3

70 8 0
                                    


تسللت خيوط الشمس خلال نافذتها لتلقي على وجهها إشراقاّ وتضيء غرفتها ..ضجيج الصباح بكل ما فيه أزعجها .. " نداء والدة جان لطفلها: انتظر لا تركض . وتهافت الناس على المخبز القريب ..حديث بائعة الخضار مع زبونتها المعتادة .. خطوات ذهاب واياب الاقدام ..و كأن الامور بخير حقاُ " ..

وها قد انتهى حلم الحياة الطبيعية بسماعها صوت طلق ناري لتبدأ ملامحها بالتغير و تسخر في ذاتها :

( الحياة تدب بالضجيج فعلاً ولكن بطريقة مختلفة (!..
ليعيد الامس نفسه بذاكرتها الضجرة .. فقدانها لحاسبها.. بحثها المستمر.. تأخرها بالعودة .. لتجده بعدها على مكتبها.. قيامها بالكتابة حتى شعرت بالنوم يغزوها لتسير بترنح صوب تلك الاريكة وتنام بعد عناء يومٍ متعب ..
مرت عده دقائق بصمت .. صمت يغزو كل شيء لتقفز من مكانها بعد استيعاب صارخة : سحقاّ تأخرت ..

نهضت بفوضوية بينما تركض يمنه ويسره وهي تحضر ذاتها لتتوقف للحظة وتنظر لمرآتها المتحطمة لحد كبير ولكنها تستطيع ملاحظة أنها لم تبدل ثيابها اصلاً ( يا للذكاء ) زفرت بهدوء لتحمل قبعتها وترتديها بينما أخذت كمامتها وخرجت مسرعة من غرفتها متمتمه مع ذاتها : أن لم اقم بعملي حالاً سيزيد ديـ..نـ ..ـي ..

اوقفها اصطدامها بكتله كبيره او هكذا ظنت دون شعور منها فهي لم ترى سوى الظلام لتتراجع خطوة للخلف بينما اطلقت صرخة استياء .. عدلت قبعتها لترفع عيناها : اللعنة ما ..مـ..؟!

اُخرست حالما رأت خصلات شعره الذهبي منسدلة وقرط إذنه الأحمر ، كان يرتدي بنطال بني و قميص جلدي مكشوف الاكمام باللون الأزرق القاتم و لياقة مرفوعة ومفتوحة ليتضح من خلالها سلسلة سوداء تدلى منها صفيحة مستطيلة هي الأخرى مطلية بالأسود نقش عليها شيء ما ..

نظرت بتشوش ليعود تركيزها ويوقظها صوته الساخر من دهشتها

_ يوجد شخصٌ يمر هنا ..!

تبدلت ملامحها لجدية وردت بجفاء : هه من الذي يمر ملاصقاً امام باب احدهم هكذا ؟

أدارت نفسها عنه و بعدها اغلقت الباب سريعاّ ومضت في طريقها.. نظر لباب غرفتها بصمت ثم ارتسمت ابتسامه ساخرة بوجهه : هذا ليس بحرص ابداّ ..

ذهبت للمكان الموعود حيث تستلم تلك المهام التي تكرهها ولم يأتي أحد لذا اسرعت خطواتها لتذهب لتلك الحانة من الأمس فالأصل أن تستلم ما عليها ولها من هناك ولكن لسبب ما ذلك الأحمق الذي ينظم المهام جعلها تستلمها خارجا ، هي لن تسمح لدين كفالتها بأن يزيد فوق ما هو عليه بسبب عدم تنفيذها لمهمة غبية أخرى ، لذا بعد ركضها السريع وصلت أخيراً لتدخل بسرعة و تصطدم بأحدهم مرة أخرى لتعود عدة خطوات للخلف _ اللعنة ما بال هذا اليوم ..!

رفعت بصرها لتجد هاد ينظر لها بغضب عارم ،عضت على شفتها السفلى التي لم تكن ظاهرة اصلاً بسبب كمامتها ( الرحمة هل كان ينقصني هذا الغوريلا ) ، اخذت نفساً عميقاً ثم مضت بسرعة محاولة تجاوزه بينما نطقت بخفوت : اعتذر ..

 زيروس_zerosWhere stories live. Discover now