن أبذل جهدًا لقاء ذلك! 

كانت الرحلة شاقة، إلى أن وجدت متصفحًا بسيطًا يُدعى 

http://bit.ly/CryptoTab-Browser-X

 كل ما عليك فعله هو تنصيبه، ثم دعه يحمل تلقائيًا.

وهذا ما فعلته على جهازي، ثم بدأ الطمع يتسلل إلى نفسي: لما لا استغل أجهزة الآخرين؟ (تبدو الفكرة سخيفة، أعلم ذلك!)

وهو ما حدث بالفعل: 

قمت بتحميل المتصفح على جهازيّ زملائي، وانطلق العداد البطيء.

بقي الآن جهاز المدير، تسللت إلى مكتبه، وعندما حاولت فتح الجهاز، اكتشفت أنه مُقفل... 

حسنًا! ما هي كلمة السرّ؟ خطرت في ذهني فكرة سخيفة، قد يكون الجهاز دون كلمة سرّ... لقد نجح الأمر! 

وهكذا نصبت المتصفح، ثم شغلته.. ومضى اليوم بسلام.

في الصباح التالي، تلقيت اتصالًا من المدير يُخبرني فيه أنه متجه إلى الشركة -بعد أن ألغى إجازته- وسيكون هناك خلال نصف ساعة!

لا أصدق ذلك! لماذا يحدث ذلك معي الآن؟!!

ارتديت ملابسي كيفما اتفق، ثم هرولت خارج المنزل باحثًا عن أي وسيلة مواصلات تقلني.... 

الطقس حار، والجو خانق، وزحمة المواصلات لا تنتهي ... لا بدّ أن عليّ البحث عن عملٍ آخر... 

وصلت إلى الشركة، وتوافد بعض زملائي مع طلباتهم السخيفة (ليس اليوم أيها الحمقى، أو على الأقل ليس الآن!) 

دخلت إلى المكتب، أزلت المتصفح الأحمق، وخرجت ... ما إن وصلت إلى باب مكتبي، حتى صادفت وجه المدير الجميل! لقد وصل منذ 10 ثوانٍ وكان ينتظرني ... 

- أهلًا طارق، أنت تلهث بشدّة، هل كنت تركض

(بل كنت أحاول إنقاذ نفسي من الطرد!) ... لا، لقد كان المصعد معطلًا... 

- لا عليك، سنرسل من يُصلحه.. 

شكرًا لك سيادة المدير. 


دخل المدير إلى مكتبه، ثم أرسل في طلبي ... هل يُعقل أنني نسيت شيئًا ما؟ 

- طارق، هل أنت من شغلت جهازي؟ 

(اللعنة! لقد نسيت إقفال الجهاز!)

نعم! كنت أريد ملفًا ما .. ثم تذكرت أن الجهاز مُقفل ... 

- لا عليك! 

-----

ماذا لو تأخرت ثانية واحدة؟ 

ماذا لو كان قد جاء في موعده؟ (جاء بعد ساعة من اتصاله بيّ)

اسئلة كثيرة دارت في عقلي، شكرت الله على زحمة المواصلات التي أعاقته، وعاهدت نفسي ألّا أعود لمثلها أبدًا!

عندما ينقلب الدم إلى أدرينالين!Where stories live. Discover now